الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقرأ طرقت باب التابو في -قبل أن تحاسبوا*

محمد زكريا السقال

2006 / 10 / 2
الصحافة والاعلام


لاشك في أن التعرض لمشكلة من مشاكل التابو ، المحرم في مجتمعاتنا خطوة تمتلك من الجرأة والاقدام ، ما يفرض تقديرها واحترامها .فمسألة المثليين مسألة شائكة في المجتمع العربي ، وليس من السهل التعاطي معها ، لما تختزنه الثقافة العربية عن هؤلاء من احتقار ، ونبذ ، ورجم وتعزير . رغم ذلك ، فالمثليون متواجدون في كل العالم بما فيهم العالم العربي الاسلامي ، بل ان الظاهرة متواجدة وقديمة قدم التاريخ البشري ، وسجلت تراثا ثقافيا وأدبيا ، فكانت في الحضارة اليونانية سافوا الشاعرة التي جسدت ادب المثلييات ، وكذلك الحسن ابن هانئ أبي نواس وأدب الغلمان .
وأن تتصدى محطة إقرأ الفضائية الدينية التوجه لهكذا مسألة فهذا يعني أن الاعلام العربي يكون قد وضع قدمه وبجرأة في الاتجاه الصحيح. في الاتجاه الصحيح بمعنى في اتجاه نبش الظواهر والأمراض والمشاكل التي تفتك بنا ونتهرب من طرحها ونتعامى عن وجودها بين ظهرانينا خوفاً من السلطات التي تحكمنا ، سلطة الدين والثقافة المشوهه ، والسلطة السياسية رأس العلة الأساسي التي تعمل على تجيير كل ما يترك المجتمع مقموعا ومستلبا .
في الحقيقية ان مسألة مثل المثليين لاتعنيني من قريب أو من بعيد ، وقد كنت بل مازلت متهيبا من أن تناولها فهي ليست على جدول أعمالي ، إلا إن هذا لايعني أنها ليست على جدول أعمال المجتمع ومستقبله . فالموقف من هذه الشريحة الاجتماعية والتعامل معها يعكس وعيا وثقافة وتطور في المفاهيم . فنحن مجتمع مازلنا نخجل بجسدنا وبكل ما يحيط به ، ونواري عوراتنا بعورات من نوع آخر ، نداوي مشاكلنا وأمراضنا بالسترة ، بالترائي وبالجهل. ونطلب من شريحة ( مهما صغرت) بالتخفي والعيش بالظلام فحكمنا جاهز وأدوات القمع لا حدود لها.
لذا فالخطوة التي قامت بها اقرأ ، رغم الارتباك الذي لف المتحاورين ، خاصة أن التيار الديني كان حاضرا بالشيخ الذي لم يسعفني الحظ بحفظ اسمه ، ورغم إن مقدمة البرنامج لم تستطع الاحاطة بالموضوع من جهة عمق الأسئلة ، ورغم التوتر الذي احاط بالمتحاورين ، إلا أن المرء استطاع أن يتعرف على جانب موجود بيننا ، يعاني شيئا ما وله هواجس ومطالب ورغبات ، يمارسها سرا ويعتبرها حقا .
من هنا أقول ان كانت هكذا رغبات لشريحة لاتلفت انتباهنا ، وتشكل جرما وحرما في المجتمع ، فهذا لايعني إنها الوحيدة التي تنخرنا وتفتك بنا ونحن ندرك ذلك ونسير مغمضي الأعين ، (مطنشين) وكأن النخب في وطننا لاتسطيع رفد الرطن إلا بما هو هامشي ، وما هو معلب ، ومستورد ، فمن غير المنطقي الحديث عن الحرية والديمقراطية ، وبناء المجتمع المدني ، والحداثة والنهضة ، وكأن هذه المسميات منعزلة عن الواقع وما يعتريه من ظواهر وأمراض وأدواء ، فليس من المعقول ان نتكلم عن المدنية والوحدة الوطنية ، ووعينا أصولي ، أصولي بالمعنى السياسي ، وأصولي بالمعنى الأيديولوجي بمعنى تقديس الحزب وتقديس الأيديولوجيا على حساب الواقع ، بل أكثر من ذلك قد يكون وعينا وعيا طائفيا ، أقلويا ن وبهذا المعنى تكون النخب فارغة ومفوتة
فالمثقف هو الذي يقف على الحفرة ويحدد بدقة أن هذه حفرة ، ثغرة ، المثقف هو الذي يعلق الجرس لصالح المجتمع ، ليس لسبق صحفي او كتابي ، المثقف هو الذي يسمي الأشياء بأسمائها ، مدركا أن ثمنا ليس رخيصا سوف يدفع قد يكون حياته ، لهذا لندفع بهذه الخطوة لنزع الغطاء عن كل الظواهر التي مازالت تابو في بلادنا ولنناقشها ، والنقاش لابد وأن يتطرق الى الدين الذي يجب احترام تاريخه ودحض ادعاءات حاضره ، فالزمان والمكان عاملان يجب سحبهما على النص ، ويجب فتح ملف الطائفية والأقليمية ، وحقوق الأقليات ، والقانون ، والقضاء والمشاكل الاجتماعية ، يجب استدراك الأمور من زاوية معالجتها وليس السكوت عنها . دفن الرأس في الرمل لايحل مشكلا ، ولايدفع باتجاه مستقبل نحلم به وسنبنيه سويا من خلال تفاعل الجميع ورفض كم الأفواه .

* برنامج حواري مسائي قدمته فضائية اقرأ بعنوان قبل أن تحاسبوا يوم الجمعة 29/9/2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية