الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العمل ؟ افتتاحية العدد 71 من جريدة طريق الثورة

حزب الكادحين

2022 / 10 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


‏ جرت يوم 25 جويلية 2022 عمليّة ‏الاستفتاء على الدّستور الجديد للبلاد، ‏والذي كان ثمرة من ثمار الهبّة الشعبيّة ‏التي عرفتها البلاد قبل عام ونتيجة لعديد ‏القرارات والإجراءات التي اتّخذتها ‏رئاسة الدّولة في إطار الصّراع بين ‏منظومة 14 جانفي التس جثمت على ‏الشعب طيلة ما يزيد عن عشر سنوات ‏وبين مسار 25 جويلية الذي يمثّل استعادة ‏لمطالب الانتفاضة التونسيّة (17 ديسمبر ‏‏2010) وإحياءً لها بعد أن انقلبت عليها ‏الرّجعيّة بجناحيْها الدّيني والليبرالي ‏وأسّست مسار "الانتقال الدّيمقراطي" ‏الذي انخرطت فيه القوى الانتهازيّة بحثا ‏عن فتات يتساقط من موائد كبار اللّئام.‏
‏ ولئن حشدت القوى الرّجعيّة ‏والانتهازية المعادية لمسار 25 جويلية ‏كلّ طاقاتها المالية والإعلامية وعلاقاتها ‏الخارجيّة وافتعال الحرائق والمعارك ‏الثانويّة من أجل إفشال عملية الاستفتاء ‏بالتحريض على مقاطعتها او التصويت ‏بلا، فإنّ أكثر من 90 بالمائة من ‏المصوّتين وافقوا على الدّستور الجديد ‏وكانت نسبة المشاركة مقبولة بالرّغم من ‏الظّروف الطّبيعيّة والسياسيّة والاجتماعيّة ‏واللوجستية الصّعبة. وقد غابت عن عمليّة ‏التّصويت مظاهر التّأثير على النّاخبين ‏التي رافقت المحطات الانتخابيّة السّابقة ‏ما عدا بعض المحاولات من قبل ‏الرّافضين للاستفتاء والتي تصدّى لها ‏الشّعب بإشاعة مظاهر البهجة والتعبير ‏عن القطع مع منظومة الفساد والاستبداد ‏والاستغلال ورموزها خاصّة من الإسلام ‏السياسي.‏
‏ وإذا كانت المصادقة على الدستور ‏تمثّل محطّة مهمّة في مسار تغيير ‏الأوضاع السّائدة، فإنّها تمثّل، وهذا ‏الأهمّ، نقطة انطلاق لتحقيق تطلّعات ‏الشعب في مختلف الميادين في إطار ‏تونس الجديدة التي ضحّى من أجل ‏تشييدها، وهذا يستوجب تطبيق فصول ‏الدّستور وإعطاء أولويّة للميدانيْن ‏الاقتصادي والاجتماعي للتغلّب على ‏الأزمة الرّاهنة والخانقة من خلال بناء ‏اقتصاد وطني حقيقي يحقّق الرّخاء ‏للطّبقات الكادحة ويمنح الثّروة لجموع ‏المنتجين وخاصّة العمّال والفلاّحين ‏الفقراء ويقضي على التهميش الاجتماعي ‏والجهوي. وهذا يمكنه أن يتحقّق في نفس ‏الوقت الذي تتواصل محاربة الفساد ‏المنظّم قانونيّا وسياسيّا.‏
‏ ومازالت امام أبناء الشعب وبناته ‏الطّامحين إلى مستقبل أفضل محطّات ‏أخرى هامّة للقطع مع المنظومة السّابقة ‏وبناء مؤسسات جديدة عبر انتخابات 17 ‏ديسمبر القادمة، وهو استحقاق يفرض ‏عليهم وعلى القوى الحيّة في البلاد ‏الالتقاء حول برنامج اقتصادي اجتماعي ‏سياسي يمكّنها من السّير نحو تحقيق ‏طموحاتها الوطنية والديمقراطية الشعبيّة، ‏وهذا يستوجب تنسيق العمل بين تلك ‏القوى في إطار جبهة وطنية تقدر على ‏توحيد الشعب ليحقّق انتصاره على جبهة ‏الرّجعيين والانتهازيين.‏

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
طريق الثورة، نشرية ناطقة باسم حزب الكادحين، العدد 71، جويلية-اوت 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي