الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريوبريطانيا مواجهة الأزمة الاقتصادية والانتخابات المبكرة وتراس هل مؤهلة للحصول على إعانة مالية

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2022 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بعد استقاله رئيس الوزراء البريطانية المستقيلة ليز تراس يدور صراع بين اعضاء مجلس النواب البريطاني والاحزاب السياسيه البريطانيه حول الاعانة الماليه لكل رئيس وزراء بريطاني مستقيل هل أصبحت رئيس الوزراء البريطانية المستقيلة ليز تراس، مؤهلة للحصول على إعانة من تمويل دافعي الضرائب قدرها 115 ألف جنيه إسترليني (129 ألف دولار) في السنة لبقية حياتها وعلى الرغم من الوقت القصير الذي قضته في المنصب (6 أسابيع)، أصبحت تراس مؤهلة يوم أمس الخميس (يوم استقالتها) لما يسمى بدل تكاليف الخدمة العامة، وهي خطة تعويض حكومية للموظفين وتكاليف الرواتب التي تكبدها رؤساء الوزراء السابقون "الناشئة عن مناصبهم الخاصة في الحياة العامة" بعد مغادرتهم، حسب موقع الحكومة.لكن هذا أثار ازدراء بعض المعارضين السياسيين، الذين طالبوا بعدم دفع التعويضات لتراس، بسبب "دورها في الاضطرابات السياسية والاقتصادية في بريطانيا".

وقالت كريستين جاردين، المتحدثة باسم مكتب مجلس الوزراء للديمقراطيين الأحرار، إنه "لا توجد طريقة للسماح لها بالحصول على مبلغ 115 ألف جنيه إسترليني سنويا مدى الحياة مثل أسلافها الذين خدموا جميعا لأكثر من عامين"، معتبرة أن "إرث تراس هو كارثة اقتصادية.. ودفع هذه الأموال سيترك أثرا مريرا لدى ملايين الأشخاص الذين يعانون من الفواتير المتصاعدة وارتفاع معدل الرهن العقاري بفضل سوء الإدارة الاقتصادية لحزب المحافظين".

يذكر أن الأموال كانت بمثابة تعويضات قياسية منذ تقديمها في عام 1991، في أعقاب استقالة رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر. وستصبح تراس، سادس رئيس وزراء بريطاني سابق يتلقى مخصصات مدى الحياة، في حال قبلتها.
زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمردعا رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس إلى رفض الإعانة المالية التي تمنح لرؤساء الوزراء السابقين لمساعدتهم في تمويل واجباتهم العامة.وردا على سؤال عما إذا كان من الصواب أخلاقيا أن تقبل تراس الإعانة المالية، قال ستارمر: "لا، لا ينبغي لها أن تأخذها بعد قضائها فقط 44 يوما في منصبها"، معتبرا أن تراس "لم تكتسب الحق في الحصول على الإعانة المالي.. وبرأيي يجب أن ترفضها".

يذكر أن تراس، وفق الاعراف في بريطانيا مؤهلة للحصول على إعانة من تمويل دافعي الضرائب قدرها 115 ألف جنيه إسترليني (129 ألف دولار) في السنة لبقية حياتها. وهذه الإعانة تسمى بدل تكاليف الخدمة العامة، وهي خطة تعويض حكومية للموظفين وتكاليف الرواتب التي تكبدها رؤساء الوزراء السابقون "الناشئة عن مناصبهم الخاصة في الحياة العامة" بعد مغادرتهم، حسب موقع الحكومة.
وبعد استقالة رئيس الوزراء البريطانية المستقيلة ليز تراس بلغ عدد التواقيع على عريضة أطلقتها صحيفة "الإندبندنت"، تطالب بإجراء انتخابات عامة مبكرة في بريطانيا أكثر من 200 ألف توقيع خلال عدة ساعات.

وأشارت صحيفة "الاندبندنت" إلى أنه حتى الساعة 18:25 بتوقيت غرينيتش، يوم الخميس، وقع على العريضة نحو 200 ألف و400 شخص، بمن فيهم 50 ألفا خلال الساعة الأخيرة.ويأتي ذلك على خلفية تقديم رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الاستقالة من منصبها بعد 44 يوما فقط من توليه المنصب. ومن المقرر أن تواصل أداء مهامها حتى انتخاب رئيس جديد للحكومة بعد التصويت بين أعضاء حزب المحافظين.

وواجهت حكومة تراس انتقادات بسبب خطتها الاقتصادية الجديدة التي كانت تنص على خفض الضرائب وخطوات أخرى لدعم الاقتصاد.وأدى الإعلان عن الخطة إلى انخفاض الطلب على سندات الدين البريطانية وتراجع سعر صرف الجنيه الاسترليني، وأثارت الخطة المخاوف من زيادة حجم الدين الحكومي. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، ربما ستكون باستقالتها قد حطمت الرقم القياسي لأقصر ولاية لرئيس الحكومة البريطانية.وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية وزعيمة حزب المحافظين ليزا تراس استقالتها اليوم الخميس، مشيرة إلى أنها ستبقى رئيسة لمجلس الوزراء حتى انتخاب خليفتها. وفي وقت إعلان استقالتها، تمكنت تراس من البقاء في منصب رئيس وزراء بريطانيا لمدة 44 يوما فقط.

وكان جورج كانينج، قد سجل أقصر فترة رئاسية للحكومة البريطانية، إذ أخلى المنصب بعد 119 يوما بسبب وفاته في عام 1827. واحتل فريدريك روبنسون (144 يوما) المركز الثاني بعد كانينج، إذ تنازل عن منصبه لدوق ويلينغتون في عام 1828، وفي القائمة بالمركز الثالث احتله أندرو لو (211 يوما)، الذي ترك منصبه في عام 1922 بسبب مرض سرطان الحنجرة. والثلاثة كانوا من حزب المحافظين.وقال رئيس اللجنة التوجيهية لحزب المحافظين، غراهام برادي إن انتخاب رئيس جديد للحزب ورئيس وزراء بريطانيا يمكن أن يكتمل قبل 28 أكتوبر وهو أمر جديد. يمكن تعيين رئيس الوزراء بحلول 31 أكتوبر.
انخفض الدعم العام لحزب المحافظين في المملكة المتحدة إلى أقل من 15%، وفقا لاستطلاع جديد، مما يسلط الضوء على استياء الرأي العام من الاضطرابات التي أدت إلى انقسام الحزب.وحصل حزب المحافظين على دعم 14% فقط من المستجيبين لاستطلاع الرأي الذي صدر اليوم الجمعة، بانخفاض 4 نقاط مئوية عن الاستطلاع السابق الذي أجري الأسبوع الماضي.وكان دعم حزب العمال ثابتا عند 53%، تاركا المعارضة الرئيسية في البلاد تتقدم بنحو 40 نقطة مئوية على الحزب الحاكم.كما وارتفع التأييد لحزب الديمقراطيين الأحرار 3 نقاط عند 11%، واستقر حزب الخضر عند 6%، بينما تراجع دعم الحزب الوطني الاسكتلندي 1 نقطة مئوية عند 5%.

وقالت People Polling إن الاستطلاع أُجري عبر الإنترنت يوم الخميس، وهو اليوم الذي استقالت فيه ليز تراس من منصبها، وتم جمع البيانات من 1237 مستجيبا.وردا على السؤال: "ما الكلمة أو العبارة التي تتبادر إلى الذهن أولا عندما تفكر في حكومة المحافظين؟" تضمنت بعض الردود الأكثر شيوعا من أولئك الذين تم استطلاع آرائهم "الفوضى" و"غير المجدية" و"غير الكفؤ" و"الفوضى" و.قال حلفاء رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إنهم "واثقون" من قدرته على تأمين دعم 100 من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين في حال ترشحه لزعامة الحزب.
وقالت نادين دوريس، وزيرة الثقافة السابقة التي تدعم جونسون: "أنا واثقة من أنه سيحصل على 100 توقيع".وأمام المرشحين حتى يوم الاثنين 31 أكتوبر الساعة 2 ظهرا لتأمين 100 ترشيح وإلا فإن ترشحهم للمنصب لن يمر. وبتحديد 100 صوت لكل مرشح، فإن هذا يعني أنه لن يكون هناك سوى ثلاثة مرشحين كحد أقصى.ولم يعلن أي شخص رسميا حتى الآن ترشحه لرئاسة حزب المحافظين، لكن ينظر إلى جونسون وريشي سوناك وبيني موردونت، على أنهم أبرز المرشحين لخلافة رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس.

وقالت المتحدثة باسم تراس إن "رئيس الوزراء الجديد سيقرر ما إذا كان سيقدم الخطة المالية الجديدة.. نحن نعمل استعدادا للحادي والثلاثين من الشهر، لكن من الواضح أن قرار المضي قدما في ذلك والجدول الزمني سيكون لرئيس الوزراء الجديد"
طالبت نائبة رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني ديزي كوبر، بمنع رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون من الترشح من جديد لمنصب رئيس الوزراء.ونقلت صحيفة "Sun" قولها: "تم إجبار بوريس جونسون على الاستقالة بشكل مخز بعد العديد من الفضائح والإخفاقات، لقد قوض ثقة الجمهور في الحكومة وأغرق بريطانيا في أزمة سياسية، ولا ينبغي السماح له أبدا بالعودة إلى داونينغ ستريت مرة أخرى".

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "Express" أنه من المرجح أن يرشح جونسون نفسه لرئاسة الوزراء.ووفقا لكوبر، فإن مستقبل البلاد يجب أن يقرره الناخبون وليس النواب المحافظين.وشغلت تراس منصب رئيسة الوزراء لمدة 44 يوما فقط حتى وقت استقالتها، ما يجعلها أقصر رئيس وزراء خدمة في تاريخ بريطانيا.
وزير المالية البريطاني جيريمي هانت،جدد اليوم الجمعة، تأكيده أن الحكومة ستفعل "كل ما هو ضروري لخفض الدين في الأجل المتوسط".وقال هانت في بيان: "سنفعل كل ما هو ضروري لخفض الديون في الأجل المتوسط وضمان الإنفاق الجيد لأموال دافعي الضرائب ووضع المالية العامة على مسار مستدام بينما ننمي الاقتصاد".وأضاف: "المالية العامة القوية هي أساس الاقتصاد المتين. كنت واضحا بخصوص أن حماية ماليتنا العامة تعني أن قرارات صعبة تنتظرنا لتحقيق الاستقرار في الأسواق".جاء هذا بعد يوم من إعلان رئيسة الوزراء ليز تراس استقالتها بعد أقصر فترات الولاية لأي رئيس وزراء بريطاني، وذلك بعد أن أضر برنامجها الاقتصادي بسمعة البلاد في ما يخص الاستقرار المالي وأدى إلى تزايد معدلات الفقر.
واستمرت احتفالات صحيفة "ديلي ميل" الساخرة بهزيمة "رأس الملفوف" لرئيسة الحكومة المستقيلة ليز تراس، وقمت بنشر انعكاس لصورة "رأس الملفوف" على مبنى البرلمان الملاصق لساعة بيغ بين.وكانت الصحيفة بدأت احتفالات "الانتصار" عبر فيديو نشر في "يوتيوب"، وقالت إن "رأس الملفوف" تفوق على تراس، حيث أن العمر الافتراضي لرأس الملفوف هو 7 أيام، وتراس استقالت بعد 6 أيام من شراء الصحيفة للملفوفة.

وقال أندريه ليبيديف، مدير التحليلات في "CROS" إن استقالة رئيسة وزراء بريطانيا ليزا تراس، تخفي المشكلات التي ينطوي عليها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.وأضاف ليبيديف أن رحيل تراس من المنصب لم يكن مفاجئا، لكن حتى الخبراء المتمرسون لم يتخيلوا ما سيحدث للاقتصاد البريطاني خلال تلك الأيام الـ 44 عندما كانت تراس في منصب رئيس الوزراء.وأوضح المحلل أن الإجراءات الحاسمة التي اتخذها بنك إنجلترا ساعدت في تجنب كارثة هددت بالانتشار على خلفية انخفاض دخل الأسرة وارتفاع أسعار الكهرباء.

وأشار الخبير إلى أن العديد من المشكلات في الاقتصاد البريطاني ما زالت مستمرة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولم يتمكن أي من ممثلي حزب المحافظين من التعامل معها.وختم المحلل بالقول: "ربما يكون لدى حزب العمل سيناريو للخروج من الأزمة، الذين يتقدمون الآن بهامش كبير في استطلاعات الرأي ولديهم كل فرصة للوصول إلى السلطة إذا تم إجراء انتخابات مبكرة".
أ وصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس بيانا، علق فيه على استقالة رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس، بعد ستة أسابيع فقط على توليها منصبها.وقال بايدن في بيان إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حلفاء أقوياء وأصدقاء دائمون وهذه الحقيقة لن تتغير أبدا.وأضاف "أشكر رئيسة الوزراء ليز تراس على شراكتها في مجموعة من القضايا بما في ذلك تحميل روسيا المسؤولية عن الحرب ضد أوكرانيا".وأكد الرئيس الأمريكي أن واشنطن ستواصل تعاونها الوثيق مع حكومة المملكة المتحدة لمواجهة التحديات العالمية التي تواجههم.كما أكد كبير موظفي البيت الأبيض رون كلاين في مقابلة مع قناة "إم.إس.إني.بي.سي" أن الولايات المتحدة ستكون على علاقة وثيقة مع من سيحل محل رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس التي أعلنت استقالتها يوم الخميس.

المحلل السياسي الروسي / ألكسندر نازاروف قال إن بريطانيا العظمى هي نسخة كبيرة من لبنان، فالقطاع المصرفي في البلاد متضخم، وتلعب المملكة المتحدة دور أحد أكبر المراكز المالية في العام، بينما يعد الجنيه الإسترليني أحد العملات الاحتياطية في العالم، في نفس الوقت الذي تدهورت فيه الصناعة الوطنية أو/وتم نقلها إلى بلدان أخرى.نتيجة لذلك، كان لبريطانيا كدولة رصيد حساب جار سلبي لنحو 50 عاما، ما يعني أنها تشتري سلعا وخدمات من دول أخرى أكثر مما تبيعها لها.ثم تفاقمت المشكلة بسبب حقيقة أنه منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، كانت ميزانية الحكومة البريطانية كالعادة تعاني من العجز، أي أن الحكومة تنفق أكثر مما تكسب.أي أن لبنان بإفلاسه هو نموذج للاستدامة المالية بالمقارنة ببريطانيا، حيث كان يعيش حياة كهذه وقتا أقل بكثير.ولتغطية ذلك العجز المستمر، كان من الضروري أن يتدفق رأس المال الأجنبي إلى المملكة المتحدة دون انقطاع وبكميات متزايدة. بدون ذلك، ستفلس بريطانيا على الفور.

لكن المشكلة في أن هذا النموذج قد انتهى بينما أصبحت بريطانيا طعاما للولايات المتحدة الأمريكية.حيث تعمل الولايات المتحدة الأمريكية، منذ بداية الصيف الماضي، على امتصاص رؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم، وقبل أي أحد آخر، من حلفائها. وأصبح ذلك ممكنا بسبب حقيقة أن التضخم في الولايات المتحدة أقل منه في أوروبا، وأسعار الفائدة في النظام المصرفي الأمريكي أعلى، وهو ما نتج عنه هروب رأس المال من أوروبا وانجلترا واليابان وغيرها إلى الولايات المتحدة، حيث الاستثمارات أقل خسارة، ويتبخر رأس المال ببطء مضاعف.

أي أنه لاستعادة تدفقات رأس المال الوافدة، تحتاج المملكة المتحدة إلى رفع سعر الفائدة (حاليا يبلغ 2.25%) أعلى بكثير من نظيرتها الأمريكية (3.25% وستكون أعلى قريبا)، وخفض تضخمها (10.1%) إلى مستوى أدنى مما هو عليه في الولايات المتحدة (8.2%)، ويتعين القيام بذلك على وجه السرعة.ولتقليل التضخم، فمن الضروري التوقف عن طباعة النقود الورقية غير المغطاة.

الآن، ومن خلال إصدار النقود الورقية غير المغطاة بالبضائع، يتم تمويل: (1) عجز الميزانية، و(2) عجز الحساب الجاري للبلاد، وهذا يعني أنه من أجل خفض التضخم، يجب القضاء على كلا العجزين.احترقت ليز تراس بالنقطة الأولى، حيث اقترحت خفض الضرائب، وهو ما دفع بطبيعة الحال إلى زيادة عجز الميزانية، التي كان يجب أن يتم تمويلها عن طريق طباعة النقود الورقية، وهو ما من شأنه أن يزيد التضخم.

لا أعرف ما إذا كان رد فعل الأسواق والبنوك على هذا الإجراء متناسبا مع الفعل، لأن ذلك لم يكن الإجراء الوحيد الذي يؤدي إلى عجز الميزانية. فعلى سبيل المثال، تدعم الحكومة أسعار الغاز، لكن نفقات الميزانية هذه لم تسبب مثل هذه المشاعر القوية. على أي حال، فإن ميزانية الدولة تعاني من عجز، ولا يمكن القضاء على العجز أو حتى تقليصه بشكل كبير، من دون حدوث انفجار اجتماعي من شأنه أن يجتاح هذه الحكومة وجميع الحكومات اللاحقة.أي أنه في ظل الظروف الراهنة، لا توجد طريقة لتمويل عجز الميزانية بخلاف "التيسير الكمي"، وهو ما يعني أن التضخم سينمو حتما بغض النظر عن تراس ومبادراتها الضريبية.بصراحة، لا أميل إلى اعتبار ليز تراس سببا للأزمة، وإنما كانت ببساطة "محظوظة" لكونها رئيسة الوزراء في الوقت الذي بدأ فيه الانهيار.

مع ذلك يكمن سحر الموقف في أمر آخر، هو أنه لا يوجد مخرج لبريطانيا منه، وستذهب جميع الجهود سدى.إضافة إلى النقطة الأولى، فهناك نقطة ثانية هي عجز الحساب الجاري، وهو كاف لفشل محاولات خفض التضخم.

وهناك طريقتان للقضاء على عجز الحساب الجاري: الأولى هي تقليل تكلفة العمالة بشكل كبير (أي مستوى المعيشة) في المملكة المتحدة، ولا أرى طريقة أخرى لزيادة القدرة التنافسية للسلع البريطانية. بطريقة أو بأخرى، فهذا طريق طويل، ولن يكون على الأرجح طريقا طوعيا، ولن تسلكه أي حكومة الطريقة الثانية هي خفض قيمة الجنيه الإسترليني بشكل كبير، وهو ما سيؤدي إلى نتيجتين: خفض الواردات بشكل كبير، وكذلك مستوى معيشة البريطانيين، وستبدأ أعمال الشغب، مضاف إليها أن التضخم سيرتفع بسبب ارتفاع أسعار الواردات!!!

أي أن خفض التضخم في المملكة المتحدة في الوضع الراهن مستحيل!!!إضافة إلى ذلك، فإن تخفيض قيمة الجنيه الإسترليني في حد ذاته سيسرع من تدفق رأس المال إلى الخارج.علاوة على ذلك، لا يجب أن ننسى أنه لا يمكن إيقاف تدفق رأس المال دون رفع سعر الفائدة فوق سعر الفائدة الأمريكية، ويعني ذلك إفلاس المدينين البريطانيين، وجميع صناديق المعاشات التقاعدية نفسها، التي كان على بنك إنجلترا المركزي إنقاذها بمساعدة استئناف "التيسير الكمي" بعد نشر مبادرات ليز تراس الضريبية.

الوضع في بريطانيا ميؤوس منه، وأي محاولة لحل المشكلات ستؤدي إلى المزيد من المشكلات، فقد استنفد النظام نفسه.باختصار، فإن استقالة تراس لن تحل المشكلة، وقد بدأت المشكلات للتو، وبينما تمتص الولايات المتحدة الأمريكية رأس المال من جميع أنحاء العالم، فإن المشكلات في المملكة المتحدة سوف تتفاقم.وسوف يصطدم خليفة ليز تراس بنفس المشكلات قريبا جدا. لست متأكدا من أن رئيس الوزراء البريطانيا القادم سيستمر لفترة أطول من ليز تراس.

ونعم، كل المدينين حول العالم يعانون الآن من نفس المشكلات، بما في ذلك الدول العربية، ومن بينها، على سبيل المثال، مصر.فالولايات المتحدة الأمريكية تمتص رأس المال من كل مكان، وسيواجه جميع المدينين الكبار الآن مشاكل في إعادة تمويل ديونهم، وسنشهد قريبا حالات إفلاس جديدة بين دول العالم.ضعوا ذلك في الاعتبار عندما تقرأوا في الصحافة، التي يسيطر عليها الغرب أو تلك التي تسيطر عليها حكومتك، أن إفلاس هذا البلد أو ذاك كان بسبب "حرب روسيا في أوكرانيا".
وعلقت قناة روسيا اليوم عن استقاله رئيس الوزراء البريطانية المستقيلة ليز تراس بان خمسة وأربعون يوما كانت كفيلة للإطاحة برئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس من عشرة دوانينغ ستريت بعدما وجدت طريقها إلى الاستقالة خارجة من الباب الضيق إثر تداعيات الخلاف داخل حكومتها
وفيما يستعد حزب المحافظين في غضون الأسبوع المقبل لانتخاب بديل للمرأة التي وصفتها الصحافة البريطانية بالمتخبطة، يدعو في المقابل زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر إلى إجراء انتخابات عامة فورية مؤكدًا أن حزب المحافظين لم يعد لديه تفويضٌ للحكم وأنه دمر اقتصاد البلاد بحسب تعبيره.
فما قدرة خليفة تراس على إخراج البلاد من ورطتها الاقتصادية؟ ثم ما احتمالات المضي في المستقبل إلى سيناريو الانتخابات المبكرة التي يسعها إليها حزب العمال؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة