الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بنو الولاء في عصر الدخلاء ، أقواس من واقع الانثروبولوجيا السياسية العربية

عزالدين غازي

2006 / 10 / 2
كتابات ساخرة


لبني العرب حضارة كرم وعوائد وأيام ودهاء وذكاء... أصابها الوهن والضعف و قدر الزمن المعتوه أن قلب الأعالي في حضيض الدخلاء الفاسقين ، فجعلوا أعزة أهلها أذلاء يركعون ، متملقين متلهفين يتسابقون ،عن من سيسعد بيوم مُهين مُشين ،غرضهم أن يعضوا بالنواجذ على كراسي عروشهم ، طموحهم إقصاء بني عشيرتهم وأملهم الولاء لشيخهم الكبير الظالم المستبد ، شيخ الصهيونية والتوحش ولا يهمهم المستضعفون الكُدًح، ولا يوم فيه تسطع شمس كاشفة للناظرين بجلاء مبين ما هم يفعلون ، فيحسب أن التاريخ بهم رحيما ، فلا يعلمون من الديموقراطية والعدالة إلا لغوا جهورا. زيغهم كبير في تحمل عبأ هذه الحضارة الجميلة فهم ماردون أنوكون لا يسخرون رعاياهم الا ليركعوهم كما هم راكعين ، فها هو الولاء الذي ما ان يكشف عن سره حتى يولد من المريدين من هم أشد في خدمة الولاءات ، فنقول بلغة القدر ان طبقات المجتمع مغلوبة عن امرها بذرائع شتى و لكن ليس كمن بنى تاريخ مليء بالحفر كمن اراد ان يسويها فذلك الفارق عظيم ولتتمعن في منطق الانثروبولوجيا للمجتمعات العربية بتجلياتها التالية:

التجلي الأول :
ويظهر تحت قناع أقلام مستأجرة لا لون لها ، حر بائية ، لا صنف لها ، وصولية تدس الكرامة...تستعير أقنعة بدون ألوان ولا أوزان ، تنطق أصواتا مبحوحة هي من أفواه مكممة ، قد يكونون مغلوبين على أمرهم أو ربما فوضوهم بعد أن سلبوهم وقل أفلا يسلبون ؟
إنها خصلة من فضائل ثقافتنا العتيدة في "ديمقراطيتهم" الولوعة بالتحايل على أصوات الآخرين لذلك فهي لا نغم لها ولا طرب ، إنها ميزة من شيم التسلط العظيم في الموروث الثقافي .
ولأن أقلام بني هؤلاء البشر تترك بصماتها فوق أوراق متآكلة بفعل الزمن وأي زمن ؟ أوراق كتبت عليها قوانين حمو رابي الستة عشر ، لا بل تسعة عشر...
تصوروا كم هي شديدة الحلكة لتسود في أعين هؤلاء البشر. ليغمى عليهم بحبر أزرق حتى صاروا أبلد من بني الولاء في عتي الهمم .
وهم من عشيرة بني آدم يا حصرتاه ، تاريخهم الأقوى في الذاكرة ، لذلك لم يجرؤ أحد من بني هؤلاء البشر على استبدال ثقافتهم المناضلة في أساليب الإقصاء فقط لأنها مكتوبة في الذاكرة الأنثروبولوجية محفورة تحت عناوين العوائد والأيام .

