الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوريس جونسون و معضلة الانتخابات البريطانية

فرزند عمر
طبيب قلبية ـ ناقد أدبي ـ باحث في قضايا السلام

(Farzand Omar)

2022 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


انتخابات بريطانيا مشكلتها هي العنصرية، سوناك هو الوحيد الذي ربما لديه مفاتيح الحل، أو أفضل من يستطيع أن يقود هذه الفترة الاقتصادية الصعبة، كل البريطانيين و كل العالم يعلم ذلك، لكن سوناك من أصول هندبة، و هنا اصل الاشكال، لا يمكن للديمقراطية الاوربية أن تتجاوز عنصريتها كما فعلت الديمقراطية الأمريكية.
أوربا لا تستطيع أن تتجاوز عنصريتها، ليس فقط بسبب عنصريتها الفاقعة فقط، اوربا لا تستطيع المغامرة خاصة بعد التجربة الأمريكية الكارثية، لأن أصل المشكلة الأمريكية حالياً بدأت مع انتخاب اوباما الأسود، الذي ما زال يعارك خلف الكواليس ضد ترامب الرافع لشعارات و أحلام الانسان الأبيض المتفوق.
أصل ربط اليمين بروسيا جاءت من هنا تحديداً، الديمقراطيون كذبوا كما هم دائماً و ربطوا ترامب بروسيا لسهولة النيل منه، اليمين المتطرف الاوربي عرابه الاساسي هو ترامب و ليس روسيا كما يحاول الديمقراطيون اقناع العالم.
الاشكالية موجودة بنيوياً في أمريكا، البيض الذين لم يقبلوا أوباما الأسود، و لذلك كانت ادارة اوباما بلا أسنان، ضعيفة لم تستطع كبح احلام الدب الروسي، الدب الروسي استغل الفرصة للانقضاض على الجاجوار الأمريكي.
حرب أوكرانيا التي هي أحد أفرع الحرب الأهلية الأمريكية لم تبدأ الآن، حرب أمريكا الأهلية بدأت مع تولي أوباما الأسود لمقاليد الحكم في امريكا، الأسود الذي كان الرئيس الأمريكي الديمقراطي الوحيد الذي خرج بدون فضائح جنسية، او مخدرات، أو دعارة، .... أو أحد قيم المجتمع الغربي الذي تم تصديره على أنه جوهر المدنية و الحرية.
انها حرب أمريكا الأهلية التي انعكست على كل البشرية، تلك البشرية التي ارتهنت بالكامل لأمريكا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حرب أمريكا الناجمة عن رفض الأبيض الحضاري للأخر، مهما كان الآخر، الأبيض الذي يعتبر نفسه كأصفى المخلوقات، و كيف لا فهو ينتمي للبشرية، و فوق ذاك لديه جلد ناعم أبيض و عيون زرقاء،
الأبيض الذي يمثله ترامب و جنسون الأنجلوسكسوني، الانجلوسكسونيين أجداد ترامب الذين هاجروا الى أمريكا بحثاً عن الذهب، و مع أنهم وجدوا كل الذهب، لم يرضوا الا أن يبيدوا المالكين الأصليين، الهنود الحمر أصحاب حضارات ما زالت تذهل العالم بأثارها.
هي حرب الأبيض الغربي الذي لا يشبع أبداً، لديه جوع مزمن للاكتناز، جوع قديم لا ينضب، مستعد أن يدمر الكون من أجل حلمه بالاكتناز.
مشكلة الغربي هي العنصرية، مشكلته هي أنه يرفض الآخر، مهما كان هذا الآخر من معرفة أو علم أو مقدرة، مجرد أن جيناته لا تنتمي الى الانسان الأبيض العظيم البطل النبيل الذي يمتلك عيوناً زرقاء، هذا يعني بالضرورة استبعاده، خاصة عن القيادة، فلا يجوز اطلاقاً و تحت أي ظرف أن يولي شؤونه الأبيض صاحب الدماء الزرقاء أحداً غير أبيض مثله.
المعركة في بريطانيا هي على سوناك، فحتى لو تدمرت كل بريطانيا لن يكون سوناك ذو الأصول الهندية رئيساً لبريطانيا، العنصرية الأوربية هي أكثر بكثير من العنصرية الأمريكية، أضف اليها التجربة الأمريكية التي لا تسر كثيراً و لم تحسم نتائجها بعد.
الديمقراطيون في أمريكا استطاعوا تجاوز لون البشرة، الجمهوريون لا يمكن أن يقبلوا هذا الهراء في التعدي على أساس الوجود الانسان الأبيض الصافي الكيوت الجميل، و لذلك انتقد بايدن ليز تراس، الأمريكيون لا يريدون سوى بوريس جونسن، هو الوحيد الذي يمثل قيم المجتمع الامريكي بطرفيه الديمقراطي و الجمهوري، فهو يفوق الديمقراطيين كذباً و يفوق الجمهوريين سرقة و نهباً و غطرسة، و هو ذو بشرة بيضاء و عيون زرقاء.
سوناك اصوله هندية و هذا لن يكون مقبولاً من البريطانيين مطلقاً، أمريكا تعلم مدى متانة العنصرية الأوربية و تجذرها، لذلك لا تتشجع في أن تتبنى سوناك، الآخرون عدا جونسن لا ينفعون، بل سيكشفون كما فعلت ليز تراس بؤس الرجل الأبيض و غبائه اللامعقول.
أمريكا تملك مرشحاً واحدا و هو بوريس جونسن، امريكا مستعدة لحرق بريطانيا و معها كل أوربا في سبيل أن يتولى جونسون القيادة ثانية، لكن السؤال هل سيقبل البريطانيون بذلك؟ هذا ما ستخبرنا به الأيام القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو