الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الخردة

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2006 / 10 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اطل علينا هذا اليوم بعد غياب طويل الرجل التافه حد الثمالة ابو حمزة المهاجر خليفة التافه ابن التافه الزرقاوي ، ومن شاشات الفضائيات يحث على اختطاف الاجانب للمساومة على اطلاق سراح بعض عناصر القاعدة الذين امسكت بهم القوات الامريكية في العراق ، وقد اعترف ولاول مرة في زمن تنظيم القاعدة الاجرامي في العراق بمقتل اكثر من 4000 مجرم ممن قدموا من الدول العربية وغير العربية لقتل العراقيين عبر سياراتهم المفخخة وتفجيراتهم التي لا تنتهي منذ سقوط نظام العوجة في التاسع من نيسان 2003 ، كما وانهم احدثوا شروخا كبيرة داخل المجتمع العراقي الذي قسم الى طوائف سنيه وشيعيه وقوميات عربية وكردية وتركمانية واشوريه ، الامر الذي جعل من العراق دولة مفككة وضعيفة الى ابعد الحدود ، وتتصارع داخلها دول عديدة وعصابات وميلشيات واحزاب وقوى داخلية وخارجية مما اوصل المواطن العراقي لان يعيش في ظروف غاية في الصعوبة جراء القتل اليومي على الهوية والاغتيالات التي لا تنتهي والخطف والتفجيرات وغياب سلطة الدولة، الدولة التي همها الوحيد السرقات وتوزيع المناصب التي تحكم داخل المنطقة الخضراء فقط !

اما البرلمان العراقي فحدث ولا حرج
انه عبارة عن بعوضة واقفة فوق نخلة شامخة ،
وتقول تلك البعوضة الى النخلة استمسكِ جيدا فانا نازلة عنك ،
فتقول النخلة لتلك البعوضة والتي هي البرلمان ، ما شعرت بوقوعكِ حتى تنزلِ عني !!!!

العاصمة العراقية بغداد اصبحت عبارة عن مدينة اشباح ، وهي مكتظة بالعصابات والميليشيات والاحزاب التي تقتل وتسرق في وضح النهار ، بينما اهالي العاصمة فقد آثروا الهروب من مدينتهم التاريخية الى دول عديدة ، بينما العاصمة العراقية بغداد لم يبق فيها الا الذين ليس باستطاعتهم ان ينفقوا على سفرهم المكلف وهم يرزحون تحت طائلة الارهاب اليومي والقتل العشوائي الذي لا يميز بين سني وشيعي على الاطلاق ..

كما وان الحالة في مدن الجنوب بائسة جدا جراء احتلال تلك المدن من قبل الجارة ايران عبرة العمائم المنافقة التي عاثت في البلاد الفساد والدمار ..

بينما مدن العراق الغربية محتلة من قبل تنظيم القاعدة الارهابي ..

ومدن الشمال على وشك ان تعلن استقلالها في دولتها القادمة ..

امريكا وحسب احصائية رسمية بعد ان كان العجز في الميزانية الامريكية اكثر من 28 بالمئة فقد اصبح قبل عدة شهور العجز الامركي فقط 3 بالمئة انها نسبة خيالية بحق ، ان ترفع العجز المالي الى هذه النسبة الضئيلة ، فكم اخذت الولايات المتحدة الامريكية من نفط العراق لتسد العجز المالي لديها فقد حققت امريكا بثلاث سنوات ما لا تستطيع تحقيقه بخمسين سنة ، هكذا صرح خبراء الاقتصاد الامريكان قبل فترة قصيرة ...

الدستور العراقي واقاليمه سيئة الصيت اصبح عبارة عن خرقة بالية تعلق فوق قبةالبرلمان والبرلمانيون الذين لم يستكفوا بالرواتب والسرقات ، فقد فتح لهم بابا جديدا وزيرة المالية باقر جبر صولاغ باعطائهم قروضاً بعشرين مليون دينار ليضيفوا الى مسروقاتهم المزيد من اموال العراق المسروقة في هذا الزمن الاغبر ..

اعلام ترفرف في البصرة لدولة اخرى واعلام ترفرف في الرمادي لنظام قذر اكل وشرب الدهر عليه ، واعلام ترفرف في كردستان العراق واخرى في تكريت رافعة صور الطاغية واعلام شتى في العاصمة بغداد ، واعلام هنا وهناك ، ولا احد يستطيع ان يصنع علماً واحداً يمثل العراق من زاخو الى الفاو ، بينما وطننا العراق يمتلك من الفنانيين الذي هم وصلوا الى العالمية بفنهم ومعارضهم الفنية التي تقام في كافة العواصم العالمية ..

العراق يذبح ابنائه كل يوم وامام انظار الجميع ولا احد ينظر الى المجازر التي اصبحت غذاء العراقيين اليومي ..

لكن وعلى الرغم من كل ما جرى ويجرى الان ، فان كل التصريحات التي تصدر هنا وهناك محاولة تقسيم العراق الى سنة وشيعة والى عرب وكرد سوف يسحقها العراق الكبير بتاريخه وحضارته التي لا تضاهي ، انه عراق سركون الاكدي وعراق جلجامش وانكيدو وحمورابي ..

سوف يذهب المطبلون والمزمرون للطائفية والتقسيم الى مزابل التاريخ ولابد ان ياتي اليوم الذي ينتفض فيه الشعب العراقي وهو ابو الانتفاضات والثورات لكي يعيد كرامة العراق وهيبته وموقعه الصحيح ..

وللاسف الشديد ان ان رجال الاحزاب والبرلمان والحكومة وغيرها لا احد منهم يمثل العراق الوطن الكبير والشامخ على مر العصور ، جميعهم عبارة عن ثلل من اللصوص الذين يتاجرون بدماء ابناء العراق ، ولا احد منهم يحترق على ما آلت اليه الاوضاع المزرية في العراق ، انهم رجال خــــــــردة لا اكثر .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب


.. لابيد يحذر نتنياهو من -حكم بالإعدام- بحق المختطفين




.. ضغوط عربية ودولية على نتنياهو وحماس للقبول بمقترحات بايدن بش


.. أردوغان يصف نتائج هيئة الإحصاء بأنها كارثة حقيقية وتهديد وجو




.. هل بإمكان ترامب الترشح للرئاسة بعد إدانته بـ34 تهمة؟