الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة باردة ... نهار ساخن

غسان رحمة
كاتب صحفي

(Ghassan Rahma)

2022 / 10 / 21
الادب والفن


ليلة ... باردة



جلست تترقب قدومه رغم ساعات الليل دنت إلى منتصفها والغيم الذي كان يلبد السماء قبل المساء بدأ ألان يفرغ ما بداخله من مطر ليسقط تسارعا على البنايات القديمة المتهالكة والشوارع غير المعبدة مريم تستنشق عبق رائحة المطر المتساقط فوق التراب والشجر . من نافذتها المطلة على الطريق . وهي تحاول تسترق من بين رذاذ المطر وإنارة بعض البيوت المترامية ضوء سيارة قادمة من بعيد ا نحوها . مريم رغم اقترابها من الثلاثين عاما ألا أنها مازالت محافظه على رشاقتها ونظارتها . فهي وان كانت تعيش ألان بقرية ريفية بعيدة ألا أنها ولدت وترعرعت في المدينة بكنف عائلة ميسورة الحال . قبل أن تقرر الارتباط بمهند الشاب الثلاثيني الوسيم الذي كان يعمل طبيبا للأسنان في المركز الصحي القريب عن دار عائلتها وإثناء مراجعتها ذات يوم للعلاج نشاء بينهم علاقة ود وإعجاب سرعان ما تحولت إلى حب وهيام تكللت بعد عدة شهور بالزواج .
تسارعت نبضات قلب مريم فجأة واحدة ولتسق جسدها بالنافذة فهي تكاد تجزم بان ما ترى من بعيد ضوء سيارة قادمة نحوها .
هتفت بصوت اختلط بالفرح وقلق الانتظار
- أكيد .. هذا مهند
ضوء السيارة يقترب شي فشي ومع اقترابه تتسارع نبضات مريم . حتى كاد قلبها يخرج من مكانه.
أضواء السيارة تقف عند باب منزل مريم . يترجل منها ثلاث اشخاص ملثمين
مريم تبتعد عن النافذة مرتعبه وهي تقول بصوت خائف
- يا ألاهي .. من هؤلاء ... من هؤلاء
الأشخاص الثلاثة يقلعون الباب ويدخلون مسرعين نحو مريم
مريم تصرخ بصوت عال لا ... لا
....

مهند وهو يحاول الاطمئنان على مريم التي سقطت من سريرها
- صباح الخير حبيبتي .. هيا انهضي فاليوم أخر يوم في فترة خدمتي الطبية بهذه القرية وعلينا العودة إلى المدينة




نهار ... ساخن




لملم كل أوراقه المبعثرة فوق الطاولة وهم مسرعا بالانصراف
لم يتبقى أمامه من الوقت ألا بضع ساعات . وليد ذلك الشاب العشريني ذو ألبشره السمراء المنحدر من أقصى الجنوب . أمام أصعب قرار قد يتخذه في حياته . والوقت لم يعد يسعفه
عليه أن يكون بالوقت المحدد . هناك ... حيث ينتظره رئيس الوزراء الذي يجلس خلف تلك الطاولة الفخمة . ببدلته الزرقاء الأنيقة . ليردد إمامة قسم منصبه الوزاري .
وليد يقف وسط القاعة الكبيرة التي عبد أرضيتها بالرخام الايطالي الفاخر وعلى إحدى جوانب القاعة وقف العديد من المسولين الذين تم استدعاءهم لحضور حفل القسم وتهنئه السيد الوزير الجديد .
يضع وليد يده على المصحف الكريم الذي وضع أمامه لبدء بنطق القسم .
يرن هاتف احد الحاضرين في القاعة .
يصرخ المخرج بصوت عال ( استوب ) ليغلق الجميع هواتفهم هذا المشهد الأخير في المسلسل ولا استطيع أن عايدة ألف مرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??