الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلامة الأردن مصلحة أردنية فلسطينية عربية فلا تعرضوه للخطر بسبب كرة القدم!

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2022 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


شيع الأردنيون جثمان الطفل حسن أبو رمضان الذي قتل باعتداء بواسطة " طوبة " خلال احتفاله هو وبعض الأطفال بفوز فريقهم نادي الوحدات على منافسه النادي الفيصلي ضمن بطولة الكأس يوم الجمعة 14/ 10/ 2022، وساد الغضب والحزن الشديد الأردن، وعبر الأردنيون عن رفضهم لتعصب وجهل وتصرفات بعض مؤيدي الفريقين المتنافسين المشينة الطائشة، وعن نفاذ صبرهم وخيبة أملهم لأنهم يعتقدون أن كرة القدم هي رياضة أخلاق وترفيه عمادها التعاون ونبذ العنف.
وبالرغم من عقد المباراة الأخيرة بدون جمهور، إلا أن المشجعين للفريقين المتنافسين تجمعوا في أكثر من مكان، وتبادلوا نفس الشتائم وهتافات الكراهية والعنصرية، واعتدوا على الممتلكات. الشعب الأردني بأكمله حريص على وحدته وسلامة نسيجه الاجتماعي؛ ويرفض بشدة ما تتخلله مباريات الفيصلي والوحدات من أعمال شغب وتخريب، وهتافات كراهية تمس الهوية الوطنية الأردنية الجامعة، وتبث الفرقة والكراهية والعنصرية بطريقة تتناقض مع نوايا الجمهور الذي يحضر المباريات، أو يشاهدها متلفزة للاستمتاع برياضته المفضلة، وليس لتشجيع فريق يمثل اتجاها سياسيا عنصريا يتجاوز قيم المجتمع ويحرض على الفتنة، ويشكل ظاهرة خطيرة قد تعرض الأردن لتداعيات تهدد استقراره ووجوده.
الأردن وطن لكل من يحمل جنسيته، والشعب الأردني شعب واحد، ولم ولن يكون غير ذلك، وسيظل قويا عصيا على الشرذمة لأسباب عدة من أهمها أن الأردنيين وإخوانهم من أصول فلسطينية هم أبناء الأردن الواحد الموحد، تجمعهم أعظم وحدة اندماجية عربية، وتتشابك مصالحهم السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتربطهم علاقات نسب وقرابة واسعة الانتشار والتشابك تعزز وحدتهم وعلاقاتهم الجمعية.
لا شك أن الدولة الأردنية تتحمل جزأ كبيرا من المسؤولية عما حدث لغضها الطرف عن تسييس الناديين، وتجاهلها لهتافات وشعارات الكراهية والفرقة التي يطلقها مثيرو الشغب، ولم تتخذ إجراءات صارمة ضدهم منذ البداية بمسائلتهم قانونيا، واعتقال من يرتكبون مخالفات مسيئة للوحدة الوطنية، والحكم عليهم بأقسى العقوبات ليكونوا عبرة لغيرهم؛ أضف إلى ذلك ان الإعلام والإدارات المسؤولة عن الناديين ساهمت في تكريس هذا الوضع من خلال قبولها بإضفاء أبعاد سياسية وجهوية عليهما، وفشلها في تثقيف فرقها وجماهيرها بالتركيز على أن الرياضة والنوادي الرياضية تجمع أبناء الوطن الواحد، وتساهم في ترفيههم وتثقيفهم، وتعميق إحساسهم بالانتماء لوطنهم والاعتزاز به وبوحدته وانجازاته.
استقرار وسلامة ووحدة الأردن مهمة جدا لمصالح ومستقبل الشعبين الأردني والفلسطيني؛ ولهذا فإن الذين يستغلون الرياضة للإساءة لوحدة الأردن هم جهلة لا يمثلون الشعب الأردني، ولا يخدمون إلا أعداء الأردن وفلسطين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر