الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السينمائي السوري مصطفى العقاد حارب الارهاب وراح ضحيته

محمد عبيدو

2006 / 10 / 2
الادب والفن


أسدلت التفجيرات التي وقعت في الاردن الستار علي حياة المخرج السوري العالمي مصطفي العقاد (68) عاما بطريقة تراجيدية صدمت مخيلة العالم .. مصطفي العقاد عاش مسيرته الفنية فخورا بجذوره الإسلامية والعربية رغم أنه يحمل الجنسية الامريكية ويعيش هناك بشكل دائم .
من مفارقات القدر أن العقاد الذي حضر الي الاردن خصيصا لحضور حفل زفاف في مدينة العقبة لفظ أنفاسه الاخيرة متأثراً بجراحه بعد التفجيرات التي أودت بحياة ابنته ريما ولحق بها بعد 24 ساعة فقط في اليوم المحدد للزفاف. وكان من المقرر ايضا أن يحضر مصطفي العقاد الي دمشق للمشاركة في مهرجان دمشق السينمائي حيث كان سيكرم لمسيرته السينمائي المميزة. ولد مصطفي العقاد في حلب عام 1933 . سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة السينما عام 1954. في عمر الثامنة عشرة من عمره قرر ان يكون مخرجا في هوليوود، وكان هذا القرار بمثابة النكتة لافراد عائلته الذين قالوا له ان يحلم علي قده ونصحوه اما بالدراسة في دمشق او مصر، لكنه كان مصمما علي هوليوود . وفي لقاءات صحافية لاحقة سيتذكر العقاد ان هذه الفكرة كانت جنونية فوالده كان فقيرا، ولم يجد ما يقدمه له عند الرحيل الا مصحفا و200 دولار.. درس الفنون المسرحية في جامعة كاليفورنيا وتخرج منها 1958. . حصل العقاد على الجنسية الأميركية، لكنه لم يتخل عن قوميته وانتمائه إلى الثقافة العربية الإسلامية , و أخرج عام 1976 فيلم "الرسالة"، وهو تحفة سينمائية عالمية حول الرسالة الإسلامية . وقد صدر بنسختين عربية من بطولة عبدالله غيث ومنى واصف وإنكليزية من بطولة أنطوني كوين وايرين باباس. أخرج سنة 1980 فيلم "عمر المختار" او " اسد الصحراء " بالإنكليزية، الذي يتناول نضال الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي وقدساهم العقاد في تحويل قصة عمر المختار الشخصية المشهورة في التاريخ العربي من مجرد بطل في الصحراء الليبية إلى بطل في الحياة، منه تستلهم الأجيال عبراً وحكماً وأخلاقاً، وعلى خطاه سارت الملايين. وفي فيلم "عمر المختار" نجد أن شخصية عمر المختار قد خرجت من كونها أحد شخصيات كتب التاريخ التي ندرسها / نقرؤها، إلى كونها شخصية مجسدة فاعلة، وبعد عرض الفيلم في أوائل الثمانينيات، أصبح عمر المختار حديث العالم العربي، وأصبحت تلك الحقبة التاريخية محط الأنظار ومركز الاهتمام، وما يزال الفيلم حتى يومنا هذا يحظى بأكبر قدر من المشاهدة لدى عرضه على الشاشات التلفزيونية.
وكان المخرج الراحل يمثل الوجه البارز للسينما العربية فى معقل السينما الهوليوودية واستطاع ان يواجه اللوبى اليهودى الذى يسيطر على هوليوود وحقق شهرة كبيرة لأفلامه واشهرها فيلم الرعب »هالوين« عام 1978} وهو يتناول حياة قديس أمريكي يحيط به الغموض والرعب ويحتفلون به سنويا. { ونجح كوجه عربى بارز فى مجابهة التهم التى حاول الاعلام اليهودى إلصاقها بالعرب والمسلمين وتوضيح الحقائق التى غيبها هذا الاعلام وشرح وجهة النظر العربية والاسلامية فى مختلف القضايا بشكل دائم
وظل المخرج الراحل يكافح طوال السنوات العشر الأخيرة لانجاز فيلم عن محرر القدس صلاح الدين الأيوبى . كان يري ان رمز صلاح الدين مناسب لوضعنا الحالي، وكان يريد اخراج فيلم عنه لتثبيت عروبة فلسطين، ولكنه ظل يعانى التجاهل وعدم الاكتراث رغم اتفاقه مع النجم العالمى شون كونرى على بطولة الفيلم حيث رفضت معظم الدول العربية تمويل الفيلم الذى يجسد العمل البطولى والجهاد الدؤوب لاستعادة كرامة الأمة الاسلامية .
. كذلك كان يستعد عملياً لتصوير فيلم بعنوان أمير الأندلس ، لكن الأيادي السوداء خطفت روح هذا الحالم الفنان المنتمي والبريء مع عشرات أرواح الأبرياء.
ومن مفارقات القدر أنه اعلن في نفس المكان الذي مات فيه أنه اختار الاردن لتصوير فيلم صلاح الدين الايوبي
لقد أصر العقاد أن يكون صلاح الدين صرخته الاخيرة وأن يموت بيد الارهاب الذي حاربه حتي النفس الاخير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشاعر أحمد حسن راؤول:عمرو مصطفى هو سبب شهرتى.. منتظر أتعاو


.. الموزع الموسيقى أسامة الهندى: فخور بتعاونى مع الهضبة في 60 أ




.. الفنان محمد التاجى يتعرض لأزمة صحية ما القصة؟


.. موريتانيا.. جدل حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البلا




.. جدل في موريتانيا حول أنماط جديدة من الغناء والموسيقى في البل