الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يدرك النظام الإيراني الإسلاموي أن إستخدام العنف والقتل بحق المتظاهرين لا يمكن تحمية من السقوط الوشيك ؟

فارس قائد الحداد
باحث في التنمية الديمقراطية والعلاقات الدولية

(Faris Qaid Alhaddad)

2022 / 10 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مع تنامي خطى الإنتفاضة الشعبية الإيرانية الشاملة التي عمت كل المحافظات والمدن الإيرانية ،و دخلت شهرها الثاني على التوالي وامام قراءة فصول هذا الحدث المتسارع في إيران ، يمكننا أن نعود قليلا إلى الوراء، لتتبع تركيبة البنية التي قام عليها النظام الإيراني المصبوغ بالصبغة الدينية الاسلاموية اي بمعنى أن تركيبة النظام الإيراني باتت قائمة على البنية الدينية العقائدية الاسلاموية المتطرفة الجوفاء من الناحية الداخلية والخارجية معاً ، وان شعارات الحرية والديمقراطية التي يرفعها النظام الإيراني الإسلاموي ليست سوى شعارات زائفة ولا يؤمن بها، بل استخدمها ذلك النظام لاذلال وقمع الحريات وان النظام الديني الإسلاموي لم يعد ذلك النظام الذي يضمن للشعب الإيراني الحرية والعدالة والديمقراطية والمشاركة السياسة والاقتصادية والاجتماعية في صناعة القرار وإنما تحول ذلك النظام الى اقطاعية بيد سلالة اسلاموية متطرفة وليس لكافة أبناء الشعب الإيراني سوء كان في فترة حكم الشاه او القائم حاليا .
أصبح يفهم الايرانيون والعالم الخارجي انه مجرد نظام ديني متوحش بامتياز بيد عصابة او سلالة دينية عرفت بسلالة شيطانهم الأكبر الخميني التي تنظر إلى نفسها بستكبار واستعلاء وانها صحابة الحق الالهي بكل شيء مثلها مثل النظرة الشيطانية لمن وصفوا انفسهم بأنهم أبناء الله واصفيائه على نحو يسد المنافذ والطرق امام اي مشاركة سياسية أو ديمقراطية بل قطعت الطريق أمام اي محالات امام كل النخب والقوى الإيرانية لإصلاح بنية النظام الجمهوري من داخله وخارجة وإعادة مساره ، فحتكرت السلطة بمفردها فصادرت الحقوق والحريات الخاصة والعامة وانتهجت سياسة العدائية بشقيها الداخلية القائمة على القتل و القمع والعنف الدموي الوحشي بحق معارضيها من احزاب أو أفراد او كيانات والخارجية القائمة على مسارين الأول مسار الأطماع الاستعمارية التوسعية والتدخل في شؤن الدول الأخرى بهدف زعزعة إلامن والاستقرار داخل الشعوب الإقليمية والدولية وصولاً إلى احتلالها وتدميرها عبر أدواتها واذنابها والثاني مسار رفع شعارات العداء للغرب او اي دولة تختلف معها بهدف كسب التأييد الشعبي والجماهيري بحيث يسهل عليه توجيه الشارع الإيراني نحو الخارج كالقطيع.
بيد ان الشعب الإيراني بكل فئاته ونخبه سرعان ما ادرك ان نظام بلاده الاسلاموي هو العدو الداخلي والمستبد الحقيقي ، وان حادثة مقتل الفتاة مهسا ميني 22 على يد شرطة الأخلاق اقصد شرطة الارهاب وتحت مبررات واهية وغير قانونية وان قتل الفتاة الكردية مهسا أميني إلا دليل على حجم الإفلاس الديني و الأخلاقي والإنساني للنظام الإيراني وبالاخص مسؤلي شرطة الأخلا_ارهاب ، كما كشفت عن الوجه القبيح والتعامل العنصري الفج لنظام الملالي مع الأقليات العرقية مثل الاكراد والعرب وغيرهم وان حادثة مقتل مهسا ميني على يد الشرطة كانت بمثابة القنبلة التي فجرت مشاعر الغضب والسخط والكراهية التي ضلت مكبوته لدى الشعب الإيراني لسنوات من القهر وولدت لدى الشعب روح الانتفاضة والثورة الشعبية العارمة اليوم ضد النظام الإيراني الإسلاموي.
وامام هذا الحدث يحاول قادة ومسٶولو النظام الاسلاموي الإيراني اليوم اتهام الخارج ومعارضين إيرانيين في الخارج بالوقوف وراء أعمال الثورة والاحتجاجات المستمرة التي تجتاح البلاد منذوا الشهر الماضي ودخلت شهرها الثاني .
والكارثة الكبرى أن غالبية قادة النظام الديني الإسلاموي يقولون بدون خجل أن الانتفاضات الشعبية المندلعة ضدهم على أنها مساعٍ ومحاولات مشبوهة لزعزعة الاستقرار من قبل الغرب كما يقولون عبر جماعات وأفراد محدودة فقط ، يبدو ان مسؤولي النظام لم يفهموا أن الثورة والاحتجاجات العارمة يقف وراءها كل أبناء الشعب ولها مسبباتها وليس جماعات وأفراد محدودة مدعومون من الغرب مثلما يروجون له وان تلك ادعاءات النظام ليس الا وسيلة لتبرير الجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين و ليس لها اساس من الصحة وكذب . وعلى اساس ذلك تعامل النظام الديني الإسلاموي في إيران مع تلك الإحتجاجات والثورة الشعبية بمنطق القوة والعنف الوحشي بهدف احتوائها إلا أنه فشل وسيفشل وبات عاجزاً وخرج الوضع عن سيطرته تماما لان سياسة استخدام القوة والعنف لا يولد إلا عنف وانتقام واندفاع وغضب شعبي وازدياد منسوب الاحتجاجات أكثر فرغم القمع الوحشي للنظام وارتفاع عداد القتلى واعتقال الآلاف بحق المتظاهرين ، ظل الشعب الإيراني مستمر في انتفاضتة الشعبية رافع العصا ويصرخ منذ أكثر من شهر والى هذه اللحظة : الموت للديكتاتور المقصود به خامنئي ويسقط نظامة الإسلاموي الفاشي المتهالك.
ان معطيات الأحداث في إيران تدلل على بروز علامات التصدع ومؤشرات السقوط الواضحة داخل بنية النظام الإيراني بشقية الاول العسكري والأمني ” فالجيش والشرطة التي تقتل وتعتقل المتظاهرين من أبناء شعبهم يدركون جيدا انهم في طريق الخطأ وان جرائم ما يفعلوه بحق المتظاهرين لن تغفر لهم لدى نظام خامنئي المتطرف واحق بهم أن ينحازوا إلى جانب المتظاهرين اما الشق الثاني المدني غالبية الأحزاب السياسية ومسؤولين في النظام غير راضين على القتل والقمع بحق المتظاهرين وهذا ما يؤكد أن نظام الملالي الديني ان لم يسقط اليوم حتما سيسقط غداً هكذا قالتها كلمة الانتفاضة والثورة الشعبية وان ملايين الإيرانيون يواجهون الة القتل والقمع والاعتقال بحقهم لكنهم بكل تأكيد يرسمون بدمائهم لحظة صناعة التاريخ وإيران بلا نظام الملالي الاسلاموي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إلى أي درجة قد تضغط المقاطعة والاحتجاجات الشعبية على الدول ا


.. -رجل الدبابة-.. رمز للمقاومة ضد قمع الدولة الصينية للمتظاهري




.. لافتة قرب البرلمان البريطاني تدعو حزب العمال لـ-وقف تسليح إس


.. كلمتي زوجة مصطفى دكار وعبد الحق الواسولي في المهرجان التضامن




.. زعيم حزب العمال البريطاني يؤكد أهمية الردع النووي: بدأ عصر ا