الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة حديثة .. وتجربة قديمة

أحمد فاروق عباس

2022 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


نفترض أن كل ما يقوله الإخوان صحيح ، وليس فيه أية أكاذيب ..
نعم تم عمل انقلاب ضدهم ، وأخذ الحكم منهم عنوة ..
ونعم كان خروج الناس ضدهم يوم ٣٠ يونيو وما بعده فوتوشوب ..
هل يعطى لهم ذلك أى مبرر فى الأتى :
- هل يعطى لهم مبرر فى اعتصامهم المسلح في رابعة ؟
- هل يعطى لهم مبرر فى الكنائس التى أحرقت بطول مصر وعرضها ؟
- هل يعطى لهم مبرر فى المحاكم وأقسام الشرطة التى دمرت بمن فيها ؟
- هل يعطى لهم مبرر فى تدمير أبراج الكهرباء كما حدث فى ٢٠١٤ وما بعدها ؟
- هل يعطى لهم مبرر فى إنشاء أذرع إرهابية صريحة - وليست خفية مثل التنظيم الخاص القديم - مثل حسم ولواء الثورة والعقاب الثورى .. الخ ؟
- هل يعطى لهم مبرر فى تدمير مدريات الأمن كما حدث في مديرية أمن القاهرة ومديرية أمن الدقهلية ؟
- هل يعطى لهم مبرر فى قتل ضباط الشرطة والجيش أينما وجدوهم ، من محمد مبروك إلى خالد رجائي ، والأمثلة تفوق الحصر ؟
- هل يعطى لهم مبرر فى فى التحالف مع دول أجنبية كتركيا وقطر - والعالم كله يعرف ماذا تمثل هاتان الدولتين بالتحديد الآن - ومن بالضبط وراءهم ؟
- هل يعطى لهم مبرر فى عمل قنوات فى دول أجنبية تحرض ليل نهار على مصر ومن فيها ؟
هل وهل وهل ... وأسئلة بالمئات حائرة تبحث عن جواب !!

نضع تجربة الإخوان الآن ونذهب إلى تجربة قديمة .. هى تجربة حزب الوفد القديم .
وللتذكير ، فقد كان حزب الوفد فى زمنه هو حزب الأمة المصرية ، وكانت شعبيته أضعاف شعبية الإخوان فى ذروة قوتهم بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ ، ففى حين فاز حزب الإخوان بنحو ٤٤% فى الإنتخابات البرلمانية عام ٢٠١١ ، وهى إنتخابات يعترف الإخوان قبل غيرهم بنزاهتها - لأنهم ببساطة فازوا فيها - وهى كانت ذروة قوتهم بعد تلطيخ سمعة الحزب الوطنى بعد ثورة يناير ، والحرب الدينية الشعواء على الأحزاب المعارضة للإخوان تحت ادعاء أنهم ليبراليين وعلمانيين يكرهون الإسلام ، الذى تصادف أن كان الإخوان والسلفيين وقتها هم المتحدثين باسمه !!

وفى حين كانت تلك هى ذروة قوة الإخوان ، كان حزب الوفد يحوز أكثر من ٩٠ % فى أى انتخابات نزيهة تجرى قبل ١٩٥٢ ، وآخرها انتخابات ١٩٥٠ التى فاز الوفد بنحو ٩٠% من أصوات المصريين على الرغم من التعب الذي حل بالحزب وبقيادته ..

وخلال الفترة من ١٩١٩ إلى ١٩٥٢ كان ما حل بحزب الوفد شديد الوطأة ، ففى حين أخذ الحكم من الإخوان عنوة مرة واحدة - دعنا نفترض ذلك - أخذ الحكم من الوفد عنوة ٦ مرات وليس مرة واحدة !!
- أخذ الحكم من الوفد بعد حادث مقتل السردار الانجليزى عام ١٩٢٤ ، وتم طرد سعد زغلول من الحكم بعد أول وزارة شعبية في تاريخ مصر .
- أخذ الحكم عنوة من الوفد عام ١٩٢٨ ، بعد قيام الملك فؤاد بطرد مصطفى النحاس من رئاسة الوزارة ، والاستعانة بمحمد محمود صاحب اليد الحديدية وحزبه ( حزب الاحرار الدستوريين ) ..
- تكرر الأمر مرة ثالثة عام ١٩٣٠ ، ونحى مصطفى النحاس بعد شهور من رئاسة الوزارة ، وأتى الملك فؤاد بإسماعيل صدقى وحزبه ( حزب الشعب ) وفعل إسماعيل صدقى برجال الوفد وأنصاره وبمصطفى النحاس شخصياً ما لم يفعله أحد من قبله من التنكيل ..
- وقام الملك فاروق بانقلاب قصر وطرد حزب الوفد ومصطفى النحاس من الحكم مرة رابعة عام ١٩٣٨ ، وزورت الإنتخابات وجاء محمد محمود وقبضته الحديدية مرة أخرى ..
- وطرد حزب الوفد ومصطفى النحاس من الحكم مرة خامسة عام ١٩٤٤ ، وحقق الملك فاروق انتقامه من الوفد بعد قبوله الوزارة بعد حوادث فبراير ١٩٤٢ ..
- وعندما جاء الوفد إلى الحكم بعد انتخابات ١٩٥٠ أخذ الحكم منه عنوة للمرة السادسة في يناير ١٩٥٢ إلى درجة تدبير حريق القاهرة ليكون مبررا لإقصاء الوفد !!

أى أن الحكم أخذ عنوة وبوسائل القوة من الوفد ٦ مرات وليس مرة واحدة !!
والسؤال ..
ماذا فعل حزب الوفد وقيادته العظيمة فى المرات الست التى أخذ الحكم منهم بالقوة ؟
- هل قاموا بالقاء حجر واحد على أى مصري وليس قتله كما فعل غيرهم ؟
- هل قاموا بإقامة اعتصامات مسلحة - أو حتى سلمية - ضد منافسيهم من الملك والأحزاب الأخرى كما فعل غيرهم ؟ يتوعدون فيها بالويل والثبور وعظائم الأمور من قبل حتى ما يقترب منهم أحد ؟!
- هل قاموا بإحراق الكنائس وترويع مسيحيي مصر - ومسلميها قبلهم - كما فعل غيرهم ؟
- هل قاموا بتدمير مديريات الأمن وإحراق أقسام البوليس انتقاما مما فعله البوليس بهم أيام إسماعيل صدقى ومحمد محمود وعلى ماهر ، كما فعل غيرهم فى زمن اخر ؟
- هل قاموا بإنشاء أذرع إرهابية لقتل خصومهم - الملك واحزاب الأقلية - كما فعل غيرهم فى زمان آخر ؟
- هل قاموا بالسفر إلى الخارج والتحالف مع بلاد أجنبية ، وعمل محطات إذاعية ضد حزب الاحرار الدستوريين أو الحزب السعدى أو حزب الكتلة أو ضد الملك الظالم المستبد ، وهم اعداؤهم ومنافسوهم ، كما فعل غيرهم ؟
- هل قادوا أكبر حملة أكاذيب واشاعات في التاريخ المصري ضد خصومهم من كل الأنواع ، من اليمين واليسار ، ومن المدنيين والعسكريين ، ومن المختلفين عنهم فى الدين أو حتى المتفقين ؟
هل وهل وهل ...
ولكن هو الفرق بين حزب انجبته الوطنية المصرية ، وبين تنظيم انجبته القريحة البريطانية !
هو الفرق بين من جعل دين الله وسيلته لما يريد من مطامع ، وبين من جعل مصر وبنيها ورفعتها هى رايته ..
هو الفرق بين تجربة قديمة ملهِمة ، وتجربة حديثة مظلمة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا