الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبادئ أساسية في السياسات الدولية

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2022 / 10 / 10
السياسة والعلاقات الدولية



أظهرت المواجهة الغربية الروسية، مؤخراً، فجوة تكنولوجية هائلة بين الجانبين، تجلت بنكسة عسكرية مذلة ومهينة للروس الذين تساقطوا كالذباب أمام السلاح الغربي المتطور والمتقدم، وتبيّن أن الطريق ما زال طويلاً جداً أمام الروس لمجاراة الغرب عسكرياً، كمالا بد من طرح تساؤلات عن المعايير والاعتبارات التي تتم بموجبها تصنيف الدول كعظمى، ومن بينها روسيا، وهل امتلاك السلاح النووي والتلويح به، وتهديد السلم العالمي، وغزو أراضي الغير واحتلالها يجعل هذه الدولة، أو تلك عظيمة، وهذا ما تفعله وفعلته إسرائيل بالضبط، فلماذا لا تحتسب إسرائيل كدولة عظمى، ويكون لها مقعدها بمجلس الأمن؟
ومن هنا، لم تتمكن، ولا يمكن للمنظومات السلطوية وانظمة الحكم المتردية والنطيحة وما ترك السبع منها، التي تقوم على "أنصاف آلهة"، وزعماء "ضرورة تاريخيين وملهمين" مؤبدين خالدين فيها أبداً (من القصر للقبر)، تؤازرهم شراذم وشوية زعران وعصابات وحرامية وقطاع طرق ومهربين وتجار ممنوعات وزعماء مافيات ولصوص وسجانين وجلادين وأشباه متعلمين (شهادات مسروقة ومزورة وغير معترف بها من الدول الساقطة إياها والجامعات الترللي) وعلى مخبرين أرباع متعلمين (دورات محو أمية وبكالوريا أدبي وتاسع شحط) وجنرالات عديمي المعرفة، ضحلي الثقافة، وصلوا لمراتبهم بالتزكية وعلاقات المحاباة والقرابة والوشائج العشائرية والمصاهرة ويتسلحون بإيديولوجيات سلفية ورجعية ظلامية بائدة رثة وجوفاء ويرفعون شعارات طنانة للتغطية على جهلهم وغبائهم وانحطاطهم المعرفي والاخلاقي، وتنتهك هذه الشراذم القانون والدستور، بشكل ممنهج ومتعمد، وتتنكر لأبسط القيم والتقاليد والأعراف، وتسترخص الحياة والأرواح والنفس البشرية، وتدوس عليها باستهتار ولا مبالاة، وتحتكر المناصب والوظائف للأزلام والتـُبَّع والإمعات ويتم توزيع الحقائب الوزارية والمسؤوليات الحكومية كما توزع الغنائم وبناء على اعتبارات ومعايير الولاء والاستزلام والانبطاح وشرط الاستنفاع المتبادل مع صاحب القرار، كما تنتهك، بإصرار، القانون الأساسي لحقوق الانسان، وتتحكم بها العلاقات القبلية والشخصية والنفعية والمصالح المالية المتبادلة ودرجة القرابة والمصلحة والصداقة والاقتراب والابتعاد عن صاحب القرار، نقول لا يمكن لهذه المنظومة أن تنتصر وتتفوق وتنافس منظومة تداولية ديمقراطية دستورية قانونية علمانية متنورة تقوم على مبادئ وأسس العدالة والمساواة وعدم التمييز بناء على الجنس واللون أو العرق أو الانتماء السياسي، وتحترام القانون العام وتقدّس الحريات الشخصية وتقوم بتوزيع الثروات بشكل عادل عبر برامج حكومية عدالة لحماية الفقراء والعاطلين عن العمل عبر إصدار متتابع وتطوير لقوانين تقاعد ومعاشات وضمان اجتماعي تكفل الكرامة والعيش الكريم لأكبر قدر من المواطنين كما تقوم إدارة هذه المنظومة على كوادر مؤهلة و"تكنوقراط" متخصص من الأكفاء والأكاديميين الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية من أرقى الجامعات العالمية المعترف بها، والذين يترقون في وظائفهم ومناصبهم بناء على معايير النزاهة والشفاهية والنجاح والإبداع والولاء للوطن من دون شرط التحزب والتسيس، ويصل فيها مسؤولو الصف الأول بهذه المنظومة لمناصبهم السلطوية عبر الاقتراع المباشر والانتخابات الحرة النزيهة وتتم فيها إجراء عملية تقييم دائمة ومستمرة لأداء صاحب المنصب والوظيفة ويعزل أو يستقيل طوعاً في حال الفشل أو ارتكاب مخالفة ما أو حدوث خلل كبير في نطاق عمله، وعادة ما يشغل منصبه لولاية وفترة دستورية أو تشريعية واحدة تتجدد كل أربع أو خمس أو سبع سنوات، على أعلى تقدير، وحسب دستور كل دولة، الذي –أي الدستور- يكون قد تقرر بناء على أرادة وطنية وشعبية عامة ولم يتم تفصيله بناء على مزاج وعمر و"كيف" طويل العمر وصاحب النيافة والقيافة والفخامة كما هو معروف في المنظومة المتردية والمتهاوية والمتهالكة، وحيث يبقى فيها المسؤول بـ"مزرعته" من المهد إلى اللحد، ومن الممكن أن يقوم بتوريث أحد أقربائه مهمته ومنصبه الوزاري، أو الإداري، وهكذا أصبحت المنظومات الفاشلة والمتردية والمتهالكة ملكيات وراثية لعائلات وسلالات بعينها مغلقة وجزراً معزولة عن العالم...
هل يمكن للمنظومة الأولى، وفي أية لحظة وظرف أن تتفوق وتنتصر على المنظومة الثانية؟ أو هل جرى وحصل ذلك عبر التاريخ وكيف وأين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأى
على سالم ( 2022 / 10 / 10 - 21:23 )
كل الدول العروبيه الاسلاميه فاشله استبداديه ومتخلفه وفاسده وجاهله غبيه , يجب تفكيك هذه الكيانات المهترأه العفنه واعاده تجميعها وتأسيسها من جديد تحت اشراف دولى محايد ونزيه


2 - أنظمة الحكم المتردية و النطيحة
ماجدة منصور ( 2022 / 10 / 12 - 10:48 )
و ما ترك السبع منها!!!!!!!!0
لتسامحك آلهة قريش: لقد ضحكت حتى بانت...نواجذي!!0



هل سيترك السبع بعضا من غنائمه؟؟؟
سؤال برسم الإجابة ..و الإجابة مقبولة فقط من التكنوقراط.0
و سؤال آخر لحوح و لجوج:: ماذا سيترك لنا السباع و نحن نتبرطع برطعة تحت أنظمة حكم متردية و نطيحة؟؟
لتسامحك عشتار يا أبو عذاب

اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