الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مئوية المفكر الفلسطيني صليبا خميس

سليم علي سليمان

2022 / 10 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تحل في هذه الايام ذكرى مئوية المفكر الفلسطيني صليبا خميس

ولد صليبا خميس ٢٢/١٠/١٩٢٢ في مدينة رام الله لعائلة فلسطينة الجذور من قرية الرينة قضاء الناصره ،تركت بصمات على تاريخ الحركه الوطنيه الفلسطينيه ، ومن اهم شخصيات العائله العالم الفلسطيني بريفسور سالم خميس ، الذي عمل لسنوات طويله ، في هيئة الامم المتحده في رئاسة منظمة الغداء والزراعه ( الفاو) الدوليه التي مقرها مدينة روما في ايطاليا وامتد نشاطه خلال فترة عمله لعشرات دول العالم، وبشكل خاص دول العالم الثالث.
كلن اول نشاط سياسي للمرحوم صليبا خميس ، عندما انخرط في صفوف الحركة الوطنيه في الكلية البروتستانت في رام الله . وكان اول اعتقال له على يد قوى الامن البرطانيه عندما قاد احدى المظاهرات المنددة للاحتلال البريطاني للبلاد إبان ثورة ١٩٣٦، وقد اعتقل مع عدد من رفاقه لعدة اسابيع .
درس صليبا في الكليه البروتستانتية في رام الله ما بين السنوات ١٩٤٥١٩٤٧ . عاد الى الناصره إبان حرب ١٩٤٨ ، وقد كان من قادة عصبة التحرر الوطني التي تاسست ١٩٤٣
واسندت اليه مهمة قيادة نشاط الحركة في الناصره بعد ان استقر فيها وأبان النكبه وعمليات التهجير التي تعرض لها الشعب العربي الفلسطيني ، قاوم صليبا خميس عمليات التهجير وكان ان اصدر منشوراً سياسيا ناشد اهل المدينه بعدم الرحيل والبقاء والصمود في البلاد ، والتصدي لكافة محاولات التشريد والترحيل ،فعلا نجح صليبا ورفاقه في انقاذ قطاعات كبيره من اهل الناصره بالبقاء والصمود ، هذا بالاضافه لما قام به رئيس البلديه في ذالك الحين يوسف محمد على الفاهوم في التوقيع على اتفاقيه استسلام ( כניעה )الناصره مع القاده العسكرين الاسرائلين، يوم سقوط الناصره في ١٦/٧/٤٨ والتي افضت الى عدم تهجير المدينه.
استقر صليبا خميس في الناصره واعتبر احد ابرز قادة الحزب الشيوعي ، وقاد الحركه العماليه في منطقة الناصره ، وحتى اقترنت فترة الستينيات بشخص صليبا ودوره القيادي،في الحركه النضالية ضد سياسة الحكم العسكري التي فرصت على السكان العرب الفلسطنيون الذين بقيوا في البلاد .
في سنة ١٩٦٧ اسندت له مهمة تحرير صحيفة الاتحاد ( صحيفة الحزب الشيوعي) التي تصدر في مدينة حيفا.
في سنة ١٩٦٨ تم توليه مهمة تمثيل الحزب الشيوعي في براغ تشيكوسلوفاكيا ، في مجلة قضايا السلام والاشتراكيه . والتي كانت تترجم لعشرات اللغات العالميه .
في سنة ١٩٧٥ كان من ابرز مؤسسي لجنة الدفاع عن الاراضي ،وتم تعينه سكرتير "لجنة الدفاع الدفاع عن الاراضي" وتم اختيار القس شحاده شحاده من بلدة كفر ياسيف رئيساً ل هذه اللجنة.
يعتبر صليبا خميس احد ابرز الكتاب والمفكرين العرب الفلسطنين في القرن العشرين الى جانب كل من ادوارد سعيد هشام شرابي، وليد الخالدي ، اميل توما،اميل حبيبي ، محمود درويش، سميح القاسم ،سالم جبران ، عزمي بشاره، .يعتبر صليبا خميس من اهم ابرز قادة الحزب الشيوعي على مدار اربعة عقود ، خلال ذالك سار صليبا على خيط رفيع جداً بين انتمائه الوطني القومي وانتمائه الماركسي الشيوعي ، ونشاطه في الحزب الشيوعي الاسرائيلي ، لقد مثل في كتاباته المنبثقه عن فكره السياسي انتمائه العربي الفلسطيني ، والذي اعتبر في نطر السلطه تجاوز الخطوط الحمر. الامر الذي حدى بالسلطات الاسرائليه فرض اومر اقامة جبريه عليه لفترات طويله. ( كان اكثر مواطن عربي في الداخل تفرض علبه اقامة جبريه ) .
تعتبر فترة سبعينيات القرن الماضي من اهم محطات النضال حيث تعرضت الاقليه العربيه في اسرائيل لموجة مصادرة اراضي واسعه في الجليل ، بحجج واهيه من قبل السلطات الاسرائليه وما كان من الحزب الشيوعي التصدي لمصادرة الاراضي العربيه في الجليل والمثلث والنقب، حيث تم تاسيس ماعرف بلجنة الدفاع عن الاراضي هذه الفتره كانت من اهم فترات النشاط السياسي ل صليبا خميس ، حيث قاد اضراب يوم الارض الى جانب رفيقه توفيق زياد الذى كان يشغل منصب رئيس بلدية الناصره منذ سنة ١٩٧٥ونائبًا في الكنيست ممثلا لقائمة( راكاح)الحزب الشيوعي الاسرائيلي
في مطلع سنوات الثمانينات بدأت تظهر في الحزب الشيوعي الاسرائلي بوادر الخلافات الايدلوجية والفكريه حول الطروحات السياسيه والتنظيمية المختلفه، وكان صليبا خميس من اشد المنتقدين لنهج الحزب وقادته ، حيث، شارك في اعمال المؤتمر العشرين" للحزب الاسرائيلي "الذي عقد في نهاية سنة ١٩٨١ في مدينة حيفا ، موجه انتقادات شديده للحزب حول طروحات الحزب في مختلف القضايا التي تخص العمل السياسي والتنظيمي.
حيث اعترض على رفع العلم الاسرائيلي في موئتمرات الحزب طالما هذا العلم يمثل دولة الاحتلال ويرفع في المستوطنات في المناطق المحتله .مستشهدا بالحزب الشيوعي البريطاني الدي كان يرفض رفع العلم البريطاني الذي يمثل بريطانيا الاستعماريه وسياساتها في قمع الشعوب المناضله من اجل التحرر والاستقلال .
وعلى اثر توجيه الانتقاد للانحرافات السياسيه والتنظيمية على حد تعبيره للحزب الشيوعي تمت ملاحقة صليبا خميس على هذه الخلفيه من قبل مجموعة في القياده للحزب دعيت مجموعة توفيق طوبي ، لاحقاً توسعت دائرة المعارضه له في الحزب حيث بدئت عملية اقصائه من مواقع قياديه بالحزب ، ومنع من النشر في صحف الحزب مما اضطره ان ينشر في صحف مستقله غير حزبيه .
في سنة ١٩٨٥ تم فصل صليبا بشكل نهائي من صفوف الحزب على خلفيه ما اطلق عليه الحزب الشيوعي الانحرافات السياسيه والتنظيمية ل صليبا خميس .وتباعاً تم كما هو معروف فصل رفاق اخرون من قادة الحزب ومنهم اعضاء بالمكتب السياسي.
تابع صليبا خميس بعد فصله من الحزب نشاطه الفكري والاجتماعي في اوساط المثقفين العرب وتقرب من الكتاب اليهود التقدمين ، وشارك في ندوات سياسه وادبية مختلفه، ونشر مقالات سياسيه وفكريه في صحف عربيه في صحف مستقله خاصة صحيفة الصنارة التي تصدر بمدينة الناصره.
في سنة ١٩٩٤ غادر صليبا خميس البلاد مشاركا في مؤتمر سياسي دولي في في مدينة جنيف في سويسرا، للمنظمات الغير حكوميه ، حيث ترأس وفد من ممثلي القرى الغير معترف فيها في الداخل الفلسطيني من قبل دولة اسرائيل .
ولكن وافته المنيه بشكلٍ فجائي اثناء اقامته في سويسرا خلال فترة انعقاد الموتمر . حيث اعيد جثمانه الى مدينة حيفا ودفن فيها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في