الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضباب ..ما بعد سن الثمانين

محمد حسين يونس

2022 / 10 / 13
سيرة ذاتية


لاحظت من مراجعة أخر عشر مقالات أنني أصبحت شخصا غير معاصر( دقة قديمة ) .. لا أكتب إلا عن أحداث الماضي .. لم أعد أقرأ الشعر و الرواية و القصص المصرية و العربية الحديثة .. لانها في راى قد تدهورت و أصبحت إما نشرة ميرى تمليها علي المؤلف أجهزة البث و الدعاية ..أو حواديت مملة تقال علي المصطبة بهدف هداية و نصح القاريء ..و يطبعها صاحبها علي حسابه
بل يوجد أشخاص من كبار مؤلفي الدولة الملاكي ..مثل الغيطاني و أبراهيم عبد المجيد و القعيد لم أقرأ لاى منهم كتاب أو رواية فأنا لا أحب نشرات الدعاية الحكومية مهما كانت متقنة .
وبالتالي حديثى عن الأدب يدور حول طه حسين و الحكيم و يوسف إدريس .. و إذا إقتربت من زمننا يكون صنع اللة إبراهيم أو صاحب(خالتي صفية و الدير) بهاء طاهر
نفس الأمر بالنسبة لأفلام السينما و المسلسلات لا أستطبع أن أعلق عليها أو أنقدها أو أتابع الأحاديث عنها فلم أشاهد منذ سنين طويلة.. إلا الأجنبي منها ( حتي لو كان صيني ) ..و عندما أضطر لمشاهدة عمل مصرى حديث أهرب بعد خمس دقائق .
لم أعد أعرف الممثلين و الممثلات المحليين ..أو المطربين و الملحنين الشباب و قراء القرأن الجدد فأنا من جيل أم كلثوم و عبد الحليم ..وعبد الباسط و محمد رفعت .. ولا لعيبة كرة القدم بعد خالد بيبو وحسام حسن و أبو تريكة .. وجلبيرتو و فلافيو .
كما أجهل أسماء و وظائف الوزراء (عدا شخص سمج لفت نظرى بغباوته .. وبسلوكه سلوك الفتوات الذى لا يداريه وتصريحاته غير الموفقة ).

الأحداث الهامة لا تلفت نظرى هو إيه إللي بيحصل بين روسيا و أوكرانيا .. أو في الأوبيك و كيف خفض الإنتاج 2 مليون برميل في اليوم ..و كيف أثر علي السقوط الإقتصادى لمصر..أو سيؤدى لحرب عالمية ..علي الله تولع .
كذلك أحاديث النميمة عن الممثلين و لعيبة الكرة و مؤامرات الأندية تمرضني .. و أتوه في الشوارع بسبب الكبارى المستجدة .. و أجهل المشاريع فيما بعد محطة رفع مفيض توشكي ...و لم يتجاوز الفن عندى مرحلة التأثيرية .. و العلوم حتي الكوانتم ثيورى ..وملناش دعوة بالنانو تكنولوجي .. غارق في الماضي أجتر أحداث التاريخ و أعيد قراءة موسوعاته ول ديورانت ..و سليم حسن و جمال حمدان .
لقد أصبحت (حفرية من نهاية القرن الماضي ) .. لم يطرأ علي أى تغيير خلال القرن الجديد ..إلا الشعور بفقد الإتجاه ..والشكوى من البشر و الأنظمة .. وتوقي الإدمان علي المسكرات و المخدرات وأساليب الحياة الملتويةغير الإنسانية . و التضرر من الأسعار المتزايدة و تأكل قيمة الجنية و المدخرات .
ما يشغلني حقا هو متابعة كل ما يذكر عن وجود كائنات من خارج الكوكب تزور الأرض و تؤثر في تاريخ البشر .. و أمل أن تظهر قبل وفاتي .. تنشر العدالة و الحكمة و الحرية و الأمن بين الناس .. أو حتي تمسح البني أدمين من فوق ظهر الأرض و تريحهم من أمراض الديكتاتورية و الفساد و الظلم و الخوف من الحروب و الدمار النووى .. و الأوبئة المصنعة في المعامل .
أن يعيش إنسان في الماضي يجترأحداثه .. دليل علي أنه أصبح في نهاية الرحلة ..فهو ليس لدية مستقبل يجرى عليه أو يتأمله و يأمل في تحسينه ..
عدم قبوله للتغيرات التي تجرى حوله .. دليل علي جموده ( عكس مرونة ) .. و إبتعادة عن الواقع يجعله يمتلك رؤية ضبابية للمستقبل ..عادة ..ما تكون شديدة الرجعية ترى الشوك في الورود وتعمى ان ترى فوقها الندى اكليلا
الحاضر بالنسبة لي .. أصبح كارثي . بعد تحكم الديكتاتورية الكومبرادورية الأمنية ..و شيوع إتلاف ثروة البلاد في مشاريع ذات الجدوى المنخفضة و الأهمية ذات الأولوية المتأخرة
المستقبل كما أراه .. مغلق بسبب التعتيم علي الأحداث و الأسباب ( عدم الشفافية ) والتبعية لاقوى دولة في التاريخ ..وسيادة دبابات العسكر ..و فكر صندوق النقد ..و سيطرة المخابرات علي و سائل الإعلام و الثقافة و الرياضة و التعليم و الفن والأسواق و الأرزاق بواسطة شركات ميرى عليها الكثير من العلامات الخاصة بعدم كفاءتها .. و إضرارها بمصالح الهيئات و الناس .
الحريات و حقوق الإنسان و التعليم والدين و الإعلام و الثقافة كلها أصابها التدهور و إبتعدت بمسافات واسعة عن القيم المعاصرة ..منذ أن فرض الحكام قياساتهم علي المجتمع .. بحيث لم يعد يسمح بأى تغيير في إتجاه الديموقراطية .. إننا نعيش أكثر فترات التاريخ الحديث إظلاما .
يبدو من الديون المتراكمة و المتزايدة للدولة و أساليبها في الجباية .. أن إنسان مثلي سيزداد غربة كلما مضي الزمن .. فمع إستمرار خفض قيمة الجنية و تركة لامواج السوق تتلاعب به والتحولات الطبقية بالمجتمع .. ستزداد عزلته و تغييبه و فقده القدرة علي رؤية شعاع الضوء في نهاية النفق المعتم .
و هكذا كلما رأيت مظاهر العنف في الشارع و المنزل وزيادة الفقراء و المحتاجين .. و سوء التعليم و تدهوره .. و إرتفاع قيمة المساكن.. وتأجير معابد مصر لإقامة الإحتفالات الفاخرة بالاقصر .. أنكمش علي نفسي أسترجع الماضي ..بعيدا عن عالم ليس بتاتا عالمي ..
لا الناس هم الناس و لا المكان هو المكان ولا السلوك نفس السلوك لقد تغيرت مصر ..وأسأل .. إلي ماذا سينتهي هذا الفشل... ثم أبتسم بمرارة ... ياما دق علي الراس طبول . مر علي بلدنا عصور ظلام و ظلم إستمرت في بعض الأحيان لالف سنة .. ثم إنتهت .. و إندثر الطغاة .. و ظهرت الشمس من جديد تضوى .. و عادت مصر تزهو بخيرها و بنيها ..
و لكن
بالنسبة لي ليس في العمر بقية لأشهد الفجر ..إنتهي دورى في هذا المكان .. و من لدية مستقبل عليه أن يدافع عنة حذارى من 2024 – 2030 يابني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شعب غريب
على سالم ( 2022 / 10 / 13 - 21:32 )
استاذ محمد , لااريد ان ازيد شئ عن انطباعك وتجربتك الحزينه فى بلد العصابات والاوغاد والبلطجيه والبهايم والشبيحه ؟ الذى اريد ان اقوله هنا هو دهشتى وتعجبى وحزنى من عقليه هذا الشعب المتخلف البائس والغريب الطباع والفكر , اهم شئ هنا الان هو التفجر السكانى المروع فى مصر وهذا بدون ادنى شك له تداعيات كارثيه مستقبلا , سكان مصر يزيدوا فى العام لااكثر من 2 مليون طفل بائس وشقى وجائع , لايزال هؤلاء المتخلفين الجهله يعتقدوا اعتقاد وثيق بأن الطفل بييجى ورزقه معاه ؟ ؟ ؟ وهم يعلموا جيدا انه يوجد ملايين الاطفال بدون مأوى او مأكل ويسكنوا الشوارع فى العراء حيث يكونوا عرضه للااغتصاب الجنسى او ان يصبحوا حراميه ونشالين ومسجلين خطر ؟ اذن كيف يعتقد هؤلاء البهايم فى موضوع الرزق ؟ الغريب ان المتعلمين ذوى الشهادات العليا يعتقدوا فى هذا قبل الجهله المساكين , لذلك اقول ان السبب الرئيسى لمشاكل مصر ومصائبها هو هذا الشعب الجاهل المدروش المهووس والذى يصلى على النبى عمال على بطال


2 - الأستاذ علي سالم
محمد حسين يونس ( 2022 / 10 / 14 - 05:27 )
أشكر مرور حضرتك مع تحياتي .. نعم مشكلة الإنفجار السكاني .. أصبحت خطر ..و لكن هذا حال المصريين منذ الأذل .. الفارق هو أن البلد كانت معرضة بإستمرار للأوبئة و الطواعين .. و إنخفاض النيل فيأتي معه بالجوع ..و ما يشبة الشدة المستنصرية .. حين كان يأكلون بعضهم بعضا ..فضلا عن الحروب العديدة التي لها ضحايا بأرقام مؤثرة ..
لذلك كان زيادة الإنجاب يغطي مشاكل المرض و الجوع و الفيضانات العالية و الحروب .. و كلها لم تعد تحدث في مصر فتزايد العدد .. رغم أن زمان كانت العائلة تنجب خمس و ستة .. و الأن ينجبون طفل أو طفلين ..
العلاج هو التنمية و التمدد في الصحراء و خلق مجالات عمل جديدة ..و ليس بناء القصور و تركيب و إستيراد المونوريل ..بمعني لو كان عندنا حكام عقلاء من زمن مبارك حتي اليوم ما .. واجهنا مشكلة

اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع