الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى كاك مسعود وملك السعودية ورئيس وزرائها القائد محمد بن سلمان

فرزند عمر
طبيب قلبية ـ ناقد أدبي ـ باحث في قضايا السلام

(Farzand Omar)

2022 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ليس للكرد من خلاص الا الوثوق بالعربي، ابن البادية الأصيل، الذي يشبه الاكراد بحيث أنهم جديرون بالثقة، فرغم كل المآسي التي مرّت بنا نحن الكرد يظل أفضل أعدائنا "ان جاز التعبير" هم العرب.
الوجدان الكردي يقول ذلك، التاريخ الكردي الشفوي و الكتابي يقول ذلك، تاريخ شمّر وعشائر الكرد يقول الشيء نفسه، بل سأتجاوز ذلك لأقول أن العرب ما كانوا الا أصدقاء للكرد، و عندما كان العرب الأصلاء ابناء البوادي الجديرون بالثقة هم من يحكمون، في تلك الأوقات كان الكرد أسياداً، اذهبوا و افتحوا كتب التاريخ، كل ما نعرفه من تاريخ اسلامي عن كون مكة الموجودة في السعودية هي البداية، تلك الرواية التي تؤسس لبداية الاسلام و العروبة ككيان، جزء مهم من تلك الرواية قيلت بأفواه و أقلام كردية، العرب و الكرد كانوا أصدقاء لدرجة الأخوة، فالأئمة الأهم بالتاريخ الاسلامي السني العربي هم من الكرد.
الحكاية الكردية تقول ذلك، ليس فقط روايات العرب تحكي ذلك، الحكاية الكردية التي ما زالت في جزء كبير منها شفهية تحكي أن العرب هم أفضل أعدائها، هذه الحكاية التي تقول أن أعداءنا هم العرب و الترك و الفرس، و ضمن نفس الحكاية تقول أن أرحمهم كان العرب، وأخبثهم كان الفرس، و أغلظهم و أشرسهم كانوا الأتراك، هذه الحكاية التي يتشربها الكردي مع حليب أمه، حتى ليس هناك من داعي للإثباتات، هي تأتي ملازمة للكردي كنوع من الوراثة، و أنا ككردي أصيل و تعلمت كل تلك الحكاية، حتى ضمن التاريخ القريب، حتى تحت حكم صدام حسين الذي كان عاراً على جميع البشرية، كان وضع الكرد أفضل مما هو عليه في ايران و في تركيا، على الأقل في الفترة قبل تدخل أمريكا الى المنطقة و تهيئتها كحلبة صراع.
ان كانت كل الحكاية الكردية صحيحة، تلك الحكاية التي تأتي مع حليب أمهاتنا الكرد، تقول بأن العرب لا يمكن مقارنتهم بالخبيث الايراني والشرس التركي، إن كانت كل تلك الحكاية صحيحة، هي أيضاً تقول بوجوب اختيار الكرد للعرب كحلفاء لأنه الحل الوحيد والمفتاح المضمون لوجودنا ككرد ضمن هذه البقعة من الأرض التي لا نعلم ككرد منذ متى ونحن هنا، ما نعرفه وتؤكده كل الأبحاث التي تمت بأقلام وفكر أعدائنا تقول إن الكرد موجودون على أرضهم على الأقل منذ الأزل السحيق.
ليس للكرد من طوق نجاة إلا العربي، الموجود في تلك البقعة منذ الأزل السحيق، قد يكون الفرس منافسين للعرب في الأقدمية، لكن الفرس لا يمكن الوثوق بهم، لا تسألوني عن السبب والتفسير، هكذا جاءت في الحكاية الكردية التي رضعتها من ثدي أمي، تلك الكردية الأصيلة التي يرجع أصولها إلى بلدة قرسي (قارص)، الواقعة على حدود أرمينا، أقصى الحدود الشمالية الشرقية لكردستان العظمى الموجودة فقط في الحكاية، لأن الحكاية ذاتها الغير قابلة للنقض تقول إن كردستان العظمى لم يكن لها وجود ولا يمكن أن يكون لها وجود.
الأمريكي الآن يراهن على دغدغة مشاعر الكردي بذلك الحلم، ولا أعلم ان كان الأمريكي يعلم بالحكاية الكردية أم لا، ويعلم ما كتب فيها، الحكاية تقول أن على الكرد الوثوق فقط بالعرب اذا اضطرت الضرورة.
تقول الحكاية أيضاً أن العربي بحاجة إلى الكردي في هذه اللحظات المصيرية من عمر البشرية، خاصة السعودية الحامل بالضرورة ليس لأحلام الخليج فحسب بل لأحلام الشرق الأوسط برمته في اللحظة الراهنة، العراق عدا عن أنه حجر أساس في معركة الطاقة الجارية حالياً، العراق بدونه تتهدد الرواية العربية الإسلامية كلها بالنسف، العراق الموحد بكرده وعربه، الذي تتقاطع عنده كل خيوط الرواية العربية الإسلامية المكتوبة و المروية، العراق بكليته الذين يمثلون السنة فيها أكثر من النصف، فكرد العراق سنة كما يعلم الجميع، كذلك أغلب كرد الجزء الإيراني.
خسارة الكرد لا يعني خسارة العراق فقط وإلى الأبد، بل يعني خسارة الخليج العربي إلى خليج فارسي، فالعراق بدون الكرد هي فريسة سهلة للجالس الآن أو غداً على عرش فارس، خسارة الكرد تعني خسارة العراق بكليته إلى الحضن الفارسي، فهم الأقرب لغة وتاريخاً ومصيراً للكرد بعد خسارة العرب، تركيا لا تسمح بالتحالف أو الصداق مع الكرد تحت أي ظرف من الظروف، العداوة بين الكرد والأتراك لا يمكن محيّها بمستوجبات الضرورة.
الحضن الفارسي المحكوم بالإسلام السياسي والذي سُلبت مرجعيتها الدينية من العراق، العراق الذي هو أصل الحكاية العربية الكردية المشتركة، العرق الذي أوضح ذلك علناً بكل فئاته، خاصة الشعبية الأصيلة، مقتدى الصدر كان واضحاً أكثر من اللزوم في وجوب ارجاع المرجعية إلى حضها الدافئ العراقي منذ القدم، مقتدى الصدر الذي لديه تاريخ عريق للانتماء الى العروبة أكثر من أي شيء آخر، العراق الواجب ضمه إلى الحضن الخليجي كي يبدأ المستقبل كما ينبغي، كي تكون العدالة الإلهية وكي يُنصفَ التاريخ كمعلم لم يخطئ أبداً.
وثوق السعودية بالكرد واجب كي لا تفرط السبّحة، وثوق الكرد بالسعودية ضرورة تاريخية يحتمها الخوف على الوجود الكردي، صدام حسين وحافظ الأسد كانوا الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، الاستثناء الذي كان نتيجة رغبة السيد الأمريكي الأبدية في دحر أعدائه على أرض غيره، الأعداء الذين انهزموا بفضل المملكة السعودية، المملكة التي ظلت وفية لأصدقائها حتى في أحلك الظروف، المملكة التي هُددت في عقر دارها بينما رد الجميل المفترض كان مزيداً من التأجيج والخراب، هذا الخراب الوحيد القادر على اشباع بطون مصانع الأسلحة الأمريكية.
انها لحظات تاريخية صعبة، لا يستطيع الا العظماء اختيار الصحيح من الباطل، لذلك كله أتمنى أن يضع الكرد أيديهم بأيدي ملك السعودية في هذه اللحظة، مهما كانت التحالفات المستقبلية، المملكة بقيادتها الشابة قادرة على استشراف الصح أكثر من أي قوى أخرى في هذه اللحظة لما لها من قدرة علمية واقتصادية تؤهلها للجلوس مع اسياد هذا العالم، بل وتفرض عليهم ما هو مناسب لخير كل المنطقة.
أنا مقتنع تماماً أن مصير الكرد والعرب في هذه المنطقة هو واحد، اما أن يكونوا معاً أسياداً أو ينذلوا معاً، وارجعوا الى كتب التاريخ لتعرفوا ذلك، ان أحب الكرد والعرب بعضهم بعضاً، أو كرهوا بعضهم بعضاً هذا لا يغير في الموضوع شيئاً، سيظل مصيرهم كما كان منذ الأزل معاً وسيستمر مصيرهم معاً الى الأبد، اما اسياداً معاً أو أذلاء معاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين