الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيات (1) وادم حجاز كار يوسف عمر

طارق حربي

2022 / 10 / 25
الادب والفن


عراقيات
(1)
وادم حجاز كار يوسف عمر
طارق حربي
مقام الحجاز كار (الكار في اللغة الفارسية تعني العمل أو الصَّنعَة) فرع من فروع مقام الحجاز، ويبدأ على درجة الدّو، ويُعزف على الجيتار أيضاً، لكن يبدأ على درجة المي. مَنْ مِنَ العراقيين من جيلنا، إذا سمعه بصوت الراحل يوسف عمر، لا ينخلع قلبه من مكانه؟
لا يقنط ولا يتكدَّر؟
لا يوجد - على الأرجح - مقام مثله يحفر عميقاً في الوجدان والروح العراقية!
سمعتُهُ أول مرة في حافلة نقل الركاب المليئة بالجنود (أواسط الثمانينيات) وكنتُ متوجهاً حينذاك إلى الناصرية، في إجازة دورية من الحرب المجنونة في شرق البصرة. تَعَكَّرَ مزاجي في الحال رغم سعادتي بالإجازة أسبوعاً واحداً كل أربعين يوم، وفي احتدام المعارك كل شهرين أو ثلاثة!
انتابني خلال السماع شعور غريب بالأسف والفقد وجور زمان!
- قادم من حرب شعواء لا ناقة لي فيها ولا بغل، فقدتُ فيها عام 1982 شقيقي حسين، وكان ابن الثامنة عشر ربيعا!
- أسمع مقام (وادم) الذي لا يزيد سامعه في سنوات الحرب إلّا كَرباً وقنوطاً!
- في الطريق إلى بيتنا في حي الأرامل والأيتام بالناصرية!
هل تحتاج المآسي الثلاث إلى أكثر من مقام حزين ليفجر نواتها؟!
وجدتُ خلال البحث في المظان بعد عقود من السنوات، أغاني مشهورة غُنِّيَت على المقام المذكور
أنا هويتْ لسيد درويش
أنا في انتظارك لأم كلثوم
كامل الأوصاف لعبد الحليم حافظ
مُضناكَ لمحمد عبد الوهاب
فوك النَهْ خِلْ لناظم الغزالي
على سبيل المثال لا الحصر!
مهما شابَ تلك الأغاني من حزن شفيف لفقد حبيب وانتظاره ومناجاته والتغني بجماله، لكنها أقل حدة وجزعاً من (وادم) يوسف عمر!
كتب المرحوم علي الوردي في لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، ما يلي
"يُخَيَّلُ إليَّ كلما سمعتُ قاريء مقام يغني أنَّه الناجي الوحيد من الفيضان!" وما أكثر فيضان دجلة والفرات في التاريخ؟ حتى كأنَّ الفراتين في شدَّة قسوتهما، ومدى تدميرهما للقرى والمزارع حولهما خلال مواسم الفيضان، يهزآن بسكان ما بين النهرين!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل