الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا تهتم القيادة الشيوعية العراقية بذكرى 8 شباط ؟

غدير رشيد

2022 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


- هذا موضع كتبت عنه سابقا دون جواب، وأعود إليه لمعلومة إستفزتني وأرقتني ليومين، المعلومة أنقلها من قناة يوتيوب للسيد نبراس الكاظمي عنوانها ( كام الداس ياعباس ) وهي قناة رصينة جدا.
- ينقل السيد الكاظمي عن حادث حدث في الكاظمية بعد 8 شباط 1963 حيث دفن البعثيون شيوعيا عراقيا شابا وهو حيا وإسمه ( سيد وليد سيد إبراهيم الحكيم / من أهالي السماوه ) وإسم من دفنه هو ( عباس حمادي/ وهو من الناصرية ) وهو الآن- أي المجرم- مليارديرا حصل على أمواله لأنه كان وكيلا وواجهة لنظام صدام فاحتفظ بأموال النظام وهو يتجول بطائرته الخاصة في دول العالم بين فرنسا وكندا وأسبانيا دون خوف فيما دفنت آمال شاب وعائلته لسبب بسيط إنه إنتمى للحزب الشيوعي، علما إن إسم الجاني ذكر في كتاب (المنحرفون) الذي أصدرته حكومة (عبد السلام عارف) في 1964 وذكر فيه جرائم أخرى للمجرم نفسه.إستفزني الخبر فرويته لزوجتي فأعلمتني بخبر أشد إيلاما ، فقد دفن البعثيون شابين من أقربائها أحياء بعد شباط 1963.
- وفي رأيي إن العوائل الشيوعية يمكنها أن تروي آلاف القصص المرعبة عن أساليب التعذيب الوحشي التي إبتكرها البعثيون الذين حولوا المدارس والملاعب الرياضية والمسارح إلى معتقلات لأول مره في العراق وفي العالم، قصص دفنت ونسيت مع أصحابها الذين كانوا يعتقدون إن تضحياتهم ستكون نبراسا للعراقيين وعلى الأخص الأجيال الشيوعية اللاحقة وإنهم سيبقون أحياء في ضمير العراقيين وستتجدد حياتهم مرة واحدة سنويا على الأقل، وهو مالم يحصل.
- لا لوم على المواطن العراقي البسيط لأن رفاق من ماتوا يتجنبون ذكرهم، وإذا كانت ظروف العمل السري حرمت القيادات الشيوعية المتعاقبة من الإحتفاء بهم بسبب ظروف العمل السري، ولكن مرت على الحزب الشيوعي فترتين عمل بها الحزب علنيا وفي الحالتين لم يتذكر الحزب ضحايا شباط 1963 بما يليق بهم.
- بعد 1973 وإقامة الجبهة الوطنية مع البعث لم تجرؤ القيادة الشيوعية حتى على ذكر قادتها شهداء 1963 ، بل إنهم كانوا يشاهدون إحتفالات البعث بعروس الثورات، أي إنقلاب 8 شباط 1963 دون أن ينبسوا بكلمة، ولا أعرف كيف كان يمر يوم 8 شباط عليهم إنسانيا من 1973 إلى 1979 أي أيام الجبهة، وهم يشاهدون أعدائهم يرقصون فرحا بذبحهم عشرات الآلاف من رفاقهم، وكانت المأساة إبتكار أحد القادة الشيوعيين آئنذاك ( ماجد عبد الرضا ) لمصطلح العسف الثوري ليبرر للبعث إجرامه ويصف جرائمه بأنها عمل ثوري ولكن فيه تعسف.
- الطامة الكبرى بعد 2003 وفيها أتيحت للحزب حرية كاملة شأنه شأن غيره من الأحزاب بل إن السلطة الحاكمة ترحب بكل إنتقاد للبعث، بل كان عدد من مجرمي 8 شباط أحياء ولم يكلف الحزب الشيوعي نفسه حتى في البحث عنهم وإحالتهم للقضاء، وفي كل عام من 2003 ولحد الآن يمر يوم 8 شباط كيوم عادي قد يكتب فيه مقالة عامة بدون تفاصيل عما قدمه شهداء من تضحيات أوتقديم الجانب الإنساني والإجتماعي والقيمي لصمود رفاقهم والبناء عليه لتوعية الشباب العراقي عن أهمية المبدأ للإنسان بدل من الشكوى بأن عراقيي مابعد 2003 يختلفون عن عراقيي ذلك الزمان وهي فكرة بائسة تتبناها القيادة الشيوعية كما يبدو.
- لا أعرف ولم أقرأ أو أسمع عن اية ردة فعل سلبية من عوائل شهداء الوطن والحزب الشيوعي تجاه القيادة الشيوعية ولم تبادر تلك العوائل على الأقل أو حتى أصدقاء الضحايا إلى الضغط على قيادة الحزب لتجديد ذكرى أحبائهم. إن تجاهل الشهداء خلق ورسخ مفهوما لدى العراقيين من العوائل اليسارية وخاصة الشباب إن من يموت لا يخسر إلا نفسه ويضيع عائلته بعده وإن قضية الرمزية والقدوة كلام لاقيمة له فمالذي يدفعهم للعمل الشاق والمتعب والتضحية كما فعلها من سبقهم ولم يحصلوا إلا على النسيان.
- المشكلة إن قضية 8 شباط ليست قضية عابرة سياسيا وإجاتماعيا ووطنيا، إنها قضية دولية بل هي أحد اهم ملامح الحرب الباردة وهي نقطة تحول في مسار العراق الحديث تجلت مظاهره في الأحداث التي تلته وليومنا هذا. الحدث له أبعاد دولية لإرتباطه الوثيق بالحرب الباردة آئنذاك وهو مالم يحصل في بلد عربي آخر أو في دول المنطقة خاصة بتفاصيله الكثيرة.وقد كشفت وثائق دولية معلومات جديدة عن التحالف الغريب بين قوى محلية مثل الكرد والمرجعية الشيعية وإقليمية مثل عبد الناصر وسوريا وتركيا وإيران والسعودية إضافة للقوتين العظمى بريطانيا وأميركا وترحيب صيني واضح وسكوت سوفيتي تجلى بقناعة السوفيت لاحقا بأن النظام العسكري في أي بلد عربي هو أفضل من أي حزب شيوعي لن يستطيع الوصول للسلطة ولا يقدم شيء للسوفيت وهي القناعة الني تبناها جناحا سوفيتيا مهما من رموزه بريماكوف ودفع ثمنها ىلاف من الشيوعيين بعد 1979.
- لا أتوجه بكلامي هذا إلى القيادة الشيوعية فقد وجهت لها سابقا دعوة للإحتفال بهذه الذكرى عبر الحوار المتمدن وقبل الذكرى الخمسون للحد ثولم تكترث لأسباب مجهولة،أوجه دعوتي لعوائل شهدا 1963 من الشيوعيين وهم منتشرون في العراق وخارجه للإستعداد للإحتفال بالذكرى الستين لـ 8 شباط التي ستمر علينا في 8 شباط 2023، أعيدوا الحياة لشهداؤكم بإعادة ذكراهم فمن غير المعقول أن يحرموا من الذكر ولو لمرة واحدة سنويا، إنه حقهم عليكم فلا تقتلونهم مرة ثانية.
- وأتوجه للشيوعيين العراقيين في داخل العراق، إستعدوا من الآن، فكروا بجمع صور الشهداء وعرضها في الشوارع ، وكتابة قصصهم، وفكروا بأعمال فنية ومعارض كتب وندوات ثقافية وشعرية. قدموا للشباب العراقي نماذجا وطنية تعزز من وطنية الشباب وإنتماؤهم.
الأمم الحية تعيد ذكرى أبطالها ليس لمجرد الذكرى بل إعطائهم حقهم أولا وتشجيع الشباب على السير على خطاهم بدل التيه الذين هم عليه الآن، الماضي أساس الحاضر ومحرك للمستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قتلاكم وقتلاهم
طلال بغدادي ( 2022 / 10 / 19 - 20:23 )
تحالف الشيوعيون مع البعث عام 1957 في جبهة وطنية !!
بعد 1958 انقلب الشيوعيون على حلفائهم وطالبوا باعدامهم ونكلوا بهم ، المقاومة الشعبية و قطار السلام و ....
أنتقم البعثيين في شباط 1963 بأبشع طريقة ممكنة.
عاد الشيوعيون للتحالف مع البعث في جبهة لا وطنية ولا تقدمية وارتضوا البعث حزب قائدا من اجل بعض المناصب وحفنة من الدولارات.
طرد البعثيون الشيوعيين وطاردوهم بعد انتهاء الحاجة اليهم .
انتقل الشيوعيون الى شمال العراق واقتتلوا مع الاكراد.

ماعلاقة العراقيين غير المنتمين بهذا الصراع المحموم على السلطة؟؟
دمرتم بصراعكم بلدنا

اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد