الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية

علاء هادي الحطاب

2022 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


د. علاء هادي الحطاب

يتلقى الفرد تنشئته الاجتماعية من مناهل عدة وعبر مراحل متعددة، تكون فيها الأسرة النواة الأولى
لهذه التنشئة كما يحددها علماء الاجتماع، ومن ثم تكون فيها المراحل الدراسية المناهل الأهم التي يتلقى فيها الفرد تنشئته الاجتماعية، فمن خلال تربية الأجيال وتعليمهم في مدارسهم يتلقون مفاهيم الإنسانية والوطنية والقانون وعمل الخير والصدق وغيرها من مفردات ومقومات الفرد الصالح في المجتمع يزدهر المجتمع، وكذلك العكس إذا كانت تربيتهم تتم وفق مفاهيم عنصرية أو فئوية أو حتى فوضوية.
وهنا مكمن الخطورة في مسألة ضرورة وضع مناهج تربوية سليمة مُخطط لها بشكل علمي مدروس وتوفير أدوات صالحة لتطبيق هذه المناهج، تبدأ بتدريب الكوادر التدريسية عليها تدريباً جيداً ومتابعة تطبيقها بشكل صحيح وسليم ومراقبة الأداء، مع توفير بقية مستلزمات نجاح تلك المناهج وإيصالها إلى الفرد بطريقة واضحة وسلسلة مضمونة النتائج من مكان صالح للتربية وبيئة ناجحة .
التربية المفصل الأهم في أية أمة تسعى لتطوير قدرات أفرادها، لذا فإن نجاحها متوقف على توفير مستلزمات النجاح، وكذلك نتائج نجاحها تعود بالإيجاب على المجتمع والسياسة والاقتصاد والأمن والاستقرار وصولاً إلى مراحل التقدم والازدهار لتلك الأمة، لذا أدركت الأمم التي نراها اليوم متقدمة في مجالات عدة أهمية التربية في مجتمعاتها فوفرت كل وسائل نجاح تلك التربية وفق طبيعة مجتمعاتها، فلا غرابة أنها تقدمت بسرعة كبيرة في مجالاتها الأخرى.
في بلادي كل الأطراف المعنية بنجاح تربية الأجيال لم تمنح اهتماماً كافياً للتربية المدرسية على وجه التحديد، وأصبح واقعنا التربوي من سيئ إلى أسوأ، سواء على مستوى الأبنية وغيرها من مستلزمات توفر البيئة الصالحة مروراً بتطوير قدرات الأساتذة وصولاً إلى مناهج التربية وتوفيرها بشكل جيد ووسائل إيصالها إلى الأفراد، لذا فلا غرابة أن نلحظ تراجعاً مخيفاً في مجال التربية والتعليم، أسهم الفساد إلى جانب عدم إعطاء الأولوية لهذا الملف في ذلك التراجع المستمر.
فقد أصبحت معاهد التعليم والتدريس الخصوصي بديلاً عن المؤسسات التربوية الرسمية، حتى بات وجودها شكلياً لمن يريد النجاح وتنمية قدراته ونجاحه، وغيرها من الأسباب الكثيرة التي يقع في مقدمتها غياب تلك البيئة الصالحة للتربية.
فإذا أردنا أن ننهض بواقعنا كأمة ودولة لا طريق ولا خيار لنا سوى الاهتمام والاهتمام البالغ بمسألة التربية والتعليم من خلال مؤسساتها الرسمية كإحدى أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة