الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنجليزي الذي أطلق اسمه على اشهر ساحة في اثينا

عبد السلام الزغيبي

2022 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


عندما سمعت بخبر استقالة رئيسة وزراء بريطانيا، ليز تراس، الذي استمر مكوثها في الحكم 44 يوما فقط، تذكرت السياسي الانجليزي الذي كان متربعا على لقب "أقصر ولاية لرئيس وزراء بتاريخ بريطانيا" بفترة حكم استمرت 119 يوماً، انتهت بوفاته، وقد احتفظ باللقب بهذا اللقب لمدة 195 عاما، إلى أن خسره لصالح ، رئيسة وزراء بريطانيا، ليز تراس، التي استقالت قبل يومين.

لكن لماذا تذكرت هذا السياسي الانجليزي بالذات، وما هي علاقة هذا الرجل " جورج كينج" باليونان؟

بداية نقول ان الشعب اليوناني والمسؤولين، لاينسون كل من ساعد على قيام دولتهم الجديدة في العصر الحديث، وكل من دعمهم من اجل نيل استقلالهم عن الامبراطورية العثمانية.

اطلق عليهم مصطلح محب اليونانيين ، وهو وصف لأولئك الذين لديهم حب خاص لليونانيين وكل شيء يوناني يظهره من خلال الكلمة أو الفعل. ظهر هذا المصطلح في اللغة اليونانية الحديثة لوصف الرعايا الأجانب الذين عبروا عن مشاعر ودية تجاه اليونان ، خاصة خلال حرب الاستقلال عام 1821 .

وقد برزت هذه المجموعة كحركة أيديولوجية وسياسية وكتيار أدبي ، نشأ هذا الحب للأجانب وكذلك التفضيل والمصلحة المعلنين لصالح المواقف اليونانية ، خاصة خلال الفترة التي سبقت وأثناء الثورة اليونانية عام 1821 بدعم معنوي ومادي.
استخدام مصطلح " حب اليونانيين" لوصف الرعايا الأجانب ، وخاصة من فرنسا وإنجلترا وإيطاليا ، الذين ساعدوا الثورة اليونانية عام 1821بطرق متعددة. كحركة ، كانت المحبة الهلينية موجودة حتى قبل ثورة 21 وهي مرتبطة باهتمام الأوروبيين بالهيلينية الكلاسيكية.

من بين هؤلاء الذين ينطبق عليهم هذا الوصف، السياسي "جورج كانينج" الذي كان وزيراً للخارجية ورئيس وزراء بريطانيا العظمى ، والذي بدأ مجهوداً هائلاً لمساعدة اليونان في نيل الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية. وكان أحد أكثر المؤيدين المتحمسين لاستقلال اليونان ، وترك بصمة لا تمحى في تاريخ اليونان المعاصر.

في 25 مارس 1807 ، أصبح جورج كانينغ وزيرًا لخارجية بريطانيا العظمى ، ومن ثم ، من عام 1827 ، شغل أيضًا منصب رئيس وزراء البلاد لبضعة أشهر (من أبريل إلى أغسطس).

في عام 1822 ، تولى مرة أخرى وزارة الشؤون الخارجية ، مطبقًا سياسة ليبرالية بشأن قضية استقلال اليونان.

أثر عناده وشغفه على الحكومة البريطانية في عام 1824 لدعم نضال اليونان من أجل الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية ، بينما في عام 1826 وقع كانينج (مع فرنسا وروسيا) معاهدة سلام

بين تركيا واليونان.

لكن حبه ومساهمته لليونان لم تتوقف عند هذا الحد ، ففي أبريل 1827 شكل حكومة وشجع على استقلال اليونان. بعد ثلاثة أشهر ، توفي وهو يعاني من التهاب رئوي ، ولم يكن لديه الوقت لإكمال عمله.

تقديرا وتكريما من اليونان لجهوده ومساهمته الكبيرة في الظفر باستقلالها، تمت تسمية ميدان في وسط أثينا ، ووضع تمثا له في ساحة مشهورة، لا يزال موجودًا حتى اليوم.
والساحة هي "ميدان كانيكوس"،و يأتي اسمها من الاسم اليوناني للسياسي ورئيس الوزراء الإنجليزي جورج كانينج" ويستطيع المرء الوصول الى الساحة من شوارع رئيسية مشهورة في اثينا،وهي شوارع خالكوكونذيلي، وباتيسيون وستورناري . تطورت منطقة أثينا المتجانسة الاسم حول ميدان كانينغوس. في جميع أنحاء المنطقة الأوسع ، توجد مدارس ومراكز تعليمية بسبب تركيز المؤسسات الجامعية والمعاهد التعليمية والمتاجر المهنية في المنطقة من أومونيا ونحو شارع باتيسيون ، مثل الجامعة التقنية الوطنية في أثينا ، وجامعة أثينا للاقتصاد ، و المعهد الإيطالي ،

والمعاهد والكليات الخاصة.

هي منطقة في منطقة المركز التاريخي لأثينا . تقع على حدود مناطق اومونيا و بوليتخنيو و فاتيس و موسيو و اكسارخيا. أخذت اسمها من ساحة كانيكوس التي تطورت حولها. يخدمها محطة مترو أومونيا والعديد من خطوط الحافلات والعربات، وموقف سيارات تحت الأرض.

الى جانب السياسي الانجليزي "كانينج" هناك العديد من المشاهير من الادباء والسياسيين والاطباء وغيرهم من ساعد اليونان في مراحل كفاحها ضد الاحتلال العثماني حتى نالت استقلالها، وقامت اليونان بتكريمهم ومن هولاء:

جورج جوردون بايرون ، بارون بايرون السادس ( 22 يناير 1788-7 أبريل 1824 ) ، والمعروف في اليونان باسم اللورد بايرون. كان أرستقراطيًا إنكليزيًا وشاعرًا وسياسيًا ومحبا لليونان ولليونانيين .
وقت لاحق ربط اسمه بدعم الحركات الثورية في إيطاليا واليونان ، وتوفي بجانب الثوار اليونانيين في ميسولونجي ، عن عمر يناهز 36 عامًا فقط ، بعد إصابته بحمى شديدة.
يعد في اليونان أحد أكثر الشخصيات شهرة في ثورة 1821 وداعمًا وطنيًا.أُطلق اسم بايرون في عام 1924 ، على حي يقع في قطاع أثينا المركزي في أتيكي، بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة اللورد بايرون، ونصبت له تماثيل في عدة اماكن من اثينا ومن بينها المتحف الحربي، وكذلك في مدينة ميسولونغي.

ومن أصدقاء بايرون المقربين في ميسولونغي الطبيب الأمريكي " محب اليونان" ، صموئيل جريدلي هاو (1801-1878) ، الذي جاء إلى اليونان من بوسطن الامريكية لدعم الثورة اليونانية عام 1821 ، وكان شابًا تخرج لتوه من الجامعة ، وقد جاء إلى اليونان من أجل ست سنوات تطوع بخدماته الطبية للمقاتلين اليونانيين.

وفرانشيسكو برونو ،طبيب إيطالي رافق اللورد بايرون إلى اليونان وتوفي في نافبليون عام 1827.

وايريكوس ديريجني، وهو أميرال وسياسي فرنسي. شارك كقائد للسرب الفرنسي في معركة نافارينو التي لعبت دورًا حاسمًا في استقلال اليونان عن الإمبراطورية العثمانية.وكارولوس نورمان ، الضابط الالماني الذي شارك في معركة بيتا (1822) ، حيث أصيب وتوفي في ميسولونغي في نوفمبر 1822.

وتشارلز فابفير ، القائد الفرنسي للجيش اليوناني النظامي.قاتل إلى جانب الثوار اليونانيين 1823- 1828.بعد وفاته من مشاكل صحية في عام 1855 ، أعلن الجيش اليوناني الحداد ثلاثة أيام

وأضاء الأكروبوليس حدادًا.

وكذلك، جوزيبي روزارول ، الجنرال الإيطالي ، الثوري والمحلي ، عام 1825 في نافبليون. وموريس بيرزا ، الضابط الفرنسي ، كاتب ومحب لليونان ، وأحد أوائل المتطوعين في الجيش اليوناني النظامي.

توماس جوردون ، الضابط الاسكتلندي عرض السلاح والمال لدعم ثورة اليونان ضد العثمانيين. وإرنست مانجل ، موسيقي وملحن مجري وفيللينيك ، كبير الموسيقيين في الفرقة العسكرية الأولى لثورة اليونانيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة