الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد الإنساني للمؤرخ وجيه كوثراني

حنضوري حميد
كاتب وباحث في التاريخ

(Hamid Handouri)

2022 / 10 / 12
سيرة ذاتية


تعرفت على المؤرخ وجيه كوثراني في البداية بالواسطة إن لم يكن بشكل مباشر، حيث كانت معرفتي به من خلال كتبه المنشورة، وكانت أولى كتبه التي قرأت له وأنا في المرحلة الجامعية هو كتاب "التاريخ التأريخ". وعن طريقه بدأت أتعرف عن وجيه كوثراني المؤرخ الأكاديمي؛ شيئا فشيئا أكتشف أسلوبه في الكتابة وفي المنهج الأكاديمي الرزين والمواضيع التي يعالجها، ثم بدأت أنفتح على باقي كتاباته فوجدت في أبحاثه ما يرفع خسيستي. مرت أربع سنوات عن معرفتي به عن بعد، وشاء القدر والمصادفات التاريخ لأصبح طالبا عنده، لفترة دامت سنتين، تتلمذت على يده الكثير، وحينها تعرفت على وجيه كوثراني عن قرب، تعرفت عن البعد الإنساني فيه، البعيد عن الأكاديماوية والأستاذية.
دائما ما يستقبلني بوجه بشوش وبصدر رحب في مكتبه، إنسان متواضع إلى أقصى درجة، يتميز بشخصية مرنة، هادئة ورزينة، أخلاق وفكر وثقافة. يجمع بين العلم والفكر الأكاديمي وبين الثقافة والتجربة الواسعة في الحياة، فهمه واسع وأفقه شاسع. كان يحدثني أحيانا عن تجربته العلمية والأكاديمية والعملية والسياسية واختلافه مع بعض رواد الفكر العربي والغربي، وعن اختلافه الأيديولوجي مع المفكر اللبناني مهدي عامل الذي كان صديقا له في العمل. وأحيانا أخرى يحدثني عن أسرته وأبنائه الثلاث وتجربته الأسرية ورسالته في التربية وأحلامه المستقبلية ومشاريعه المنجزة و الأخرى التي في طور الإنجاز.
تجاربه عديدة وغنية، إنسان موسوعي ومتفهم ، له زاد معرفي كبير، يجالس الصغير والكبير، مساير لتطورات العصر، له إنتاج أكاديمي غزير تقرب مؤلفاته العشرين، مسار علمي وعملي طويل دام لأكثر من خمسة عقود ونيف، عندما أجالسه أحس بقيمة مضافة، بكل صدق وأمانة إنه قامة علمية وفكرية بشاهدة الجميع شرقا وغربا، وأكثر من ذلك يلقّب بالمؤرخ المجدد.
المؤرخ وجيه كوثراني بمكانة الأب، والعلاقة التي تجمعنا علاقة الأبوّة والبنوّة، دائما ما يشجعني ويدعمني معنويّا وأكاديميا، يدعوا لي بالتوفيق والسداد والتألق والنجاح الدائم، وأنا أدعو له بالشفاء والصحة والعافية وطول العمر. الأستاذ وجيه كوثراني أدى رسالته التعليمية و التربوية والأكاديمية على أحسن وجه، وساهم في تكوين أجيالا عديدة، كما أعطى الكثير للبحث العلمي التاريخي والأكاديمي وساهم التي أسهمت في الإغناء والإثراء المكتبات بحثا ومنهجا.
لا أستطيع في هذه السطور أن أوفي للأستاذ وجيه حقه، ولا أستطيع أن ألتزم الحيادية والموضوعية أو شيئا من الأكاديمية، تغالبني دموعي وأنا أكتب هذه الكلمات لتاريخ، فأمام هؤلاء العملاقة ينبهر الإنسان...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب