الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لله يا محسنين

إياد الغفري

2022 / 10 / 16
كتابات ساخرة


بالنسبة لعواطلية المرحلة فإن الأمر يتواتر بين لحظات من الإحباط ولحظات من السعادة، شكل من أشكال الاضطراب ثنائي القطب أصاب الكرة الأرضية وأصبح الجائحة الأخطر منذ انتشار فيروس الدين.

الحديث عن الفيروسات يذكر بجائحة الكورونا التي بدأ الكوكب وساسته بالتصدي لها قبل سنتين ونيف، لم تتحقق النبوءات بمسح البشرية عبر فيروس خطير ينتشر بالرذاذ، وساسة العالم الذين قاموا بتكميم البشرية لعامين يؤكدون أن الوباء مستمر ومن يعارضه هو يميني، إخواني، شيوعي، من أصحاب نظرية المؤامرة، من جماعة الكلاب معارضي اللقاح، إمبريالي صهيوني وبالتأكيد فهو بوتيني أخو منيوكة.


شخصياً تناولت ثلاثة جرعات من اللقاح عملاً بالقاعدة الفقهية القائلة: إذا جن قومك فكن أولهم، كما أنني قمت بالبصم مؤخراً للفاضلة زوجتي بأن بوتين عرصة وبأن الأوكران هم شعب الله المختار، وخير أمة أخرجت للناس وأن المافيا الأوكرانية ما هي إلا عملاء لبوتين تمت زراعتهم في وسط الشعب الأنظف في الكوكب للإساءة إليه لا أكثر.
بعد تقديم مثل هذه التنازلات يتوجب على الكائن البشري أن يحاول الاستفادة من الظروف المحيطة، وربما كان هذا هو الدافع لكتابة النص اليوم.


لقفل موضوع جائحة الكورونا أحب أن أذكر أن تصريح لسياسي ألماني بأن كون عدد ضحايا الكورونا أقل من عدد ضحايا الإنفلونزا "باء" في الأعوام السابقة سببه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الرشيدة؛ قد ذكرني بحجة صديق سابق كان ينصحني بالصلاة بأنها الخلاص، وبأنها لا تؤذي في حال ثبت لاحقاً أن الجنة والنار من خرافات الأولين.
بالتأكيد لا يمكن إثبات ما يعارض فكرته حيث أن السويد التي لم تكترث لجائحة الكورونا ولم تحجر حياة مواطنيها الاجتماعية لأكثر من عامين لم تعد موجودة حيث أن الوباء والمغفور له وليد المعلم قد مسحاها عن الخارطة.

***
***
***
في حديث مع صديقة اليوم سمعت عن مأساة لفتاة هي نتاج لاغتصاب، وهي تتعرض للتحرش من زوج أمها، ودفاع بقية العائلة عن زوج الأم رمى بالمسؤولية على الفتاة حيث أنها حسب زعمهم تمارس الدعارة الإلكترونية فتستمني على الهواء للراغبين في الدفع.


لا أرغب بلعب دور سيدنا هولمز ولا صبيه واطسون، فالفكر الفقهي يؤكد على حقيقة أزلية يثبتها التاريخ:
من أراد أن يُعَرِّص فليفعل فإن الله غفور رحيم ولا تز وازرة وزر أخرى ويا شط البحر شو مفرق حباب.
***
***
***
كنت أذهب لكنيسة الأرمن في زقاق البكري وذلك للاستمتاع بعزف الأرغن بين الفينة والأخرى، وبالتأكيد ليس للتحرش بالفتيات لا سمح الله؛ حيث أن صبايا الأرمن من مرتادات الكنائس هن من ربات الصون والعفاف وغالبيتهن كن يترفعن عن السفالات التي كنت أحلم بها، وكان لبعضهن شوارب قد أنعم بها الله عليهن بأكثر مما حباني به، سامح نفسه بنفسه.

ما كان يزعجني ويبعص مزاجي كان صبي شماس أرمني يدور بصينية كبيرة على صفوف المصلين ليرموا بياضهم فيها، حملة جمع التبرعات هذه كانت تتكرر في الكنائس والمساجد على اختلاف مشاربها.


طلب الصدقات لبناء جامع أو بيت من بيوتات الله كانت تترافق مع الوعد بأن من ساهم في بناء بيت لله على الكوكب فإن المولى سيطوب له قصراً في الجنة وذلك استناداً للحديث التالي:
***
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، جَمِيعًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَقُولُ ‏ "‏ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ‏"‏ ‏
***
بغض النظر عن أن الرواية تذكر سنداً أطول من نص الحديث بمرات، إلا إن الوعد وعد.
***
***
***

مشاهير "ثورتنا مستمرة"، المفكرون الأحرار وبالأخص جماعة البثوث اعتمدوا طريقة صبي الشماس وصبيان خدام الجوامع في جمع التبرعات، فمن كفالة اليتيم، لتقديم مساعدة لأهلنا في المخيمات وفي الداخل، أساليب الشحاذة الإلكترونية لا تختلف عن طرق الفكر الديني في شحذ الهمم، واستغلال الضعف البشري الهادف للتخفيف من عذابات الآخرة بمساعدة المرضى والمحتاجين لندخل الجنة ونكون بصحبة خير الأنام كهذين "مددت إصبعي السبابة والوسطى" وذلك بكفالة يتيم ما.

الألمان اعتمدوا سياسة شبيهة للتسويق، والحل هو حماية البيئة وليس الجنة، فمن يشرب صندوقاً من بيرة معينة يساعد غابات الأمازون بمبلغ محترم، ومن يشرب صنفاً غالياً من القهوة يساهم في تخفيف انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وغير هذا الكثير.
شراء سيارة تعمل بالبطارية يحسبه البعض بمثابة زراعة غابة للحفاظ على الكوكب، ويتجاهل الألماني الطبيعي أن البطارية التي سيستبدلها بعد سنوات قليلة كلف تصنيعها موارداً مخيفة ناكت أم هذا الكوكب، وأن الكهرباء التي ستشحن بطاريته لم تنتجها العصافير بل تم توليدها في مفاعلات أنظفها يعمل بالنفط أو الفحم الحجري.
***
***
***

بسبب حالة البطالة الحالية قررت الاستثمار في هذه الشحاذة الافتراضية وذلك بجمع تبرعات لبناء ماخور عالمي في رحاب ألمانيا الغراء.

بدأت بتصميم شعار المحل العمومي وتحديد شروط العمل، التوظيف وأساليب الخدمة والضيافة، وبالتأكيد سيتم مراعاة القوانين النافذة من ضمان صحي واجتماعي، جندرة، وشفافية سياسية وعرقية، سيكون هناك أقسام تلائم كافة التوجهات الجنسية: المثلية، الكوير، المتحولين والمتحولات، قسم للمكانس الكهربائية ومطاحن البن وإلى أخره من التصنيفات الحالية والمستقبلية، بالإضافة لقسم للنيك المتعارف عليه قبل عقود.
البداية ستكون بوضع نظام داخلي للمعرصة المزمع تأسيسها وسيتم أخذ كافة الأنظمة الداخلية السابقة للتجمعات، الأحزاب الائتلافات، دساتير الدول، الممالك والأمم، النظريات الفكرية السابقة واللاحقة ومثيلاتها من مجالس، مبادرات وتجمعات.

معرصة مجمع الثقة
فروع لإرضاء كافة الأذواق والمشارب الحالية والمستقبلية، زورونا تجدون ما يسركم.


إن كان جزاء العمل بتأسيس هذا المشروع القومي الهام كجزاء بناء المعابد فلا أعلم بماذا سيكافئني المولى بعد عمر طويل، ولكن وبما أن الأعمال بالنيات فإن ثوابي محفوظ بإذن واحد أحد، أما بالنسبة للجماهير العريضة فإن الثواب لن يكتسب إلا بعد التبرع، لكني ولشحذ الهمم ولتشجيع التبرعات أتشرف بالإعلان بأن كل متبرع لبناء هذا الصرح الحضاري سيحصل على نسبة حسم مغرية عند كل زيارة أي أن الثواب سيكون على دفعتين الأولى مضمونة والثانية في علم الغيب، مما يمنح هذا المشروع مصداقية أكبر مما يتواجد عند جامعي التبرعات في العصر الحالي.


ميزة افتتاح ماخور لا تنحصر بأنها فرصة لنيل الثواب، وإرضاء الله وعباده فحسب، بل هي فرصة عمل للمئات من أبناء الجنس البشري وبناته، والتعريص الذي يقوم به جماعة البثوث اليوتيوبية يمكن تسخيره لخدمة هذا العمل فالعمل كقواد في ماخور أشرف من رئاسة ائتلاف أو تنسيقية، والعمل مع الشراميط أطهر من العمل مع الساسة ورجالات الأمن بغض النظر عن انتمائهم، والنتائج ستكون أسرع مما وعدنا به هؤلاء العرصات قبل عقد من الزمن، فمن يدخل إلى كرخانتنا سينال مناه بعد دقائق ولن يحتاج لسنوات حتى يصرح بعدها بأن الدول خذلته.



والله ولي التوفيق.
ساهموا لبناء تجمع "ثقة" كتبها الله في ميزان حسناتكم.




15 تشرين الأول 2022
إياد الغفري – ألمانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام