الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من خلال طبيعة نظام الحكم ينشأ الوجود الاجتماعي

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


إن طبيعة نظام الحكم الذي يسود المرحلة من التاريخ ينشأ الوجود الاجتماعي أي حياة الناس على ضوء طبيعة النظام السياسي والاقتصادي تتكون وتنشأ حياة المجتمع الروحية والأيديولوجية وآراء الناس وتصرفاتهم السياسية والحقوقية والأخلاقية وتعتبر حياة الناس المادية في ذلك المجتمع واقع موضوعي مستقل عن إرادة الناس الروحية في ذلك المجتمع وتعتبر حياتهم العقلية التي هي مجموعة الأفكار الاجتماعية والسلوك والتصرفات هي انعكاس للواقع الموضوعي لوجودهم الاجتماعي من خلال طبيعة الحكم السائد في تلك المرحلة.
إن طبيعة الحياة وديناميكيتها وتقدمها وتطورها تدفع مسيرة التاريخ إلى أمام لأن ليس من طبيعتها الجمود والثبات لأنها حسب طبيعتها وتكيفها بعضها مع بعض بصورة متبادلة تخضع لقوانين موضوعية مستقلة عن إرادة الإنسان وهي التعبير عن الضرورة الحتمية التاريخية وهذه القوانين سواء كانت علمية أن طبيعية هي تمثل قوانين التطور الاجتماعي التي اكتشفتها العلوم الاجتماعية في التقدم والتطور هي ذات علاقة وثيقة تنبثق من طبيعة الحياة الاجتماعية من خلال سياق حركات التقدم والتطور أو من سياق التناقضات الاجتماعية وقد تكون ذات صلة بين الحوادث وحركات التطور الخارجية عرضية أو ضرورية داخلية أساسية عندما تولد الضرورة حادث من الحوادث حادثاً آخر كما يولد السبب النتيجة.
إن الصراعات والتناقضات بين الشعب وسلطة الحكم عندما تصبح الدولة عاجزة عن التقدم والتطور مضى زمانها تصبح ظروف المجتمع متناقض وتناحري يؤدي حتماً إلى الصراع بين سلطة الحكم والشعب .. فالقانون العام يعكس العلاقة المتبادلة الديالكتيكية بين سلطة الحكم والشعب كالمضمون الذي يمثل الشعب والشكل الذي يمثل سلطة الحكم فإن أي تغيير يطرأ على الشكل الذي هو سلطة الحكم نتيجة مواقف وأفعال تنعكس سلبياً على المضمون ومن خلال تراكم السلبيات والمتناقضات في المضمون الذي هو الشعب يؤدي إلى انفجاره وتغيير الشكل الذي هو سلطة الحكم.
من خلال هذه النبذة التي تعكس من خلالها التقدم والتطور والصراع والنزاع الذي يعكس حتمية التاريخ فإن المشكلة العراقية لا يحل التناقض والصراع بها إلا من خلال سلطة حكم عادلة تتخذ من الإصلاح والتغيير أسلوب ونظام حكم جديد لأن الماضي لا تعالجه وتنقذه من أمراضه الترقيعات والتسويف وتغيير الوجوه في تقويمه وإصلاحه لأن الوجوه القديمة التي عاشت في سلطة الحكم عشرون عاماً نشأة وترعرعت نفوسها وسلوكها في أحضان النظام القديم بعكس النظام الجديد يحتاج إلى عناصر ووجوه جديدة مؤمنة ومخلصة تحمل راية الإصلاح والتغيير ..
إن كابينة الوزارة التي سوف يشكلها السوداني مؤلفة من ثلاثة وعشرين وزيراً وقد طلب السوداني أن تكون ثلاثة وزراء من خارج الأحزاب والكتل السياسية يعني ذلك أن عشرين وزيراً نشأوا وعاشوا في ظل وعمل وحياة الحكومات السابقة .. هل من المعقول أن يتم الإصلاح من خلالهم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار