الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العمل ؟ افتتاحية العدد 70 من طريق الثّورة

حزب الكادحين

2022 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


‏ تلفظ الشّعوب الدّيمقراطيّة اللّيبراليّة من ‏خلال مقاطعتها للانتخابات سواءً ‏التشريعيّة/البرلمانيّة أو الرّئاسيّة. ففي يوم ‏واحد، الأحد 19 جوان 2022، قاطع أكثر ‏من 54% من النّاخبين في كولمبيا عمليّة ‏التّصويت خلال الدّور الثّاني من ‏الانتخابات الرّئاسيّة وفي فرنسا قاطع ‏‏54% أيضا من النّاخبين الصّناديق في ‏الدّور الثاني من الانتخابات التّشريعيّة. ‏وهذا يدلّ أنّ الديمقراطية الشّكليّة قد ‏تقادمت وأصبحت غير قادرة على مواكبة ‏تحوّلات العصر وتطلّعات الشعوب وهي ‏بالتّالي تتّجه نحو لفظ أنفاسها بما أنّ ‏الشعوب اكتشفت أنّها لا يمكنها ان تغيّر لها ‏واقعها الاقتصادي والاجتماعي. ‏
‏ وفي تونس، مُنيت الدّيمقراطيّة التي أتى ‏بها الانتقال الدّيمقراطي بهزائم متتالية ليس ‏فقط عبر ما أنتجته صناديق الاقتراع من ‏‏"كوارث" سياسيّة لم تنتج سوى الأزمات ‏والمآسي في إطار العشريّة السّوداء، وإنّما ‏أيضا من خلال نسبة مقاطعة الانتخابات ‏في مختلف المحطّات من 2011 إلى ‏‏2014 و2019. فالأمر لا يختلف في ‏تونس عن فرنسا وعن كولمبيا وعن عديد ‏البلدان الأخرى مثل لبنان التي لم تتجاوز ‏فيها نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة ‏‏42% والعراق كذلك لم تتجاوز 41%.‏
‏ وبما أنّ هبّة 25 جويلية قد وجّهت ‏ضربة لما أنتجه الانتقال الدّيمقراطي من ‏خراب سياسيّ وفتحت الأمل أمام قبر تلك ‏المنتوجات وتعويضها بمنتوجات جديدة ‏ومن أهمّها إنتاج دستور جديد لتونس ‏الجديدة، فإنّ هذا الدّستور يجب أن يرتقي ‏إلى تطلّعات الشّعب في ديمقراطية جديدة ‏تُبنى على أسس تقطع مع أسس ديمقراطية ‏عشرية الخراب بدْءا بتغيير النظام ‏الانتخابي وبإعطاء أولويّة للحقوق ‏الاقتصاديّة والاجتماعيّة بالتّنصيص عليها ‏في هذا الدّستور وبتوفير آليات وشروط ‏تحقيقها وتطبيقها على أرض الواقع ممّا ‏يمكّن فعلا من تغيير الواقع الاقتصادي ‏والاجتماعي لفائدة الطّبقات الكادحة التي ‏طالما قدّمت التّضحيات من أجل بناء ‏تونس الجديدة، وطالما انتفضت وروّى ‏شهداءها الأرض بدمائهم من أجل بناء ‏تونس السيادة الوطنية والدّيمقراطية ‏الشعبيّة والعدالة الاجتماعية، وإن لم يقدر ‏جدودنا الذين قاوموا الاستعمار المباشر ‏على عيش ما كافحوا من اجله بسبب ‏الانقلاب على كفاحهم من خلال عقد ‏اتّفاقيات الاستقلال الزّائف وسياسات ‏التّهميش الجهوي والتفقير والاستغلال ‏الاقتصادي والاجتماعي للطّبقات الشّعبيّة ‏الكادحة، فإنّ احلامهم تلك مازالت قائمة ‏ومشروعة وهي ستتحقّق مع أحفادهم يوما ‏ما. ‏
‏ إنّ تونس الجديدة التي كافحت أجيال بعد ‏أجيال من أجل بنائها ممكنة، وهي لن ‏ترضى بأقلّ من ديمقراطيّة جديدة.‏
---------------------------------------------------------------------------------------------------------
طريق الثّورة، نشرية ناطقة باسم حزب الكادحين، العدد 70، ماي-جوان 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -