الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتى معك ... قصة قصيرة

منى نوال حلمى

2022 / 10 / 20
الادب والفن


قصتي معك ... قصة قصيرة
-------------------------------
أديت على أكمل وجه واجبي ، أحببتك . ألم أفعل؟ . أطعت – أنا التي تنفر من الطاعة – كل متطلبات العشق. أوفيت – أنا التي لا يلائمها الوفاء – بكل عهودي لعينيك الشاردتين. أتممت – أنا التي تعاند الطقوس – كل صلواتي المباركة لحظة امتزاج شفتيك بأعمق حالات توتري. ورغم المرأة شديدة النرجسية داخلي، أصبح لون عينيك يهمني.
أديت على أكمل وجه واجبي ، أحببتك . ألم أفعل؟ .
ويسألني الكون المتطفل على دقات لا تعنيه: " ألديك على ما تزعمين شهود؟ ".
قلت : "النيل والأشجار، ورائحة الياسمين ، ومشروب مثلج يذهب بالعقل إلى حيث قمة الوعي ".
قال الكون : " لا يكفي ".
قلت: " أوقات المساء على ضوء شمعة وحيدة.. عناق نجمة متمردة في السماء .. عذوبة ملامحه حين يقرأ سطوري ، وشئ من الحنان ".
قال الكون : " لا يكفي ".
قلت : " حوار حتى مطلع الفجر ، عن "مدينة فاضلة" لن نبحر إليها أبداً .. رقة صوته حين يسكت عن الكلام .. شدو الكروان يؤنس حولنا المكان .. وشئ من قبيل الغزل يمتزج برائحة الشوق ، فننسى أننا في الدنيا بلا عنوان. ".
قال الكون : " لا يكفي ".
قلت: " رعشتي حين ينطق باسمي .. رعشتي حين يهديني وحدي سر السفر الدائم .. وانتحاري بالسحر حين فجأة يصبح ابني ".
قال الكون : " لا يكفى ".
قلت: " ألهمني ما لم يخطر ببال الكتابة، وما لم يأت بخيال القلم ".
سكت الكون المتطفل على دقات قلب لا تعنيه.
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل، تنتظر الرد.
ماذا تنتظر؟ . وماذا تتوقع؟ .
أديت – على أكمل وجه – واجبي أحببتك. ألم أفعل؟. فرغ الأمر مني. فلا تسألني - أرجوك - السؤال المعاد. فرغ الأمر مني. فلا ترسل عينيك - أرجوك - ، لإضعاف مقاومتي. دع الأمنية المستحيلة، في غفوتها الأخيرة ، آمنة ، مستريحة.
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل ، تنتظر الرد.
لن تقنعني - مهما أوتيت من منطق - بأن في الأفق علامات تبشر بعودتنا. توقف عن محاولة إيهامي، بأنك قد خُلقت لي ، وبأنني قد خُلقت لك. توقف عن المحاولة ، فلم أعد تلك المرأة الساذجة.
ما زلت أذكر قولك، في إحدى أمسيات الجنون الوقور المقتسم المسافة بين إشتياقي وعينيك : " سأحارب العالم من أجلك ".
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل ، تؤكد : " ومازلت عند قولي. من أجلك ، سأحارب العالم. علمني الفراق أن لا شئ ، ولا أحد يعوضني عنك. قولي ما يحلو لك. لكنني أبداً ، لن أستسلم لتنازلك عني".
أصبحنا أنا وأنت في مفترق الحلم والأمنيات. اخترت لحياتك طريقاً لا يناسبني. فلا تطلبني - أرجوك - رفيقة لرحلة وعرة ليست من أحلامي.
تجلس أمامي بعد الفراق الطويل ، تسألني دون سؤال. وبدوري أجيب دون أن تطلب الجواب: " ما زلت معك أشعر بالسحر، معك أشعر أنني أكثر من مجرد قلم يكتب ، وعقل يفكر ، ونفس تقلق. ما زلت في حياتي " البحر" الوحيد الذي لم أفكر في السباحة ضد تياره. ومازلت في عمري أجمل الإحتياج إلى رجل. لكنني أحتاج كرامتي، ورضائي عن نفسي".
تقول مندهشاً : "آخر شئ كنت أتصوره ، أن أقف ضد كرامتك ورضائك عن نفسك. أنت - على العكس - في حياتي. أنت لحظة الرضاء الوحيدة في أيامي، ومعك تنتشي كرامتي. أرجوكِ ، عاودي التفكير من أجلي. أنتِ صارمة أكثر مما ينبغي".
فرغ الأمر مني ، فلا تثر حديثا ذا شجون ، ليس منه فائدة. ودعنا نستمتع بآخر لقاء يجمعنا عاشق وعاشقة.
أديت - على أكمل وجه - واجبي نحوه. أحببته.
والآن أؤدي واجبى - على أكمل وجه - نحو نفسي .. سأرحل. وأهلا بمعاناة جديدة.
******************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل