الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوضاع النيل الأزرق وغرب كردفان

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 10 / 21
الارهاب, الحرب والسلام


(رأي خاص)


هنالك أسئلة تتواتر علي أذهان الذين يتابعون مجريات النزاع في النيل الأزرق وغرب كردفان، والكثيرون يدركون حجم المؤامرات المحاكة من قبل دوائر سياسية معلومة تريد إثارة النعرات العنصرية من أجل ركوب تلك الموجة بأجندة خبيثة لتحقيق أهداف لا تستطيع الوصول إليها إلا علي جماجم الأبرياء، ومن الأسئلة التي تحتاج لأجوبة منا جميعاً وقبلنا تلك المجتمعات بكل أطيافها مثّلاً "منْ أجل ماذا يتحارب سكان هذه المناطق؟ ومنْ المستفيد وراء إستمرار النزاع بين القبائل؟ والسؤال المحوري والجوهري هل القبائل تحتاج إلي قوة عسكرية برتب عالية لحمايتها؟ وما معنى قوات أمن القبائل؟ وهنا أقتبس عبارة وردت في خطاب القائد مالك عقار بمعسكر الديسة قائلاً "أمن القبائل سرطان القبائل" واصفاً إياها بآلية إنقاذية للسيطرة وتفتيت الوطن؟ ثم ما الهدف منْ الهجوم علي إتفاق السلام؟ وهل الإتفاقية حققت مكاسب لتلك الشعوب؟ وهل السلام أصلاً أولوية أم مجرد حبر علي ورق؟ وإذا كان النقد حول نقصً ما فهل تمهِ يكون بالحوار أم بالحرب...؟

أسئلة كثيرة تدور في ذهني والآخرين ممن يأملون ويعملون من أجل بناء دولة السلام والعدالة الإجتماعية والتنمية وحق الحياة لجميع الناس ولكنهم يصتدمون بجدران العنصرة في واقع سياسي مشحون بأوهام ومؤامرات، وقد شاهدتُ آثار الدمار في النيل الأزرق، وأتذكر بشاعة الحروب التي عشتها بجنوب السودان وكنت حينها طفلاً، وعايشت حروب النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور ومجازر السلطة آنذاك، ولكن جميعنا لم نصفي ضمائرنا لبعضنا البعض ولم نعطي أنفسنا فرصة واحدة للتحاور حول مصائرنا بصدق، وعلقنا مكاسب إتفاقية السلام علي "شماعة قديمة"، وضيعنا وقتنا في النزاع وليس في تطبيق ما جاء في الإتفاقية، والبعض يحاول تمرير أجندات سياسية وآخرى إثنية وجهوية وبعضها بين هذا وذاك، ولم نسأل أبداً عن المستفيد وراء زعزعة الإستقرار الإجتماعي بنشر سخافة خطاب الكراهية والعنصرة بدلاً عن ثقافة المحبة والسلام.

لقد خاض الناس معارك ضارية في غير معترك، وسُفكت في الحروب دماء العشرات من الأبرياء وتشرد النساء والأطفال والشيوخ، ودفعنا أثمان باهظة دون أن نجني "خردلة" وأصبح الوضع معقداً للغاية مع إستمرار حملات تصفية الحسابات السياسية بتدمير حياة وسلام المجتمعات، وما تصوير السلام بأنه كارثة يجب أن يتخلص الناس منها إلا "سواقـــة" إلي الحرب من وراء أجندة سياسية لا صلة لها بقضايا المهمشيين؛ لا وبل هي محاولة لتصحيح أخطاء النخب الفاشلة بارتكابهم المزيد من الأخطاء، وهل الحرب أفضل لنا أم إسكات البنادق؟ ولو كانت بندقية "صيد الطيور"؟ وهل ينبغي بذل الطاقات في التنمية والإعمار أفضل أم تبديد الوقت والطاقات في صراعات تدميرية لا نجني وراءها إلا الموت والدمار...؟

فقدنا أرواح عزيزة جداً منذ سنوات حروب الريف من الدولة الإسلاموعسكرية ضد مجتمعات الأرياف، وحينها لم نسمع بتضامن أولئك المروجيين للحرب أو إستنكارهم لإعتداءات طائرات الأنتينوف والدبابات والإعلام المضلل، ولكن اليوم؛ دعاة الحروب يزرعون قنابلهم في كل شارع وبيت ويخوضون حملات الكراهية وتجييش الناس للإقتتال في اللا شيئ، وهذا واضح جداً لكل من يتتبع تسلسل الصراع والجهات المروجة لرفض السلام بمبررات غير موضوعية، والآن يجب تنفيذ القانون بحزم وإعادة الإستقرار والعودة إلي مسار بناء دولة السلام والعدالة الإجتماعية، ونحن حاربنا في عدة جبهات "مدنية وعسكرية" وقد حققنا إنتصارات، وقدمنا شهداء كُثر، والسلام الذي تحقق جاء ممهوراً بدماء الملايين ولن نتنازل عن آمالهم وتطلعاتهم أبداً، وسنعمل لتحقيق السلام الشامل والمواطنة بلا تمييز.

21 اكتوبر - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا