الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستطيع السوداني أن يبني ما هدمه الآخرون ؟

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


عملية التهديم تكون بسيطة ولا تحتاج إلى عقول أو تخطيط أو خبرة لأنها تعتبر عملية يقوم بها الجهلاء في المعرفة والسياسة وتعتبر عملية فوضى وليست منظمة أما البناء يحتاج إلى خرائط وبرامج وعلم وتخطيط ويكون بهدوء وعقول راجحة ومسؤولية وذكاء ويقظة وانتباه.
إن السوداني أعلن استعداده للبناء والإخلاص والنزاهة والقضاء على سلبيات الماضي .. هل يستطيع السوداني إنجاز العملية الإصلاحية من خلال ما تحيط به وتشرف عليه وزكته لمنصب رئيس الوزراء نخبة من المسؤولين عن سلبيات الحكومات السابقة التي استمرت عشرون عاماً أوصلت العراق إلى ما نحن عليه الآن من أمراض مزمنة لا يمكن علاجها إلا بأيدي عناصر جديدة تقوم بعملية إصلاح وتغيير المرحلة الماضية.
نخشى أن يتعرض السوداني إلى عملية غسل دماغ وضغوط من الدائرة التي تحيط به ومنحرفة عما ينوي القيام به من إنجازات إيجابية تصب في مصلحة العراق وطن وشعب.
إن الشك وعدم اليقين يحيط برئيس الوزراء السوداني لأنه عاش وترعرع في أحضان حزب الدعوة العراقي الذي هو أحد أقطاب الإطار التنسيقي الذي رشح السوداني لمنصب رئيس الوزراء كما أنه مارس نشاطه السياسي في عدة وزارات عراقية كانت يرأسها ويديرها الإطار التنسيقي فهل من المعقول أن هذه السنوات لم تترك آثارها السلبية على نشاط وعمل السيد السوداني ؟
إن هذه الفترة الزمنية التي عاشها ومارس أعمالها السيد السوداني تجلب الشك والحساسية لدى الأحزاب والكتل السياسية التي ترفع راية الإصلاح والتغيير تجاه عمل السوداني واستطاعته أن يقوم بعملية تهديم وبناء ما قامت به الحكومات السابقة التي كان السوداني أحد أفرادها.
أمام السوداني مرحلة صعبة وحساسة ومحرجة لأن المطلوب منه تجاوز سلبيات الحكومات السابقة المحاصصة والفساد الإداري الي اعترض عليه أحد مفاوضي الإطار التنسيقي مع السيد الصدر وقال له : إن سجون العراق سوف تمتلئ بهم وكذلك المحسوبية والمنسوبية ومكاتب الأحزاب السياسية واستحواذها على المنافذ الحدودية وأنابيب النفط والاستحواذ على ممتلكات الدولة وغيرها بالتأكيد إن السوداني سيواجه معارضة وضغط شديد من أجل تجاوزها مما يثير غضب وعدم رضى لدى الأحزاب والكتل السياسية الأخرى وسوف تعود المظاهرات والاعتصامات إلى الشارع العراقي ... وخلاص السوداني من هذا الحرج والحساسية أمامه طريقتين للخلاص منها أما الاعتذار عن تسلم منصب رئيس الوزراء وأما الاستعجال وتحديد موعد لإجراء انتخابات مبكرة وترك الموضوع للشعب هو الذي يحسم الموقف.
ويضاف إلى ذلك أن القوى السياسية والكتل المعارضة تعتبر الحكومة غير شرعية لأنها تمت وأنجزت من خلال عملية التفافية باطلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار