الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 18

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2022 / 10 / 14
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


The nuclear armament race and the humanitarian catastrophe 18

تتسارع التطورات في الساحة العالمية عموماً وفي الساحة الاوربية خاصة. ومن هذه الاحداث ما يتعلق بهذا السباق في التنفيذ لضربة نووية بتهديد مستمر من كل الاطراف، ومن الساعين لهذا التصعيد هو البيت الابيض الذي يحاول مع رئيس غير سوي ان يعاقب روسيا بمحاولة تدمير العالم والسعي الى هذا الاسلوب الذي لم نعهده منذ سنوات طويلة الا من تلك الحرب العالمية الثانية المشؤومة التي سعت اليها زمر النازية وعلى رأسهم هتلر ومن معه وبتنفيذ السلاح النووي تطبيقيا على اليابان من قبل الولايات المتحدة الامريكية. واليوم نازية جديدة مع نفس الاسلوب الامريكي في السعي الى الضربة او في السعي الى التدمير الذي بدأته من افغانستان الى يوغسلافيا السابقة الى العراق والخليج ناهيك عن التدمير المستمر لمنطقة النفط واقصد منطقة الشرق الاوسط للدفاع عن كيان اسرائيل بكل الطرق وان اقتضى ذلك لاستخدام اي سلاح ومنه النووي. ومن هنا نلاحظ التحشيد الاعلامي الذي يسبق الاحداث الساخنة والتنفيذات المريبة للتدمير، فكراهية بوتين لم تقتصر عليه بل تعدّت الدعاية الى التدمير النفسي من قبل كل تلك الدول على الشخصية الروسية وان كانت ضد بوتين سياسيا فروسيا بتوجّه ديني وسياسي شرقية وتأريخ لها لم يسلم من الضدّية فقط لانها روسيا وهذه النظرة العنصرية هي التي تلعب الدور عبر التأريخ لغرض السحق والتدمير، وان كلّف هذا التدمير العالم كلّه. لكن في المقابل تتصرف روسيا في بعض السلوكيات السلبية بردّات فعل ربما تأتي كذلك على الكثير من مناطق العالم وهي الطامّة التي تسحبنا جميعا الى هذا التدمير.
لقد سيطرت روسيا على المقاطعات التي كانت مساحات الاشتباك ما بين روسيا والناتو على ارض اوكرانيا فتحولت الى الخارطة الروسية وبالتالي ستكون محطة زابوروجيا من ضمن هذا الضم وسيكون لها وضع خاص لاسباب كثيرة منها تقنية ومنها امنية سياسية، قد اشرنا اليها سابقا في الحلقات الماضية. ولا اعتقد انها ستكون بعيدة عن التدمير ان اقتضى الوضع ووصل زيلينسكي الى حالة الانكسار الكبير فسيكون صاروخ واحد كاف لتدمير المحطة وتدمير اكثر من مساحة اوربا بشكل او باخر ان لم يصل التدمير الى منطقة اوسع تشمل عموم الشرق الاوسط وشمال افريقيا والى حدود شرق روسيا. وستؤثر كذلك على البيئة عموما بشكل كبير بحيث تكثر الفيضانات التي تسببها ذوبانات مستمرة للجليد القطبي وحالة الاحترار القادم. لذلك نلاحظ كلما تقدمنا في موضوعنا الى الامام وهو سباق التسلّح تتسارع الاحداث اكثر فاكثر الى ان تصل الى نقطة لا نستطيع ان نلاحق كل الاحداث. وهنا وانا اكتب هذه الحلقة واذا بتفجير يضرب الخط الرابع الكهربائي في محطة زابوروجيا النووية ويقطع هذا الخط بالاضافة الى ضرب جسر يربط جزيرة القرم مع روسيا وهنا دخلنا الى مرحلة مهمة اخرى في التعجيل في وضع خارطة مواجهة جديدة ربما يكون فيها استخدام النووي التكتيكي وهو السلاح ذو التاثير المحدود وفق التصور والتقدير العسكري (لا تستغرب من بعض المتضادّات في البحث هذا بسبب هذه المتضادّات الواقعية على الارض فكلّ يوم في شأن جديد لا يشبه اليوم الذي قبله، فأنا أكتب ما أريد ليس في لحظة واحدة أو في يوم واحد!) وهو سلاح ذو تأثير على ساحة معركة بوجود القوات القريبة من مسافة مواجهة قصيرة غير تلك المتعارف عليها. ويكون انتشارها واسعا ولكن على مساحة صغيرة لاجراء عمل عسكري معيّن او وجود تحشيد للقوات ويكون بالقرب منها القوات الصديقة. فيكون تفجير السلاح النووي التكتيكي مدمّراً لمساحة محددة وبقوة اقل من تأثير السلاح الإستراتيجي. في العموم لا يمكن التخمين ما اذا كان هناك تخطيط ما من قبل المتحاربين على استخدام اسلحة محرمة اخلاقيا وعالمياً باعتبار ان ما وراء الاحداث عقول وقلوب تضمر الشرّ لبعضها البعض لما تخضع له من تفكير في اطر متعددة منها الاطار الديني والنفسي والسياسي المتغيّر وفق الاهواء! فهناك أزمة ثقة ما بين كلّ الاطراف بلا إستثناء وهذا ديدن السياسيين العاملين في أغلب الحقول والتوجّهات، فلا توجد خطط للإلتزام بأبسط المعايير الاخلاقية العامّة التي تقتضيها المصلحة الانسانية والتي تسعى فيها قوى الخير الى الاستمرار في تحسين الحياة الى ما هو افضل واحسن واجمل. فالحياة جميلة بالناس المحتَرَمين والمحترِمين وأصحاب القلوب النابضة بالحبّ والتفاؤل وبناء هذه الحياة وفق ما أرادها المولى الكريم الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور (ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفُورُ)#
من النقاط الحسّاسة ايضا في مسألة السباق حول استخدام السلاح النووي باي شكل من اشكاله، هي ان الاسلحة يمتلكها الجميع ولهذا المجموع القدرة على استخدامها في اي وقت وفي اي مكان. لكن هناك ايضا ما يمكن ان نسميه السباق المستميت لامتلاك اي اسلحة اكثر تدميرا من غيرها ضدّ العدو. فمن الاسلحة الكيميائية والبيولوجية والفيزيائية بكلّ اشكالها والتقنيات المتطورة لزيادة شدّة التدمير. ففي العراق مثلا وفي عام 2003 وما قبلها استخدمت اسلحة تجريبية عديدة من ضمنها اسلحة المدفعية والصاروخية والدروع والطائرات التي تحمل القنابل شديدة التفجير وكل هذه قد استخدمت العديد من النظائر او المواد المشعة من اليورانيوم المستنفذ الى الخليط الاشعاعي الى الكثير من هذه الاسلحة. وقد اشرت الى الاصابات التي كان يعاني منها العراقيون ومازالوا مع سكوت الحكومات المتعاقبة على ما حدث بسبب وجود المحتل على الارض ولاسباب عديدة اخرى لا مجال لذكرها هنا. اقول ان التصارع مستمر بين العديد من الجهات على العديد من المساحات على طول وعرض سطح الارض ناهيك عما تتركه النفايات التي ترمى في البحار والمحيطات ووفق قوانين (للأسف! هي نفس الجهات الممتلكة لهذه الاسلحة والملوّثات قد كتبت مثل هذه القوانين وشرّعتها) لحماية مثل هذه التصرفات.
من الاسلحة النووية التكتيكية التي يمكن ان تستخدم، قنابل الجاذبية والصواريخ قصيرة المدى والالغام الارضية وقنابل الزرع في اعماق البحار واليابسة لتنفجر بتأثيرات مختلفة. ومنها كذلك تلك الطوربيدات التي تحمل الرؤوس النووية التي تصيب الهدف وتنشر الاشعة الضارة في البحر وعلى سطح الارض حينما تنتقل بشكل او بآخر. وقد لاحظنا كيف تعمل الصواريخ في الحروب حينما استخدمت قوات الناتو على يوغسلافيا السابقة وما حدث في العديد من الاماكن الاخرى وأخرها الصواريخ شديدة التدمير الروسية التي لعبت دورا كبيرا في تدمير العديد من الاهداف كردّ فعل عما قام به النظام العنصري الاوكراني بمساعدة حلف الناتو بضرب بنية تحتية عُدّت روسية وفق التصور الروسي وانتج ما انتج من ردّ فعل روسي. وقد قامت العديد من الجهات بالترويج الى الحقائب النووية اي التي تحمل سلاحا نوويا تكتيكيا يصيب بعض الاهداف المحددة التي لا يراد لها ان تكشف من قبل القوة التي تقوم بالتدمير. وليس غريبا على اؤلئك مثل هذا الفعل الشائن، الذين اسسوا القاعدة وداعش والتي لعبت الدور المخيف والخارج عن كل القيم الانسانية في العراق وسورية وباعتراف وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق على ان الولايات المتحدة هي المسؤولة عن تأسيس مثل هذه المنظمات الارهابية ولا غرابة من تأسيس غيرها كي تهدد العالم بمثل هذه الحقائب النووية القذرة.
من ضمن الاسلحة النووية التكتيكية كذلك تلك الاسلحة التي صنّعت بالفعل في مصانع بعض الدول، وما الحروب هذه الّا لغايات معروفة ومنها لتجربة هذه الاسلحة. (قدمت بعض الدول الاعضاء في حلف الناتو خطة لبناء الثقة مع روسيا في العام 2012 حول الحدّ من الاسلحة النووية التكتيكية لما يرتبط باوربا لكنّ هذا الحلف مستمر في تطوير العديد من هذه الاسلحة بحيث يرغب في جعلها اكثر تدميراً الى الدرجة التي لا تختلف عن الاسلحة النووية الاستراتيجية من ناحية قوة التدمير وبعض المواصفات التقنية الاخرى، رغم ما يصدر منه من رغبة في التعاون مع روسيا او مع الدول الاخرى التي تعمل خارج هذا الحلف). فمنها كما ذكرنا الخليط النووي الذي يمكن ان يستخدم فيه بعض المواد النووية التي تشمل التفجير والقوة معاً بالاضافة الى ما يبعث من اشعاعات طويلة وضعيفة الارتداد وقصيرة العمر الزمني وكذلك التدمير الكبير الذي لا يبقي شيئاً ولا يستثنى من ذلك البشر وإن تحصّنوا في الملاجئ العامة وليس تلك الخاصّة بالضربات النووية. وللعلم كذلك ان الكثير من اصحاب القرار السياسي لا يتفقون على اسم التكتيكي في السلاح النووي من هذا الشكل حيث هناك رغبة في ادراج بعض الخواص المتباينة حسب الطلب! وكما قلنا فان عدم الاتفاق على الكثير من الامور السياسية يلعب دورا في الاختلاف كذلك في الكثير من المسميات ومنها هذه الاسلحة النووية التكتيكية. خاصة اذا ما علمنا ان العديد من الدول تمتلك آلاف الاطنان من هذه الاسلحة منذ سنوات الحرب الباردة التي كانت تتنافس فيها الولايات المتحدة الامريكية ومن يسير في ركابها مع الاتحاد السوفييتي والدول المتعاونة معه. وقد كان من ضمن ما صنّف من هذه الاسلحة على انها نووية تكتيكية القنابل النيوترونية والمعروف عن هذه القنابل انها تدميرية بدرجة كبيرة حيث تصنّف على انها من الاسلحة الاشعاعية النووية الحرارية والتي تبعث النيوترونات حين تفجيرها حيث يحصل تفاعل الاندماج النووي## ومثل هذا السلاح كان يعتبر من الاسلحة النظيفة المميزة او المسمّى الذي اطلقته الولايات المتحدة الامريكية التي طوّرت مثل هذا السلاح التدميري للحشود الكبيرة والمنشآت المهمّة بتحويلها الى مشعّات مستمرّة لفترات متباينة. وقد صمّمت في وقتها وطوّرت على مقاسات معيّنة وصفات كانت الغاية منها ايقاع تدمير كبير بالقوات السوفييتية والمواقع التي تتواجد فيها في كلّ مكان في العالم. وقد طوّرت الولايات المتحدة عدّة انواع من هذا السلاح الذي عدّته تكتيكياً في سبعينيات القرن الماضي وأنتجته بالفعل عام 1981 لغرض التطبيق والتجريب. وحين عرض السلاح لاقى معارضة شديدة من قبل اغلب الدول الاوروبية. بعد توقيع معاهدة ستارت 2 ما بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة تم تحديد بعض الاسلحة لغرض تقليصها في المستقبل. حيث يبقى من الرؤوس الحربية في جميع الدول ما بين 9500 و 10000 رأس حربي، حينما يتم تنفيذ هذه المعاهدة يجب تخفيض استراتيجي للقوة النووية إلا من اختلاف في النسبة ما بين الرؤوس الحربية المنشورة الى تلك الموجودة في حالة أقل إستعداداً. وأعتبرت القنابل النيوترونية واحدة من أربع فئات قد تمّ الاتفاق على تقليصها. لكنّ الغريب هو ادراج مثل هذه الاسلحة في الجانب التكتيكي النووي وهي ذات تأثير تدميري عال وشديد بحيث تقرأ عناوين اغلب الابحاث حول مثل هذا السلاح فيطلقون على استخدامه بالحماقة لشدّة تأثيره وفي الاستخدامات او التصميمات يعتبرونه من الاسلحة النووية التكتيكية (لا تستغرب حين استخدام قذيفة صاروخية او مدفعية او غير ذلك من هذا النوع باعتباره تكتيكياً اي محدود التدمير والتأثير!). لا غرابة من فعل هذه التوجّهات التي تعتبر التدمير ضرورة من ضرورات حسم موقف معيّن كأوّل حلّ في تحقيق نصر مزعوم. لذلك تلاحظ ان هناك اسلحة صممت من التأثير النووي وهي خاصة للاتصالات النشطة واخرى لتدمير مخازن الاسلحة الكبيرة والمخبأة تحت اعماق الارض. واسلحة يطلق عليها بالنووية غير النشطة وضمن تصنيف الاسلحة الاحتياطية (كما ورد في معاهدة ستارت واحد واثنين). وتحمل الكثير من الاسلحة النووية الفتّاكة في العديد من الناقلات البحرية والبرية والجوية وهي تجوب الارض والسماء مع اتصالات مختلفة مع مواقع السيطرة وهذه تعني احتمالا لصعق واحدة منها لغرض التدمير (كما تروّج لها بعض افلام هوليوود حينما تروّج لاحتمال سيطرة بعض افراد الجيش او بعض الساسة المتمرّدين على بعض رموز لسلاح من انواع خطيرة تعتبر من اسلحة الدمار الشامل). لقد اثبتت صفحات بعض المعاهدات التي عقدت ما بين الاتحاد السوفييتي السابق وامريكا الى ان المخزون التشغيلي الذي كان من المتوقّع (كما كتبت في تسعينيات القرن الماضي) عام 2003 يبلغ 9250 رأس حربي كي ينخفض في العام المشار اليه الى 5000 رأس حربي منها 3500 سلاح استراتيجي (!) اي منها السلاح النووي وبضمنها النيوتروني. وكل هذه الارقام موزّعة ما بين القوات الجوية والبحرية، اي تكون محمولة في الطائرات القاذفة او في الغواصات التي تخصص للتدمير النووي ومنها القذائف النيوترونية طبعاً، ومما يسمى بصنف مسؤول ومدرّب على مثل التعامل مع هكذا اسلحة تدميرية وهو صنف القوات الاستراتيجية. وهناك كذلك توزيع لتلك الاسلحة التدميرية على انه فئة يتم التعامل معها كأسلحة تحوّط اي في حالة الاستخدام الثاني او الاحتياط من هذا النوع حينما تتم عملية مراجعة الوضع النووي فيتم التقرير حولها كما ذكر في الاتفاقيات المشار اليها لعام 1994. وقد اشير الى انه (ستتم إزالة هذه الرؤوس الحربية من أنظمة التسليم بموجب متطلبات معاهدات ستارت، ولكن يمكن إعادة نشرها على الصواريخ والطائرات). كل هذه المعلومات ذكرت في المعاهدة ببعض الاختلافات البسيطة والتي وقّعت من قبل الرئيس الامريكي بيل كلينتون عام 1996 فيما يخصّ مذكرة مخزون الاسلحة النووية. ومن الغريب في هذه الايام هو هذه الحمية الامريكية على تزويد اوكرانيا بالاسلحة التدميرية بقدرات معيّنة، لا يتجاوز مفهوم التقدير والتصور الامريكي الى استفزاز روسيا لاستخدام اسلحة نووية تكتيكية كي تزوّد اوكرانيا ببعض منها فيكون بذلك التخلّص من الخزين القديم من الاسلحة النووية من هذا النوع والذي باتت قديمة في بعض مميزاتها ومنها التقنية، وهذه الاسلحة تبلغ 2500 الى 3000 رأس حربي بأشكال متعددة. حيث هناك المخازن المؤقتة التي يراد تقليصها بالاسلوب الذي يستمر على الطريقة الاوكرانية، بالاضافة الى المخازن الدائمة التي من المقرر ان تتغير تقنيتها بعد التجديد القادم لمخزونها في الاسابيع او الاشهر القادمة!
لا تخلو المختبرات او المخازن من مثل هذه الاسلحة الفتّاكة التي تجرَّب بين الحين والآخر، هنا أو هناك، بين بلد وآخر، ولا غرابة من إستمرار الحروب والإشتباكات إن وجدت مثل هذه الاسلحة التي تشجّع القائمين عليها على الاستخدام بين فترة واخرى! ومنها طبعا القذائف المشار اليها وهي القنبلة او السلاح النيوتروني. فلا غرابة من بداية العمل والاستخدام لهذا السلاح في مختبر ليفرمور عام 1960 والتابع لبعثة الطاقة الذرية الامريكيّة، حيث كان ومازال العديد من هذه المختبرات يضغط بها البنتاغون على الاستمرار لوضع مثل هذه الاسلحة قيد التجهيز والاستخدام من خلال تطوّر التقنيات التي ستتعامل بها المختبرات لتطوير عمل السلاح والاطلاق وتقنية المتابعة الرادارية والتشابك بالكيفية التي يستخدم فيها القمر الصناعي المتناغم مع عمل المختبر في حالة الرصد المستمر للهدف اينما كان والكيفية التي يستخدم فيها هذا السلاح لمثل نوع الهدف، كما يحصل الان في اوكرانيا والتجارب المستمرة للعديد من هذه الاسلحة. فقد استخدمت العديد من الرؤوس الحربية التي عُدّت تكتيكية في الاستخدام الحالي وكانت نفسها تعدّ اسلحة تدميرية لا ينبغي ان تسقط على مدينة ما. يشار الى ان السلاح التكتيكي له قدرات تفجيرية مختلفة حسب نوع الهدف المطلوب تدميره فمنها ما تحتوي على اكثر من 70 طنا من (تي ان تي) لغاية التفجير كما هو السلاح الاميركي الذي أنتج زمن الحرب الباردة والذي انتج منه حوالي 100 من القذائف التي تحتوي على اكثر من 70 طنا من هذه المتفجرات، وبالتالي هذا الكم كاف لتدمير الهدف بنسبة عالية حيث يكون الهدف ربّما مدناً عديدة بمساحات واسعة!
في القنبلة النيوترونية ينفجر الرأس الحربي دون مشغّل الانشطار المعروف فيكون حين ذلك الانفجار بقوّة متغيّرة وبقدرات متباينة حسب الطلب. فهناك المتفجّرات التي يكون عملها قليل الانفجار ولكنّ التدمير فيها يكون مئة بالمئة إن كان الهدف فوق سطح الارض ام تحتها باعماق معيّنة (يستمر التطور في الدخول بهذا التدمير الى اعماق اكثر في اليابسة او في البحر)###

رؤوس نووية وعقول متحدية
تتوزّع الرؤوس الحربية النووية ما بين الدول التي تطلق على نفسها بالدول النووية بإمتلاكها السلاح النووي الاستراتيجي والتكتيكي معاً. بالاضافة الى انواع الاسلحة النووية التي تتطور كلما تقدمنا في الزمن وفي التقنيات الاخرى المرتبطة بهذا السلاح. فحسب إحصائية الحملة الدولية لالغاء الاسلحة النووية في معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام، تمتلك الولايات المتحدة الامريكية 5428 رأسا حربيا نوويا انفقت 44.2 مليار دولار على برنامجها النووي عام 2021 بزيادة نحو %13عن عام 2020. بينما تمتلك روسيا 5977 راسا حربيا نوويا رصدت 8.6 مليار دولار لبرنامجها النووي عام 2021 تأتي الصين ثالثاً بعدد الرؤوس النووية بحيث تمتلك 350 راسا حربيا نوويا خصصت 11.7 مليار دولار لبرنامجها النووي عام 2021 بزيادة نحو %11 عن العام السابق.
ومن هذه الارقام نستطيع ان نؤكّد على القلق الذي ينتاب الناس من هذه الترسانات الكبيرة والتي تزداد مع اي حرب هنا او هناك بسبب عدم الثقة المتكرر ما بين الدول. ولو اضفنا الى هذه الكميات الكبيرة من الاسلحة تلك المخازن اللازمة وبالمواصفات الدقيقة والتكنولوجيا العالية للحفاظ على خزنها ومجال الحفاظ على البيئة من وجودها لخرجنا بنتيجة مربكة للكثير من الناس عن الكيفية التي يعيش فيها الناس وسط هذا الكم من المتفجرات التي تهدد الارض عموماً وما وجد على سطحها او في باطنها من ماء وغذاء وغير ذلك من رصيد استمرار الحياة. حينها يكون لدينا نتيجة اننا نعيش فوق صندوق قابل للتفجير في اي لحظة من الزمن. بالاضافة الى المختبرات التجريبية وساحات التجريب على السلاح وغير ذلك مما يكلف البشرية عشرات الترليونات من خزينها للعيش لسنوات اخرى.
ولنا عودة بإذن الله تعالى
د. مؤيد الحسيني العابد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
# القرآن الكريم ـ سورة تبارك الآية 2
## (لقد تطرقنا الى هذا النوع من السلاح في العنوان:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761696
وكذلك:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761911
### راجع المصدر: https://books.google.se/books?id=aAoAAAAAMBAJ&pg=PA27&re-dir-_esc=y#v=onepage&q&f=false








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة