الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا سيمون خوري

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2022 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ما اصعب ان نكتب عن اناس نحبهم بصيغة الماضي. وما اصعب ان يكون هذا الانسان هو الكاتب المبدع، المعطاء سيمون خوري. رحلت جسدا عن عالمنا لكن روحك ستبقى تحلق فينا: الناصح الامين، والاخ الجميل، والاب الحنون. كلماته كانت مثل عصا موسى التي لابد ان تخرجنا من ضفة الضيق الى ضفة الفرج. حين قرر ان يجمع مقالاته المنشورة في موقع الحوار المتمدن في كتاب تحت عنوان: (لا لون للماء)، طلب مني ان اكتب مقدمة الكتاب مع صديقه طلعت ميشو او الحكيم البابلي، لم اصدق اذني واخذت اهذي برغبته التي كانت اكبر من كل توقعاتي اذ كنت ابدأ للتو ككاتبة. حين ارسلت له المقدمة وكان عنوانها: (لا يهزم السلطان إلا قصيدة وشاعر )، لم اصدق ايضا اذني وقد كتب لي بعد ارسال المقدمة : بأنني املك موهبة حقيقية. لا امدح نفسي بقدر ما امدح انسان فاق كرمه كل كرام الزمان الماضي. قلت في مقدمتي: بأنه كان المثقف الحقيقي والملهم في إحداث الفعل والتأثير في حياة الكثيرين، وفي تلمس اوجاع الناس والتعبير عنها ببراعة. كان الاستاذ سيمون خوري خير مثال لمقولته: من لا يعرف الحب لا يعرف معنى الحياة. وحدهم المبدعون من يخلدون الزمن، ووحدهم المبدعون من يخلدهم الزمن. ذهبت الى لحدك غريبا وبعيدا عن فلسطين التي احببت ومضيت كما قلت بعد حياة اشبه بزهور اصطناعية لا طعم فيها ولا روح. عكا التي كانت حاضرة في مقالاتك، لم تحزن لأنك سامرت من دونها بحرا جديدا، لأنها تعرف جيدا بانك بقيت تغار من الطيور المهاجرة الى الشرق، وقد ملئت طريقها المقدس حبا وابتسامة. سمعت صوت الاستاذ سيمون لمرة واحدة. كان اتصالا قصيرا، بيدا انني شعرت وكأنني واحدة من افراد عائلته، اذ كنت اسمع صوت زوجته من خلال صوته، اخبرني عن احفاده حين شاركوا بفطور جماعي في صفهم الدراسي بطبق الزيت والزعتر، وسمعت ضحكته لان المعلمة لم تعرف ما هو الزعتر، ومشقة احفاده وهم يشرحون لها ماذا يكون الزعتر. كأنه اراد ان يقول لي: لابد للأجداد ان ينقلوا تاريخهم للأحفاد. لم يخفي في مقالاته بأن احفاده يعرفون جيدا بأنه يحب اشجار الزيتون المقدسة، زيتون الناصرة والكرمل وعكا.
اي بحر فارقت، واي وطن سيشتاق لك، وانت النهر الذي لا نشك بجريانه والوطن والماء والحياة بألوانها.
اتقدم بأسم مؤسسة الحوار المتمدن بخالص التعازي الى عائلة الاستاذ سيمون خوري والى جميع اصدقاءه. وستبقى خالدا بتاريخك وابداعك ورسالتك الانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيمون خوري ترك قنديله مُضيئاً ورحل
ليندا كبرييل ( 2022 / 10 / 20 - 11:44 )
الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة

خبر محزن حقا
مضتْ اثنتا عشرة سنة على مقالي الذي وجّهتُه إليه عندما علمتُ بخبر مرضه
(الأستاذ سيمون خوري : كنْ قوياً , لا تهادنْ !)
في المحاور التي كتب فيها كانت له مواقف جليلة في كل القضايا التي تتعلّق بالإنسان
حتى في محور الكتابات الساخرة لم يفوِّت فرصة إلا وأشار إلى همّه بالقضايا المقلقة التي تجتاح مجتمعاتنا العربية
من عادتي أن أتذكّر مآثر الأصدقاء الذين رحلوا وتركوا أطيب انطباع في نفسي
للراحل الأستاذ سيمون مقال قديم رائع عنوانه
في حفلة زيزي حتى القطط والكلاب/ تعلمت معنى المساواة
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=203741
حدثنا فيها عن كلبهم المستر أليكس وحضوره عيد ميلاد القطة زيزي

أخونا الحبيب سيمون خوري كان أستاذاً في تقديم نموذج الأخلاق العالية، مثال الإنسان المُحِب كل أطياف البشر
هزمه الموت ..
نودِّع هذا الإنسان النبيل الذي ترك قنديله مُضيئاً ورحل
إلى عائلته الكريمة وأصدقائه أتقدم بأحر التعازي
شكراً لك أختنا القديرة على لفتة الوفاء
وأتمنى لك حياة طيبة
احترامي


2 - رجاء انشروا تعزية دصادق الكحلاوي لاسرة فقيدناالطيب
المتابع ( 2022 / 10 / 20 - 18:25 )
سيمون خوري-لقد اتصل بي الزميل د صادق قبل دقائق راجيا نشر تعزيته التي كتبها هنا لاسرة الفقيد ولكن ظهر انه معاقب ولايدري السبب وشدد الزميل ان يستثني الحوار المتمدن رسالته في التعزيه من العقوبة اذا كان ولابد ان يعاقب خاصة وانه لم يكتب شيئا في ال24ساعة الاخيره-مرة ثانيه ندائي الشخصي للحوار المتمدن بنشر رسالة تعزية الزميل د صادق لعائلة فقيد الحوار المتمدن الراحل سيمون خوري لروحه السلام العطر


3 - شكرا دكتور صادق الكحلاوي
الاستاذ المتابع والاستاذ صادق الكحلاوي ( 2022 / 10 / 20 - 21:41 )
الاستاذ الدكتور صادق الكحلاوي كلمات التعزية التي اردت ان تقولها بحق الاستاذ سيمون اتلمس سر جمالها وصدقها لك السلام ولروح صديقنا الغالي الرحمة والخلود


4 - وتتوالى صدمات الفقدان
فؤاده العراقيه ( 2022 / 10 / 20 - 23:35 )
خبز محزن للغاية في زمن لم يعد يحتمل المزيد من القهر
جهاز اللابتوب الآن مفتوح على مقالته ملاءات بيضاء ...وقمرُ أحمر ..؟ منذ 12 عام لأعيد قرائته وقراءة التعليقات التي تتصدرها تعليق العزيزة ليندا الذي بقي عالقا بمخيلتي واتأمل هذه الحياة....ا
اتأمل هذه الحياة بكل قسوتها وبكل غربتها وانا حزينة جدا لفقدان كتّاب احببناهم وعشنا معها اصدق اللحظات من خلال هذا الفضاء الشاسع الذي جمعنا معهم
لروحه السكينة والبقاء لاهله ولمحبيه وكلنا سنرحل يوما عن حياة تزداد علينا قهرا
شكرا لهذه الالتفاتة عزيزتي عبلة


5 - كل دقيقة ونحن بخير بوجود الأحبة
ليندا كبرييل ( 2022 / 10 / 21 - 05:06 )
صباح الخير
للحضور الكريم أطيب تحية وسلام، وأشكر العزيزة الأستاذة فؤادة
بالفعل يا عزيزتي تصبح الحياة مملة وكئيبة بفقدان الأصدقاء
أتمنى للجميع الصحة والعافية ودوام الحضور لِرفْدنا بأفكارهم وخواطرهم الجميلة
تفضلوا احترامي


6 - استاذنا الاجمل سيمون خوري
الصديقات الغوالي ليندا وفؤادة ( 2022 / 10 / 21 - 20:49 )
تحياتي الطيبة للصديقات الطيبات ليندا وفؤادة يجمعنا الوفاء ل ارث استاذنا سيمون خوري وهو الانسان المبدع الذي لم يدخر وقته الا للخير او في السعي بالخير من اجل ذلك نشعر بالحزن الشديد على فراق استاذنا المبدع سيمون خوري واعرف تمام المعرفة ان الكلمات تقف عاجزة امام مصابنا الكبير لكنها الاقدار التي لابد ان تصيبنا له من قلوبنا دمعة وفا

اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن