الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا يستطيع قادة الغرب مخالفة أمريكا ؟!

أحمد فاروق عباس

2022 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


أمريكا هى الدولة القائدة في الغرب فى هذه الحقبة من الزمان ، وأمريكا نفسها يحكمها تجمع هائل للمصالح ، وبوضعه الدولة الأمريكية في يده أصبح تجمع المصالح هذا هو من يسيطر على الغرب كله ..

فقيادات الغرب مجرد دمى في يد الشركات والمصالح الاقتصادية والمالية الكبرى في الغرب .
والرئيس الفرنسي مثلا كان يعمل فى أحد فروع بنك روتشيلد قبل وصوله إلى قصر الإليزيه !!
وليز تراس رئيسة وزراء بريطانيا عملت لفترة مديرة تجارية فى شركة شل قبل أن تتركها للعمل في إحدى شركات الاتصالات الكبرى ، بينما عمل سلفها بوريس جونسون طويلا فى صحافة رجال المال والأعمال فى بريطانيا ..
وكان سلفه ديفيد كاميرون ابنا للطبقة العليا الانجليزية ودرس في كلية ايتون الشهيرة ، وبعد تخرجه وباتصالات اسرته عمل مستشارا لرئيس الوزراء وقتها جون ميجور ، وبعد ذهابه عمل في إحدى شركة كارلتون للاتصالات ..

وكان اولاف شولتز مستشار ألمانيا الحالى محاميا في قضايا العمال والشركات والمؤسسات الصناعية والمالية ، وله فى هذه الدوائر اتصالات وأصدقاء ..

وهكذا .. قيادات يتم إختيارها واختبارها فى محاضن الرأسمالية الكبرى ، ثم تصعيدها في مناصب السياسة لتفهم ما مجال الحركة المتاح أمامها ، وطبيعة الدور المطلوب منها ..

فهذه المصالح الاقتصادية الكبرى هى فى الحقيقة من أتت بهم ، ودفعتهم الى صدارة أحزاب سياسية هى من تسيطر - بالمال والرجال - على مفاصلها ، وعلى آلية صنع القرار فيها ..

وليس سراً أن هذه المصالح الاقتصادية الكبرى هى من يسيطر على الإعلام وعلى الأحزاب السياسية وعلى الجامعات وعلى الجيش ، لذا لا تجرؤ قيادات الدول الغربية - بما فيها الرئيس الأمريكى نفسه - على مخالفة ما تمليه هذه المصالح الاقتصادية الكبرى من قرارات حتى لو خالفت مصالح شعوبها - وهى تخالف مصالح الشعوب الغربية فعلا - التى تئن من الغلاء والتضخم وعدم توفر مصادر الطاقة ..

لقد املت هذه المصالح الاقتصادية الكبرى على القيادات فى الغرب الحرب والتحرش بروسيا ، واستجابت تلك القيادات بلا اعتراض ، واملت عليها تسخين الأوضاع مع الصين واستجابت تلك القيادات ايضا بلا اعتراض ..

لقد أصبحت العملية السياسية كلها فى الغرب فى يد تلك المصالح الاقتصادية والمالية الكبرى ..
اصبحت الانتخابات ألعوبتها ، وجهاز الدعاية من صحافة وتلفزيون ومواقع إنترنت ودور نشر الكتب فى قبضتها ، وفى يدها أيضا الأحزاب السياسية ، وهى من تقرر من يصعد بداخلها ومن يذهب ، أى أصبح فى يدها تلك الألعوبة المسماة بالديموقراطية ..

ويوم بعد يوم تنفصل مصالح الشعوب عن مصالح تلك الفئات الحاكمة ، التى تملك فى يدها قوة هائلة ، وتسيطر على جهاز الدولة ومن تستأجره من السياسيين ، لتنفيذ ما اعتزمت على فعله ..

ربما تذهب القيادات الحالية في الغرب بعد فترة تطول أو تقصر ، بعد أن تكون قد حققت ما طلب منها فى مرحلة معينة ، وتقتضى الضرورة تصعيد وجوه اخرى ، قد تختلف فى النبرة ولكن لا تختلف فى الجوهر ، وهى لعبة طالما اتقنتها هذه المصالح الاقتصادية الحاكمة إلى حد الإبداع ..

لذا لا اعول كثيرا عما يجرى فى معسكر الغرب ، فوسائل السيطرة فى يد الفئات الحاكمة من وراء ستار فيه لا تنتهى ، وأرى أن ذكاء وحسن إدارة الصراع في معسكر الشرق هو ما سيكتب كلمة الفصل فى صراع عنيف ومتقلب وسيستمر طويلاً للأسف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة