الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انقذوا فقراء التيار الصدري من اعدائهم الطبقيين من الافندية والمعممين

جاسم محمد الحافظ

2006 / 10 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


معلوم للمهتمين في علم الادارة والتنطيم. ان نظرية النظم تشير الى ان فراغا يحصل ولفترة مؤقتة مابين انحلال نظام عام ادار وسيرشؤون مؤسسات المجتمع لسنوات.
وآخر يتشكل بديلا عنه،ويشغل بهيئات ونظم لايشترط بها ان تستجيب للقوانين الموضوعية العامة لنشؤها وتطورها. بقدر ماتخلقها تجاذبات فوضى الفراغ.
وهذه ظاهرة واجهتها شعوب كثيرة في نهاية القرن الماضي على اقرب تقدير بدأ من أورپا الشرقية ومرورا بافريقيا وآسيا.
والعراق غير مسثنى من ذلك لذا تشغل هذه المرحلة في بلادنا بعد انهيار النظام الديكتاتوري البائد ،وحتى انجاز تقكيل النظام الديمقراطي البديل المرتجى بهيئات ومؤسسات دينية تحظى بالتأييد الحذر، وقوى الاسلام السياسي، الأرهابيه والمتطرفة.
وقوات عسكرية اجنبية محتلة تعلوا مصالحها فوق مصالح شعبنا الوطنية. رغم أختلاف الناس حول دورها. الى جانب ذلك مجموعات الجريمة المنظمة والتي لم تهبط علينا من السماء! بكل تأكيد، بل انها كانت جزءا من مجموعة النظم التحتية المكونة للنظام الديكتاتوري البعثي المقبور. والتي كانت تنشر الرعب بين الناس واصبحت الان رأس الرمح في مقاومة وعرقلة نمو وتطور نظاما جديدا عاما. متقدم علث الذي سبقه ومستجيبا لحاجات التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي المحلي والاقليمي وكذا العالمي. تقوده عناصر وقوى التقدم والمسقبل. من الاحزاب والمناهج والتي من المنطق ان نشير الى ان بعض منها سيصبح يوما عنصرا رجعيا معرقلا لمواصلة حركة تطور النظام الجديد في اطار توازن وتصادم مصالحها مع المصلحة العامة مما سيفضي ذلك الى صراع يلزمها بتحسين وضعها او ابعادها كليا عن النظام العام ، لضمان توفير افضل الشروط لتكامل مسارات تفاعل جميع النظم التحتية وتناسقها لتحقيق الاهداف والامنيات العامة التي تجمع عليها غالبية الاطراف المؤيدة للتغييرات الديمقراطية في اللحظة الزمنية المحددة.
انطلاقا مما تقدم ينبغي دراسة التيار الصدري كاحد العناصر الهامة المالئة للفراغ والذي اتسع لمجموعات متناقضة المصالح تمتد من البؤساء الى السماسرة وتجار الحروباللذين بكل تاكيد يصعب تأطيرهم تحت هيئة سياسية منسجمة تعبر عن مصالحهم جميعا لتباينها.اللهم الا نظاما روحيا تكون فيه حدود النظم التحتية سائبة.
وهذا مايشكل هو الاخر عاملا لصراعات متواصلة كالتي يعيشها الشعب الايراني الصديق من أجل ألاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي منذ أكثر من ربع قرن.

وستخضع مجموعات التيار الصدري حتما الى إعادة الاصطفاف ،بعد أن تكتشف غالبيتها وهم من الفقراء والكادحين، اللذين اجبرهم تراكم مشاعر البؤس والعوز والخيبة والخوف،كمخرج لعذاباتهم ومحنهم إلى الايمان بالمعجزات التي تقدمها القيادات الروحية لهذا التيار لحل مشاكلهم... إنة ضرب من الوهم الأكيد وإن تلك القيادات ممثلة بالشاب السيد مقتدى الصدر (الذي لم تزكي الحياة حنكته السياسية ولم يرث عن أسلافه غير المكانة الاجتماعية)


جعلهم غير محصنين وعرضة للابتزاز ومحاولات الاحتواء من قبل بعض قيادات احزاب الاسلام السياسي النافذة لتعضيد رصيدها الانتخابي ليس إلا. مثلما تسعى القيادات المتطرفة لهيئة علماء المسلمين من جانبها الى التنسيق مع القيادات المتطرفة لهذا التيار لتطابق مصالحها في افشال التجربة الديموقراطية في العراق.
ولحشد الفقراء في ألأتجاه المتعارض مع مصالحهم الطبقية والتمهيد لعودة الاستبداد.

لذا فأن مصلحة الشعب العراقي عامة يستوجب إنقاذ جماهير التيار الصدري من الافكار الظلامية والمتطرفة التي تعبث بمصائرهم ومستقبلهم وذلك من خلال:

1-تعميق النهج الديمقراطي بفك الحصار المضروب على النشاطات والفعاليات السياسية والثقافية للقوى التقدمية واللبرالية ومنظمات المجتمع المدني في المناطق والاحياء الفقيرة وألزام الدولة بحمايتها من إعتداءات وضغوط التيارات المناهضة للتقدم.
2- حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتقديم الخدمات الضرورية لمدن وأحياء هذه الفئات الاجتماعية وإعادة تأهيلها.وفقا لشروط العيش اللائق والكريم.
3-توسيع شبكة التعليم وخاصة المهني وإلحاقها بورش انتاجية يعود ريع منتجاتها لتطوير تلك المؤسسات والبيئة المحيطة بها.وتشجيع الشباب العاطلين عن العمل بالالتحاق بها لتحسين مهاراتهم الفنية وعلى اسس علمية حديثة، ووفق برامج وطنية تستجيب لحاجات سوق العمل من طاقات تلك الكوادر الوسطية في عملية ادارة واعمار العراق، وتحت شروط قبول ميسرة ومشجعة ، خاصة وان اجيالا كثيرة لم تحظى بفرص التعليم ابان العهد البائد لأسباب معروفة.
4- التصدي الحازم لجميع الميليشات المنتشرة في آحيائهم والمسغلة لأوضاعهم البائسة لإنهاء مظاهر التسلح التي تخلق بيئة سلوكية صالحة للعنف لايستقيم معها الدعوة إلى إعادة بناء المجتمع على اسس انسانية وحضارية بعيدة عن التعصب الطائفي والعنصري والقبلي.

إن الكادحين والفقراء من مناصري التيار الصدري وغيره من الاحزاب الوطنية هم أصحاب المصلحة الحقيقية في التغييرات الثورية الجارية في بلادنا. وهم اللذين بتضحياتهم الجسيمة وتحت وزر ثقل الجرائم التي ارتكبت بحقهم انهارت الديكتاتورية البعثية السوداء وإلى الابد.. وفتحت امام شعبنا ابواب المستقبل الزاهر. فلا تدعوهم فريسة لاعدائهم الطبقيين آفندية كانوا ام معممين.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسام زملط لشبكتنا عن هجوم رفح: نتنياهو تعلّم أن بإمكانه تجاو


.. من غزة إلى رفح إلى دير البلح.. نازحون ينصبون خيامهم الممزقة




.. -الحمدلله عالسلامة-.. مواساة لمراسل الجزيرة أنس الشريف بعد ق


.. حرب غزة.. استقالة المسؤول عن رسم الشؤون الاستراتيجية في مجلس




.. دكتور كويتي يحكي عن منشورات للاحتلال يهدد عبرها بتوسيع العدو