الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحدة الفلسطينية مسرح الكوميديا المتجول

عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)

2022 / 10 / 14
القضية الفلسطينية


القاهرة والرياض وصنعاء والدوحة حتى وصلت فرقتنا المسرحية الى الجزائر بعد ان طافت على اطراف روسيا وسويسرا ولا احد يدري الى اين ستصل فرتنا هذه في حملة الفرجة التي يبدو انها ستصبح فرجة عالمية والفرجة هذه ليست ابعد عن صرخة غوار الطوشة لوالده الشهيد حين سأله عن احوال العرب " الله وكيلك يا ابي صرنا فرجة " وقد كان غوار يقصد بتلك الصرخة اكثر ما يقصد ان تقاعس العرب عن تحرير فلسطين هو الذي جعل منهم فرجة العالم واليوم يتحول الفلسطينيين انفسهم الى فرجة العرب وليس بعيدا ذلك الوقت ان امعنت هذه الفرقة المسرحية المشكلة من الفصائل في اعجابها بذاتها واتقان الممثلين لأدوارهم السخيفة وامعانهم في مواصلة عروضهم من عاصمة الى عاصمة ناسين او متناسين ان اية فرقة مسرح بلا وطن ستزول ذات يوم فمن ينسى عاصمة بلاده بين ايدي اعداءه ويمعن ليس في الخلاف فقط بل حتى بالانشغال بهذا الخلاف حتى باتت الحكاية بديل لأي فعل وطني بل ان اعضاء الفرقة على ما يبدو اعتبروها الفعل الوطني الوحيد الممكن على الارض ما دامت مهمة انهاء الانقسام تحصل على الاهمية القصوى لدى كل الشعب وما دام الممثلين يقومون بدورهم نفسه المرة تلو الاخرى ويصدرون لنا ورقا لا يساوي الحبر الذي كتب فيه ليس عند الشعب فقط ولكن عند الموقعين انفسهم فإعلانات الوحدة التي صدرت في كل بلد عربي لم تلغى حتى اليوم ولا زالت المسرحية لم تسدل ستارتها على نهاية العروض فلا زال في جعبة الممثلين وجعبة المقاولين ما يقال ولا زالت عديد دور العرض بالانتظار ولا زال الاحتلال يواصل القتل والتهويد والحصار منشغلا بنا وببلادنا ونحن لاهين بأنفسنا وعروضنا.
كل الاعلانات لا تنفذ وكل الاتفاقيات تلقى في سلال المهملات الا اتفاق واحد بين اعضاء فرقة المسرح انفسهم وهو الاتفاق على مواصلة الانقسام ومواصلة العروض لإضحاك العرب والعالم علينا دون ان يحاول احد من المشاركين في التأليف والاخراج والتمثيل حتى العاملين بالديكور ان يقول لنا نحن اصحاب الشأن في الوطن والمنفى على ماذا يختلفون وما الذي يمنع تنفيذ كل هذه الاعلانات ولماذا نواصل العرض وكل صغير وكبير بات يرى في عروضنا ملهاة ومأساة في ان معا او هي الكوميديا السوداء وحين نصل الى مرحلة تصوير العرض المسرحي لعرضه على العامة ستكون هناك قمة المأساة ونحن نكتشف ملهاتنا التي كانت وضحك عليها زعماء العرب والعالم تجول امام عيوننا ونحن نعرف مثلا لماذا تراجع الممثلين في نهاية العرض عن بعض الجمل التي قالوها اثناء العرض.
لماذا بعد عام كامل انتخابات وحكومة ولماذا انتخابات للمجلس الوطني اولا وهو الموضوع الاعقد بما يعني ان هناك من اراد وضع العربة امام الحصان مسبقا لكي يتأكد انها لن تخطو خطوة واحدة الى الامام على الاطلاق ثم ولماذا تم التراجع عن حكومة الوحدة الوطنية مع علمهم ان ذلك لن يكون فهل كان الغاء بعض البنود بعد التوقيع امعانا في استهبال هذا الشعب ام انه اعجاب في فن الاضحاك حتى صار ضروريا الانتقال به من المسرح الى الشارع.
اخر الشهداء اليوم في مخيم جنين كان الشاب الجميل متين ضبايا ولم يتأكد بعد استشهاد المناضل الدكتور عبد الله ابو التين بعد ان نزف كثير وظلت بركة دمه على الارض تجف بعد في اصابة في الراس خطرة وبعد ان اصيب العديدين من اهالي جنين ومخيمها لمتين عبدالله والاسير ماهر تركمان الذي رحل اليوم من مشفاه اقول لهم لا تنقلوا للشهداء أخبار المسرحية بل انقلوا لهم اخبار الوحدة في ازقة مخيم جنين والبلدة القديمة في نابلس حتى لا يموت الشهيد الفلسطيني مرتين مرة برصاص الاعداء ومرة بتمثيل القادة الرديء.
ايها السادة يبدو ان احدا لا يقول لكم الحقيقة في وجوهكم وهو ان الشعب وهو يراكم تضحكون وتتعانقون وعلى الارض عكس ذلك يزداد كراهية لكم وانكم قد تضحكون كل الكون ولكنكم تبكون شعبكم ليل نهار فحاولوا ان تصدروا للأيتام هنا وبيوت العزاء والامعاء الخاوية بعضا من قدرتكم على الضحك والاضحاك لعل الالم المزروع في كل فلسطيني الا انتم يزول ولو للحظة وتكونون قد فعلتم خيرا واحدا لناسكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران