الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبير موسي: أمازلتِ هنا؟!

كريمة مكي

2022 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تظنّ أنّ تهريجها الصّارخ الذي أهانت به الأمانة التشريعيّة، يوم كانت نائبة عن الشعب في البرلمان المقبور، قادر اليوم على أن يوصلها للحكم المنشود.
ذهبَ برلمان الإخوان غير المأسوف عليه، بلا رجعة، فلم تجد المناضلة التجمّعية فضاءا تعرض فيه مسرحياتها الرّكيكة المكرّرة و التي ظلّت تستنبطها في كل مناسبة سياسية كما لتقاوم نفاذ صبرها من طول انتظار بلوغ الحكم.
فبعد أن لبست الخوذة و البدلة الواقية من الرصاص داخل المجلس أثناء عملها النيابي مدّعية تلقيها تهديدا بالقتل من الإخوان!!
وبعد أن قضت ليالي ظلماء، في اعتصامها الطويل بالمجلس و هي تنقل للناس أخبارها، وقت نوم الصحافيين، من هاتفها المشتعل في الظلام!!
و بعد أن أتعبها دورها في مسرحية الاعتصام فأوقفتها و استنبطت فكرة أخرى أكثر إثارة فطفقت تحمل بيدها بوقا كبيرا و مضت تطوف في أركان المجلس تتحدث في كلّ شيء و في لا شيء...
و بعد أن فعلت كلّ ما يخطر ببالها لتُبقِي على صورتها في المشهد السياسي فيلتفت لها المموّلين و الناخبين المحتملين...
و أخيرا و بعد أن وجدت نفسها، فجأة، بعد حلّ البرلمان بلا صفة سياسية، فإنها استنجدت بسلاح إضراب الجوع على طريقة المضطهدين السياسيين لتشكو من الرّئيس قيس سعيّد و تتعهد، للشعب، بإزاحته من طريقها.
هاهي اليوم و بعد أن تصوّرت أنّ مسيرة غضبها على الرّئيس قد تُطيح به، لتزامنها مع الأزمة الاقتصادية الطاحنة، و حيث انتهت المسيرة بغير ما انتظرت هي و من معها، فإنها قرّرت أن تقوم بإضراب جوع مفتوح في الطريق العام أمام مبنى وزارة الداخلية...نعم...هكذا في الهواء الطلق!!
و هكذا كان فعلا، و كعادتهم من أيام البرلمان المدحور، جاءتها جماعتها بحشيّة و غطاء و قوارير ماء و أجلسوها لِتُسمعنا حديثها المعتاد عن قيس سعيد الخليفة المتغطرس و الدكتاتور الحاكم بأمره و كيف أنّها اليوم تَعِدُنَا جميعا بأنّها ستفتك تونس منه و ستُرجعها قريبا إلى الشّعب!!
حسنا سمعنا...
سننتظر فقط متى ستفتك السياسيّة الواعدة تونس؟؟؟ و متى ستبرّ، للتونسيين، بوعدها؟
تماما كما كنّا انتظرنا وعدها منذ سنتين و هي تُقسم، أمام المصوّرين، على أنّها ستشنق نفسها إذا ما قامت السُّلطة بفضّ اعتصامها أمام مقر القرضاوي بتونس...
ألم تسمعوها و هي تقول لجماعتها: ʺهاتولي حبل الآن...سأشنق نفسي الآن...قلت لكم سأقتل نفسي الآن...هيا هاتوا الحبل...لن أعيش بعد اليومʺ.
و مازالت إلى الآن أمامنا حيّة ترزق...
و مازلنا ننتظر متى تَصْدُقُ وعدها؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا