الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالد ابو هلال يعلن بدء الحرب الأهلية

سامي الاخرس

2006 / 10 / 9
القضية الفلسطينية


منذ أن نجحت المؤامرة الديمقراطية التي إنخدعنا بها وانجذبنا لبريقها الملعون الذي اضفاه عليها بريق اوسلو القذر وتبعاته ، وانجرار قوي المقاومة خلف هذا السراب وإلقائهم للبندقية مقابل مقعد بمجلس تشريعي لا يملك من الصلاحيات سوي صرف السيارات لأعضائه وتنصيبهم بلقب وزراء ووكلاء ... الخ من المسميات التي تكلف الميزانية الخاوية اصلا أعباء مالية ضخمة من رواتب وبدل مهمات ونثريات وسفريات ... الخ ،وبعملية حسابية سنجد أن عدد الوزراء في حكوماتنا فاق أكثر بلدان العالم ، ولم تجد عضوا من المجلس السابق لم ينل شرف هذا اللقب والتمتع بمزاياه إلا من رحم ربك ، ويبدو أن المجلس الحالي يسير علي نفس الخطا ، " خير خلف لخير سلف" .
ونعود لديمقراطيتنا التي أوحلنا بمستنقعها وتحقيق العدو الصهيوني من خلالها ما لم يتمكن من تحقيقه في أي مرحلة من مراحل النضال الفلسطيني ، فجيشه وطائراته ودباباته تقتل يوميا وتقصف يوميا وتصول وتجول في القري والمخيمات والمدن ، ومقاومينا ينشغلون بالمؤتمرات الصحفية واستعراض العضلات في المظاهرات ، وإثبات القدرة علي التحدي في مواجهة بعضها البعض ، وتحولت غزة والضفة لبؤرة موت ،وعصابات أغتيال وقتل وفق الانتماء ، كما وتحول سماء غزة لفضاء صافي لأجهزة الاستخبارات العربية والاقليمية والعالمية ،وخاصة الاقليمية التي تحيك أنجس وابخس المؤامرات ضد قضيتنا الوطنية مستغلة إنشغال فصائلنا في اللهث خلف مصالحها ومصالح بعض القيادات الورقية التي في سوق النخاسة لا تسوي ثمن ما ترتدية من أفخر الملابس المستوردة بربطات العنق .
وفازت حركة حماس بأغلبية ساحقة في الانتخابات لتبدا مرحلة جديدة من حياتها ، وكأن التاريخ يعيد نفسه مثلما غرقت فصائل منظمة التحرير في وحل الاستسلام وتحولها من فصائل مقاتلة لفصائل البساط الأحمر وربطات العنق وسيارات الوزراء والرئاسة ...الخ لا تؤمن بشرعية البندقية في عملية التحرير ، ووجه الاختلاف الوحيد هو تمسك حماس بشعار "الثوابت الوطنية" الذي من وجهة نظري ما هو سوي شعار لذر الرماد في العيون ،والحفاظ علي أخر خيوط المقاومة .
ومع تشكيل حكومة المرحمة الفلسطينية التي أعلن عنها رئيسالوزراء بخطاب تشكيل الحكومة ،بدأت عملية التنفيذ الفعلي للمؤامرة وتشابكت خيوط العنكبوت لترسم سيركها لاصطياد الفريسة ، حيث حوصر شعبنا الفلسطيني من الخارج ،وتحول العالم لشاهد علي قتله جوعا ، وانطلقت غربان الظلام تتابع صيدها وتحيك خيوط الشبكة التأمرية فعبثت بما تبقي من استقرار وأمن ، فأنجرت حكومتنا الفلسطينية من خلال تشكيل القوة التنفيذية بقرار من وزير الداخلية بناء علي مشورة المراهقين سياسيا ، وجلادي الشعب الذي نصبوا في مواقع قيادية وهم حثالات لا يسون شيئا في سوق العبيد ... فورطوا الحكومة وكتائب القسام بأكذوبة لطخت ايديهم الطاهرة بدماء ابناء شعبهم تحت بند حفظ الأمن .
وبعد ست اشهر من تشكيل حكومة المرحمة وانقطاع الرواتب نتاج الحصار بدأت تستكمل باقي فصول المؤامرة وخرج الموظفون يعلنون الاضراب والمطالبة برواتبهم وتبعهم الموظفون العسكريون بالخروج بمظاهرات ، فتعاملت معه الحكومة بردة فعل عكسية وارتكبت خطأ جسيم سيدفع ثمنه الوطن الذي تخلت عنه منظمة التحرير منذ أن تخلت عن الثوابت ، وتحول الحلم بفلسطين لكابوس غزة أريحا .
ولم تيقن الحكومة حجم المأساة التي يعيشها شعبنا ، وكان الأجدر بها أن تدعم إضراب الموظفين وتقف معه ضد من يحاصر ويعاقب هذا الشعب ، ولكنها ابت واستكبرت فأعلن المتحدث باسم الداخلية عن قرار الوزارة بمواجهة المضربين والمحتجين المارقين ( حسب وصفه ) بالقوة ، أي فعليا إعلان نذير الحرب الأهلية ، وغشعال فتيل الفتنة التي تتقد نيرانها يوما تلو يوم ، هذه النيران التي ستحرق الوطن وستحرقنا جميعا ، لن ينجو منها السيد خالد أبو هلال أو الحكومة الفلسطينية ، أوفتح أو ممن يستغلون جوع الموظفين سياسيا ، بل ستحرق كل شيء ، وسيجنب ثمارها العدو الصهيوني الذي يبدو إنه سيحقق أكثر الأهداف التي سعي لتحقيقها خلال ثمان وستون عاما من مواجهته لصخرة الثبات الوطني الفلسطيني .
ومن نابع حبنا لهذا الوطن وحرصنا فلتسقط فعلا الحكومة الفلسطينية ، فلتسقط بمفهومنا نحن وليس بمفهوم المتأمرين ، سقوطا يرحمنا من خروج حماس من خندق المقاومة ، فنحن لا نحتاج حماس هناك في المجلس التشريعي ، وتحت قبة البرلمان الواهيه ، نحتاجها في خنادق الشرف والكرامة ، خنادق البندقية وحماية المشروع الوطني والمكتسبات الوطنية ، حماية الثوابت قولا وفعلا ، هذه الثوابت التي راح من أجلها آلاف الشهداء وعشرات القادة .
فلتسقط الحكومة فموقعكم ليس في مسلسل الهدنة والتهادن طويل الأجل ، وإنما في الذود عن الوطن ، والثوابت التي استشهد من أجلها الشيخ احمد ياسين ،والدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ،ويحي عياش ،وصلاح شحادة . هذا الموقع الذي نحتاج به أبناء القسام ،وهذه البندقية التي نريد ، فلا نريد بندقية تقمع وتقتل أبناء شعبها لتحقيق مآرب بعض المتسلقين المنتفعين .
ولنحمي الوطن وليقول شعبنا كلمته ... هذه الكلمة التي ستحمي ابنائه من الموت والقتل تحت رحي هواة الفضائيات والمؤتمرات الصحفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات