الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دائرة الحمار المفرغة، بين خدمات قطاعية حكومية بائسة واسعار خدمة القطاع الخاص الملتهبة

محمد اسماعيل السراي

2022 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


إن القطاعات الخدمية الحكومية بائسة برمتها، وفي جميع مفاصلها؛ من خدمات الصحة الى التعليم الى الكهرباء والماء الى الاسكان والعقارات الى الخدمات العامة جميعها. ولما يعصرك اليأس بسبب سؤتها وسوءها، وتذهب صوب القطاع الخاص لأجل تحصيل تلك الخدمات، ستجد اسعارها الملتهبة تصدم مدخولك البائس الذي لايكفي حتى لمجرد تخطية عتبة أبوابها فقط. ان جميع الخدمات التي يقدمها القطاع الخاص اصبحت اجورها تتبع النظام الرأسمالي الذي يذبحك من الوريد الى الوريد بينما أجور العمل والمدخولات للفرد العراقي لازالت تتبع النظام الاشتراكي، واغلب شرائح المجتمع هي شرائح بروليتارية معدمة فكيف تستطيع التحصل على تلك الخدمات باسعارها الرأسمالية المرتفعة جدا؟
اذن وبسبب اسعار القطاع الخاص المرتفعة والطاردة، سيضطر الفرد العراقي البروليتاري المعدم- وهو يشكل الطبقة الغالبة في المجتمع- الى طرق باب الخدمات والقطاعات الحكومية، والتي سيجد فيها البؤس والانحدار في الخدمة والتعامل ، والاذلال ، وبطئ الاجراءات، والوساطة والمحسوبية، والفساد، وكل مواطن يضطره القدر الحقير لمراجعة هذه المؤسسات الحكومية الحقيرة سوف يلعن اليوم الذي ولد فيه في هذه البقعة البائسة ويلعن من في الارض جميعا - وغير الأرض- ولذا سوف يدفع بك سوء خدمة هذه القطاعات الحكومية دفعا مقصودا كما يبدو الى الذهاب شطر خدمات القطاع الخاص التي ستذبح كل آمالك بدم بارد، فاما تستنزف كل مدخولاتك ومدخراتك وتضطر الى الاقتراض وتحمل اعباء الدين ، او تستكين وتقنط اذا لم تكن تملك شروى نقير فتحرم نفسك واهلك من هذه الخدمات كونك لاتطال اسعارها في القطاع الخاص بسبب سياسة اسعاره الصادمة ، ولا انت تستطيع تحصيلها في القطاع الحكومي بسبب بؤس الخدمة والمعاملة والروتين الكافر والقاتل. ولهذا سوف يضل المواطن المعدم يتنقل داخل هذه الحلقة المفرغة او دائرة الحمار، بين سوء خدمة حكومية ومدخول مسحوق وخدمة القطاع الخاص النارية.
فلا اعرف كيف اجتمعت هذه الثلاثية القدرية من سوء خدمات القطاعات الحكومية، مع ارتفاع اسعار خدمات القطاع الخاص الرأسمالي، مع مدخولات الفرد البروليتاري الاشتراكية البائسة؟ في نظام دولة لانعلم على وجه التحديد هل هو اشتراكي بروليتاري ام رأسمالي برجوازي على وجه من الوجوه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة