الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث أخطاء أستراتيجية وقع بها التشرينيون

نايري عبدالله الشياعي

2022 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


في 1 / 10 / 2019 خرجت تظاهرات عراقية خالصة رفُعت شعاراً " نريد وطن " , عرفت بــــ أنتفاضة تشرين ؛ وذلك بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية وأنتشار الفقر والبطالة , وكذلك أنتشار الفساد المالي والاداري في مؤسسات الدولة كافة . وقد طالبت الأنتفاضة بأسقاط النظام السياسي العراقي الحاكم , وإلغاء نظام المحاصصة الطائفية المقيتة , وعدم تدخل دول الجوار الاقليمي المحيطة بالعراق بالشأن السياسي العراقي . وتُعد أنتفاضة تشرين أهم أنتفاضة شعبية سلمية وطنية بحتة في التاريخ السياسي العراقي , وقد جاءت تشرين نتيجة مسار تاريخي سياسي مظلم سيطر على العراق وشعبهُ لمدة 19 عاماً . وقد أنتهت أنتفاضة تشرين غير أنها حققت نتائج أيجابية , إذ أنها غيرت مجرى العملية السياسية وسيطرة الرأي العام العراقي على القوى السياسية العراقية المتنفذة والتي جاءت في العام 2003 , ووضعت الأساس للتغير العراقي القادم , ومهدت الطريق لأنتفاضات شعبية عراقية مستقبلاً .
وعلاوة على ذلك , يجب القول بأنه لا توجد أنتفاضة أو ثورة تخلو من الأخطاء , وهنالك ثلاث أخطاء أستراتيجية وقع بها التشرينيون وهي كالآتي :-
1_ عدم مشاركتهم في ألانتخابات الآخيرة والتي جرت في 10/10/ 2021 ؛ إذ نفترض لو شاركت كل القوى التشرينية بالانتخابات , ربما ستحصل على أكثر المقاعد , ومن ثم تستطيع تشرين تكوين جناح سياسي يحميها من سطوة الأحزاب التقليدية المتنفذة ولاسيما أن قانون الانتخابات رقم ( 9 ) لعام 2020 القائم على نظام الفائز الأول ( أعلى الاصوات ) , ونوع الترشيح الفردي , فضلاً عن ذلك , أشترط القانون على المرشح الفرد تقديم ( 500 ناخب ) داعم غير متكرر , وعلاوة على ذلك , فقد أعطى قانون الانتخابات رقم ( 9 ) لعام 2020 فرصة لا تتكرر لصعود المستقلين والكتل الناشئة .
2_ عدم وجود قيادة وطنية خالصة ورؤية وأهداف واضحة ومحددة , فبعد عام 2020 تشتت جمهور أنتفاضة تشرين , وأنشق بعض الأطراف منها , وأصبح لكل تجمع بشرين رؤية وتوجهات مختلفة عن الطرف الآخر , وأصبح كل طرف يريد القيادة والزعامة , وبالتالي أضعفت قوتهم وسهلت على الأعداء تفريقهم . فكلما توحدت تشرين كلما زادت قوتهم .
3_ خلق عداء مع الصدريين , أغلبنا يعرف أن الجمهور الصدري كان جزء من أنتفاضة تشرين, وبعض الرؤى والأهداف الصدرية تتفق مع أهداف ورؤى تشرين ولاسيما حصر السلاح بيد الدولة وإلغاء المحاصصة والتوافقية والتبعية ومحاربة الفساد , وعلاوة على ذلك , كان لأبد لتشرين أن تقوم على مبدأ ( عدو عدوي صديقي ) , بغض النظر عن الأخطاء السلبية التي أقترفها الصدريين بحق المتظاهرين التشرينين , وكذلك مشاركة القوى السياسية الصدرية وفشلها بالعملية السياسية منذ عام 2005 الى عام 2019 , وذلك لاسباب وهي كالآتي : بأن الجمهور الصدري ولد من رحم معاناة المجتمع العراقي وهو يختلف عن القوى السياسية الصدرية , وكذلك الجمهور الصدري جمهور منظم بشكل جيد ولديه قيادة مركزية موحدة . وينبغي التذكير بأن المقصود بهذه الفقرة ( الجمهور الشعبي الصدري وليس القيادات السياسية للتيار الصدري ) .
وأخيراً يمكن القول , بأن أحياء الذكرى الثالثة من تشرين لعام 2022 قد وضحت ملامح الحكومة المقبلة , وكيف ستتعامل مع المتظاهرين والمخالفين لها بالرأي مستقبلاً . ووفقاً لما سبق, أذن لأبد بأن تكون أنتفاضة تشرين القادمة هي المشاركة بالعمل السياسي والضغط على الحكومة لتفعيل قانون الأحزاب رقم ( 36 ) لعام 2015 , وتغيير المفوضية العليا للانتخابات , وحث التشرينين كافة على المشاركة بالانتخابات ودعم الكتل الناشئة والمستقلين الذين خرجوا من أنتفاضة تشرين حصراً , او الكتل السياسية التي تتبنى أهداف تشرين ؛ وذلك من أجل خلق قوى سياسية تشرينية موازية للأحزاب التقليدية التي جاءت بعد عام 2003 , وتحقيق الأهداف التي خرجت من أجلها تشرين . كما يجب على قوى تشرين أن تعمل على أقامة علاقات مع القوى السياسية الاقليمية والدولية , وأنشاء تحالفات أقليمية ودولية مع الدول المؤثرة في الواقع السياسي العراقي , كما يجب على قوى تشرين أن تتعامل مع الواقع السياسي بواقعية سياسية وموضوعية وليس على أساس العاطفة , فلا توجد مبادىء ثابتة في السياسة ولا عدو دائم ولا صديق دائم , وأنما توجد مصالح دائمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د