الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذئب والتيس

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)

2022 / 10 / 14
الادب والفن


في يوم من الأيام كان هناك، ثور وكبش وتيس. يرعون معا في طرف القرية البعيد، وكان يراقبهم ذئبٌ جائعٌ؛ بغية افتراسهم، وحجته في ذلك، إن المكان لا يسعهم جميعا، ولكنه قرر أن يختبرهم قبل الفتك بهم، فالحرص واجب في كلّ الأحوال، وما أن اقترب منهم حتى بدئوا يرتجفون خوفا منه. ذهب أولا إلى أضخمهم وصاح به:
"لماذا بطنك يرتجف؟" فأجاب المسكين:
"من الخوف منك!"، فقال الذئب في نفسه:
"لقد استسلم الثور بسهولة"، والتفت ناحية الكبش؛ ليرى حاله، ثم دنا منه قائلا:
"مرحبا أيها الكبش العزيز، قل لي لماذا ترتجف هكذا، فالطقس ليس باردا إلى هذا الحد". فأجابه الكبش المسكين:
"انه ليس البرد يا سيدي الذئب، وإنما حضورك المفاجئ هو الذي زلزل كياني". فسخر منه الذئب في نفسه قائلا:
"سأعتبرك مأكولا أيضا، لأجربن التيس أخيرا، ولا أظن حاله سيكون أفضل من حال زميليه". صرخ الذئب الشرّير على التيس:
"ما الذي يجعل بطنك يرتجف بشدّة هكذا؟" فأجابه التيس بصوت أعلى:
"في داخله جرو مسعور يريد الإفلات؛ لتمزيقك وتقطيعك"، صعق الذئب، ثم أجابه بلطف وهو لا يصدق أذنيه:
"مهلا يا صديقي، لا تفلته فالمكان لا يسعنا جميعا".
ثم، رجع الذئب خائبا، وهو ينظر بحسرة إلى الثور والكبش، وكذلك إلى التيس الذي كان في حقيقته أكثرهم خوفا من الذئب.
*******








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال