الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعية الحياة المسرحية مدرستنا الأولى إلتماعة 27 تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة .

محمد نور الدين بن خديجة

2022 / 10 / 15
الادب والفن





... بدأ وضع العمل المسرحي الهاوي المناضل في التراجع بشكل كبير... لعديد من الأسباب المادية والموضوعية التي فصلنا في بعضها سابقا ... وكان لجمعية الحياة المسرحية نصيب منها .... وقد حاولت قدر الإمكان الصمود في وجه التحولات العاتية ...ومن ضمنها وأهمها تراجعات العديد من ممارسي هطا الفن عن قناعاتهم الإديولوجية منها التراجع عن الفكر الماركسي الذي كان منهجا لغالبيتهم .... والتراجع لم يكن مؤسسا على بدائل واضحة ومقنعة ... وبالتالي أترع باب التخبط على مصراعيه .... بقيت الحياة المسرحية على قناعتها قدر الإمكان لكن خانها الحظ باعتبار أن أغلب أعضائها يعانون من العطالة ... وأخطت حركة المعطلين منهم أغاب وقتهم ...وفيما بعد سيأخذهم واقع المههن التي احترفوها ... أنا ستأخذني ورشة والوالد وتعرقل التزامي بالجمعية ... الرفيقات لحجاب أبو جمال وعبد الرشيد قصير سيعملان بسياقىة طاكسي الأجرة .ززرشيد الكريمي سيهاجر للسعودية للعمل هناك ... محمد الرشاني سيهاجرلايطاليا ... وإخرون سيستقلون من الجمعية .
رغم هذا الواقع كنا نلتقي بين الحين والآخر للتفكير في طريقة للعمل تناسب وضعنا الذاتي ....
فكرنا في تنظيم ندوات فكرية وأنشطة نستطيع التغلب على متاعبها ...معارض لفنانين تشكيليين مثلا ...حفلات توقيع لمبدعين وشعراء ....
فكرنا في عمل مسرحي لايتجاوزثلاثة ممثلين أو أربع على الأكثر ....اقترحنا اعمالا تناسب هذا المقترح منها عمل لي ...خضنا نقاشات مطولة وسط جو ثقافي محبط .... لم تستقر نقاشاتنا على عمل نرتضيه ....وكل أحيانا يتمسك برأيه كأننا لم نعد نرى ما يحيط بنا من تراجع مهول ومحبط فنظيف لإحباطاتنا نكسات ونكسات . وأحيانا أصبحنا نضيف لخصوماتنا خصومات تافهة عوض أن نبدا ولو بشكل متوواضع يجعلنا نعيد تأسيس فكرة نجتمع عليها وننطلق بدون غرور يتشبت بحنين للماضي الذي لن يعود ؟؟!...
لقد كان الواقع أكبر منا ولازلنا نريد اختراق السماء .
الفراغ الذي كنا نشغله بجمعية الحياة المسرحية أصبح الآن ثقيلا لتباعد اللقاءات والاحساس بأنها نهاية فترة واتقضت ولايمكن العمل وفق الشروط السابقة ... ويجب التوقف للتفكير مليا وكيفي العمل وفق شروط أخرى غير أدوات عملنا السابقة ....
ما العمل إذن ؟ .... لقد طالت مدة طرح السؤال ولاجواب بعد .
ستنقدني من هذا الفراغ في هذه الأثناء صحبة الناقد والمفكر عبد الصمد الكباص والمناضل والحقوقي عبد الإله إصباح والشابان اللطيفان الشاعر والفنان الفتوغرافي أحمد بلحوشة ورشيد المهوي ...كما نخوض نقاشات بمنزل الكباص الذي هو رياض من رياضات مراكش التاريخية الرائعة ..
نقاشات يتداخل فيها الفلسفي بالشعري فتطول الأحاديث وتتشعب بين فكر هايديغر والماركسية والوجودية والعدمية في جو يعمه حرية الاختلاف في الفكر والمنهج ... هذه المرحلة واعتبرها مرحلة انصات للذات أفاذتني كثيرا على مستوى رؤيبي للكتابة الشعرية خصوصا .
سيتطور النقاش ليرسو على تأسيس مبادرة تخرج للوجود ... فكانت فكرة نشرة شعرية تزاوج ماهو ابداعي بما هو فلسفي على شكل بيانات فلسفية مقتضبة تتفاعل مع حساسية توافق او تتوازى مع هطا الافق الفلسفي .... سيكون لعبد الصمد الكباص هذا الدور اما ماهو شعري فقد ارتأينا الانفتاح على أسماء من المحيط القريب منا أولا ...
هكذا ستخرج الفكرة للوجود في اول أعدادها بمعية الرفيق الشاعر المغترب حاليا بالديار الالمانية مهدي العلوي بمسمية ـــ كراريس تيزي للتداول الشعري في ماي 1998 .
قلت إ، هذا التراجع الذي واجهته جمعية المسرحية لم يعن لي تراجعا عن أفكارنا وأهدافنا ... بل تطويرا لأساليب عملنا ... فهناك من تفرغ للعمل السياسي في تنظيم النهج الديمقراطي وهناك من تفرغ للعمل الحقوقي وهناك من جمع الكل عملا ... وهناك من تاه في دروب مشاغل الحياة ....
دائما وأنا أفكر في هذا الوضع .... وتحولاته وشقلباته يحضرني البطل دونكيشوت مصارع الطواحين ... هل كنت اومازلت متشائما ... لا أبدا أظنني في مرحلة التشاءل ... نعم دوما مع تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس