الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم السجون في الولايات المتحدة تنافساً صاخباً بين الشركات …

مروان صباح

2022 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


/ هو عالم 🧐 أخر ، وهو واقعاً يتيح للمرء التبصر جيداً 😎 في الأعطاب الفادحة التى تقتضي على كل متبصر تسديد جزء من الضمير الإنساني الجمعي ، حتى لو كان يحصل ذلك بعيداً عن نظر 👀 الأخر ، لكن بفضل الشاشة 📺 الصغيرة والتى لعبت دوراً أساسياً بنقل الصورة ، هو الدافع وراء تعاطف المرء وأيضاً مراقبته للحياة بذكاء حكيم / سديد ، إذنً هو عالم ليس له علاقة بالحياة الأمريكية 🇺🇸 القائمة في الهواء الطلق ، بل هنا 👈ايضاً ، وبصراحة 😶 ، إن تم تخّيِر أي شخصاً بين الموت أو أنه يمضي سنوات حكم في السجون الأمريكية 🇺🇸 ، بالتأكيد 🙄 دون مبالغة سيختار الموت ، بالطبع ، ليس لأن هناك 👈 عقبات في جهوزية العمران أو أن التجهيزات الداخلية غير مناسبة للادميين ، بل بالعكس 🔄 تماماً 👍 ، ففي هذه السجون يوجد حياة كاملة وبمعايير عالية الجودة والكفاءة ، لكن وهنا 👈 تكمن المسألة ، بأن الجريمة في الولايات المتحدة 🇺🇸 أرقامها عالية ، على سبيل المثال ، وصل القتل إلى 60 حالة يومياً ، وبالتالي بحسبة بسيطة تبسيطية ، هناك حوالي 25 آلف مجرماً يساقون سنوياً إلى السجون بسبب قتل الآخرين ، بالطبع ، الأعداد الأخرى التى تدخل بتهم مختلفة ، وبالأخص ، في مقدمتها تجارة المخدرات هي كبيرة ومخيفة معاً ، وهذا القتل يعود بالطبع إلى حرية 🗽 التجارة بالسلاح والتى سجلت مؤخراً السجلات الرسمية ، بأن الأسواق باعت قرابة ال25 مليون قطعة سلاح في العام الواحد ، بإلإضافة للأسواق السوداء والتى يعتقد 🤔 أن التداول فيها هو أضخم من تلك الأرقام بكثير .

من الصعب أن تستقيم الأمور ، ولعل كانت مناقشة الأسباب التى جعلت سابقاً الصامتين يصمتون ، هو الأصل في الحكاية ، بل احياناً يحتاج المرء إلى الاستدارة نحو الذين كانوا يصفقون لتعزيز حساباتهم الخاصة ، فمسألة السجون في الولايات المتحدة 🇺🇸 معقدة ومركبة لأنها قائمة على علاقة الخاص بالعام ، أي أن هناك 👈 سجون عسكرية ومدنية ، والأخيرة منقسمة إدارتها بين الحكومة والشركات الخاصة التى تشتغل بأمر وزارة العدل ، والسبب بسيط ، بالفعل ، تستعين الوزارة بالشركات لأن هناك قرابة 2:5 مليون شخص في السجون ، ولأن أيضاً الأغلبية الساحقة في هذه السجون من المهاجرين وأما الباقون فهم محكومين بتهم القتل والمخدرات وبالتالي ، تعود فكرة السجون إلى تاريخ تأسيس الولايات المتحدة 🇺🇸 ، تطورت هذه السجون مع تطور الإدارات والقوانين والمحاكم ، لكنها ظلت نصفها في عهدة الشركات الخاصة لكي لا تتحمل وزارة العدل الممارسات التى تحصل عادةً فيها ، قد لا تكون الإدارة هي بشكل مباشر تمارس الممارسات الممنوعة أو العنيفة ، لكنها بالمؤكد أنها تدير العنف الحاصل في داخلها ، بل هناك 👈 تقارير أشارت عن علاقتها مع العصابات الاجرامية في الخارج والتى كانت وراء قرار الرئيس الأسبق نيكسون بإعلان الحرب على المخدرات في ثمانينيات من القرن الماضي ، لقد أرتفع أعداد المسجونين بسبب جرائم المخدرات في الولايات المتحدة تقريباً من 50 ألفًا في بداية عام الث 80 إلى النصف مليون في عام 2017 ، حينها أعتبرت إدارة نيكسون بأن العصابات التى فرضت نفسها في الأحياء الفقيرة باتت تشكل تهديداً حقيقياً للأمن القومي للولايات ، لكن في المقابل أيضًا ، لم تكن حينها المؤسسة الشرطية بالكفاءة ، لقد حمل نهج الشرطة 👮‍♀ نوع من العنصرية باتجاه الاعراق الغير بيض ، وهنا 👈 من الظلم أن يحيل المرء المحايد كل ما جرى ويجري في الولايات 🇺🇸 للعنصرية فحسب ، لأن بصراحة 😶 أغلب من يلجأ لمربعات الجريمة والمخدرات وأسواق السلاح يصنفون بالأشخاص الفاشلين في دولة تتيح للفرد كل أسباب النجاح ، ومع هذا كان قرار الرئيس بايدن الحالي بخصوص السجون التى تديرها الشركات الخاصة مع الوزارة يهدف إلى خفض أو بالأحرى إنهاء العنصرية داخلها ، لكن هذا القرار سيحتاج المواطن وقتاً ليشعر بالتغير ، بل من المرجح أن تنجح وزارة العدل وربما قد تفشل ، لأن أعداد المسجونون كبيرة والسيطرة على مثل هذه الفئات والمصنفين بالخطرين جداً😮 ليس بالأمر السهل .

في كل عام أعتادوا النخب يلتقون في حفل🎈 أوسكار 🎭 ، بالطبع لكي يحيون الذكرى التى تأسست السينما الأمريكية 🇺🇸 ، وكما هو معروف ، هي الجهة التى كانت ومازالت تدافع عن الإنسان الكوني وعن كرامته وحريته بين حكومات عالمية لم تتوقف أبداً عواصفها الاجتماعية والاقتصادية ومؤامراتها المختلفة ، فأهمية السينما أنها تفتح الأبواب التى كانت مغلقة أمام الأعين والأرواح ، وبالتالي ، مخطئ تماماً 👌كل من ظن 🤔 أو مستمر بذلك ، بأنها مجرد مضيعة للوقت ، لأنها تكفلت سابقاً ومستمرة باقتدار في تسليط الضوء على أماكن لا يمكن 🤔 لأي فرد مشاهدتها دونها ، بل قدمت للمشاهد أغلب ما يجري فيها تماماً 🤝 كما نقلت لنا من داخل السجون دروساً في الفلسفة ، كانوا الذين صنعوا تلك الدروس أشخاصاً عاديين ، لكن السينما نقلتها بطرق إبداعية كما حصل مع فيلم 🍿🎥 ( الخلاص من شاوشانك ) ، الذي لعب دور البطل الممثل مورغان فريمان مع صديقه السجين قاتل زوجته وعشيقها ، في البداية ، كان قد ألقى آمر السجن على مسامع النزيل الجديد قانون السجن والذي يتمثل بثلاثة أمور ( الانضباط والكتاب المقدس وعدم المس باسم الله ) ، فشاوشانك نقل للمشاهد أحوال إجتماع أهل الجرائم داخل السجن مع أشخاص شاءت الظروف أن يكونون فيها بالخطأ ، لكن أيضاً وهو الأهم ، أتاحت الشاشة للمشاهد التعرف على فلسفة خاصة / كبرى حتى الإلهام ، تحديداً عندما أظهرت القوة الكامنة داخل كل إنسان والتى تتماثل بتمسكه بالأمل ، حتى لو كانت جميع الظروف المحيطة به لا تشير☝ بالحد الأدنى من البصيص الصغير من الأمل🙏 ، لقد حصد الفيلم شاوشانك على المرتبة الأولى ، كأفضل فيلم 🎞من بين 250 فيلمًا بتاريخ السينما ، وهذه الملحمة الفلسفية التى تستفز كل فكر ، تجبره على طرح سؤالاً ⁉ معلقاً ، ماذا 🤬 لو جد السائل نفسه وراء القضبان ، وأي عالم هذا ، منقسم بين مجموعات مافياوية حذفت من قاموسها الرحمة ويسود فيها البطش والتنكيل والشذوذ ، ثم يضطر صاحب الأمل أن يزيح عنه كل اليأس 😩 ويبقي أمام عينيه فقط فتيل الأمل ، إذنً ، التشبث أمر ضروري لكي يغير المرء الواقع ، بل لا بد أن يسبق ذلك ايماناً بأن بالجهد والإصرار والصبر يحقق صاحبهم الإنتقال للمستقبل ، بل قد تكون الحكمة الكبرى ، هي عندما يتطلع الفرد إلى تحقيق حياة أفضل بين مجموعة لا ترى من ذلك سوى درباً من دروب الجنون والعبث .

في محطة 🚉 آخرى من السينماء الهوليودية ، يقف المرء مرة ثانية عند أبداع أخر ، فهي بالنسبة للفرد الكوني كما هي بالأصل للمواطن الأمريكي 🇺🇸 الذخيرة التى حمت العقول 🧠 من الدفاعات الحكومية وطعناتها هنا 👈 أو هناك 👉 ، ففي فيلم 🎥 السعي للسعادة (The Pursuit of Happyness ) ، قد يكون حال السجون أفضل من تلك التى يطلق عليها في الولايات المتحدة 🇺🇸 بمآوي المشردين ، والذي يضطر الفرد إلى المسارعة إليها كل يوم ليأخذ مكان في طابور الانتظار الطويل ، لأن غير ذلك سيضطر النوم داخل مراحيض 🚽 ميترو الأنفاق ، وهذا تماماً 👌كان الفيلم 🎥 قد كشفه عندما ضاقت الأحوال ببطل الفيلم الذي كان يؤديه الممثل ويل سميث ، ليجد نفسه أمام حقيقة 😱 قاسية ، عندما تخلت عنه وزوجته وبات وابنه يتسكعان في الشوراع ، لكن الرجل لم يقبل الرضوخ للمقولة الشهيرة والتى ترددها الأغلبية الساحقة ، ( إذا أردت شيئاً بشدة فأطلق سراحه فإن عاد فهو ملك لك ، وإن لم يعد فهو لم يكن لك من البداية ) ، بالفعل ، وعلى الرغم من كل الحواجز التى كانت تشير ☝ بأن الحاضر لا يدخر سوى المستحيل 😳 ، إلا أنه قرر أن يتعلق بالأمل ، لقد شق طريقه إلى النجاح من خلال التصميم والمثابرة ، وبذلك حطم المقولة العبيطة إياها ، والتى كانت قد لعبت دوراً سلبياً في منع الناس من المحاولة مراراً وتكراراً في تحقيق أهدافهم .

في الخاتمة ، وأغلب الظن ، أن جمهورية مثل الولايات المتحدة 🇺🇸 ، هي متعددة العوالم ، ومن إحدى الركائز التى قامت عليها ، هي الشراكة بين القطاعين العام والخاص ، وبعيداً عن المواطنيين وعلى إختلاف مشاربهم ومقاصدهم وثقافاتهم وانفتاحهم وانضوائاتهم في المؤسسات الولايات الرسمية أو الخاصة ، بالطبع ، يظل عدم اكتراث الإدارات المتعاقبة على البيت الأبيض 🏡 لما يدور من تجاوزات داخل السجون ، هو ارتفع النسبة الكبيرة من نزلاء المهاجرين ، فهؤلاء يقيمون جمهورياتهم داخلها ، وبالتالي ، هناك منافسة كبيرة بين الشركات على إستقطاب النزلاء ، لأن ببساطة 🙄، تجارتهم قائمة عليهم ، لكن يبقى السؤال ⁉ الجوهري ، عن أي نزلاء نتحدث ومن أي نوع هؤلاء الذي يدفع علماء النفس التبصر والتبحر في سلوكياتهم ، بالتأكيد 🧐 لا يوجد أمثالهم سوى في الولايات المتحدة 🇺🇸 . والسلام🙋 ✍








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معبر رفح محور توتر بين مصر واسرائيل وضغوط لإعادة تشغيله


.. رفح: القاهرة تتمسك بانسحاب إسرائيل...هل يمكن العودة لاتفاق ا




.. شاشة الجزيرة تستحضر آلاف المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة


.. غزة.. ماذا بعد؟| في ملعب من باتت كرة الاتفاق المقترح في خطاب




.. القسام: مخلفات كمين سابق استهدف قوة خاصة إسرائيلية