التجلي الثاني :
يكاد الكلام الصاخب يطبق أسماعهم وأي آذان؟ . ولو وعد العالمون بأمورهم وجميعهم بنورهم وهم على كثرتهم قليلون طرق وسبل هؤلاء لا يفتأ غباء هم إلا أن يستبشر طمسا وأن يبدع في صرع العقلانية وإحلالها بما يحلو لهؤلاء من أوهام البلادة التي في اعتقادهم أدهى طرق الولاء . وترى المارد الأنوك في سلب الإرادة ينحني كنبات الديس ، فإن مر غثاء السيل نهض فأبرع وأبدع في التظلم والاستبداد وقمع الارادة .
فلو وعد العالم من حولنا بشعارات لكسر أقلام أصحاب الأقنعة المغمورة بكرامات وغرائب بل وعجائب الدنيا التي تحكينا عن الحبر الأسود ، صاحب الحلكة والظلام والظلم ، تاريخ عجائب قدرَ على فعل ما لم يقدر عليه حتى أصحاب الكرامات النبوية !. ربما هنا أيضا ستصبح لألوان البحار والسماء معاني أخرى لثقافة كونية أصيبت مع هؤلاء بالعماء اللامتناهي .فها هي كذاك أصواتنا المبحوحة سرقت فزركشت بعد أن زخرفت بخطابات معسولة تشنف أسماع الطامعين وتعجز ألسنة العالمين على وصف أغراضها البلاغية والإبلاغية . كم هي مصيبتنا كبيرة حين سيصاب المبصرون أنفسهم من المقت والكراهية إن هم تجرؤوا على تفكيك ألغاز عجائب ثوابتنا وعوائدنا من أيامنا الجميلة في النحس والغباء ، وسيتأثرون كذلك بطبائع بني هؤلاء البشر البدائية وربما ستعطل أقلامهم حين تجف حبرا أو ستصبح أصواتهم هم أنفسهم خرساء.

التجلي الثالث :
ومن طرق المبدعين في ثوابت الإقصاء من أهل البشر المتقدمين في صنع الحياة والحداثة واختراع السياسة ألا يبالون بمصابيح الشعارات الإنسانية في سائر بقاع الكون غير عابئين بأقاويل أعلامها تاركينها تتوقد كشمعة تحملها ثلة من المهمومين مصطفين في الانتظار إلى أن يحل حمو رابي صاحب الحل والعقد في إبداع القوانين .
شموع تنطفأ وتشتعل توقدها الأيادي البيضاء المسلوبة الذاكرة...
وما التي ما فتأت تنطفأ وتنقضي لا تستسلم ، فتترك آثارا كحفر،
ممتدة بلا نهاية وأوحال،
فتصنع السيل من جديد كإيزيس
وفي عز اشتداد العز والقر ،
سيول صنعتها الأوكار والزمر وآلام أخرى
بلا عناوين ولا حدود ولا حتى ردود
أو حتى ما يشفي الغليل .
إن لون هؤلاء من بني البشر على قدر تجردهم من القانية والنغمية لن يقدروا أبدا فيما يأتي على طبع ولحن حفر الأوكار ولا التشبث بها .
ما فيها من توغلات وفي مسافات بعيدة سيجعلها تستعد للمسير
ولو في وقت الهجر،
أو في صحراء بلا قدر .
يدوي في غياهبها صدى لغو
بعناوين وتصورات تكشف عن أحوالنا المتخلفة وعوائدنا المهترأة.

التجلي الرابع :
هكذا نجد من بني هؤلاء البشر
من يمضي في الإبحار وفي وخز الإبر
مع زيادة قصوى في سرعة الإيغال
آلامهم تعتصرها أصنام الغجر
وغرضهم ، طبعا ، التميز أكثر بالولاءات المتكررة التي لا تبدع إلا مزيدا من مكارم الغباء فلا تعمل عقلها ولا حكمتها في الدهاء إلا لإقصاء (في نظرها ) النتن منها وترك الجيد صونا للجهل من تلفه عند العقال .
إن ثوابت هؤلاء من بني البشر هنا عريقة في التصدي لذوي الحكمة الفذة والعلم الرصين والرأي السديد والفكر الو ضاء . فذوي العقل والحكمة عندهم بقدر عفتهم وطهارتهم بقدر إقصائهم وتهميشهم. والحقيقة المفوضة في خطاباتهم إنما هي موضة تقود العقل إلى لغة الخشب يريدون بها طمس الرأي في هذا البلد الأمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب