الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلم الأمريكي..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2022 / 10 / 26
السياحة والرحلات


كانت في الصف الأخير من الدراسة الثانوية ، حين قدِم وفد من الشباب اليهود الاميريكيين، من التيار الإصلاحي لزيارة قريتها، والبقاء فيها لفترة ... قدموا للتعرف على المجتمع العربي الفلسطيني من مواطني دولة اسرائيل ... كان ذلك قبل ما يزيد على الأربعين عاما.. ومن حينها نشأت صداقة متينة بينها وبينهم... فمع بعضهم كانت العلاقة قوية متينة ، وأقل متانة مع آخرين..
انهت دراستها الثانوية ، وعملت، لكن العلاقة استمرت، خاصة وأنهم بعد أن غادروا القرية، سكنوا في مدن يهودية ، وتمت اللقاءات وتوالت، وتبودلت الزيارات، وأجاد قسم كبير منهم العربية والعبرية ...
وبعد سنوات قليلة، أقنعها أحد هؤلاء الأصدقاء، بزيارة الولايات المتحدة والمكوث فيها لعام واحد على الأقل، بهدف التعرف على المكان والإنسان وإجادة الانجليزية حديثا وفهما...
رفضت السفارة طلبها ومنعتها من التقدم لتأشيرة دخول الى الولايات المتحدة ،لثلاث سنين متتالية ... حزنت، غضبت ، وتقبلت الأمر على مضض... لم يعنِ هذا توقف انقطاع العلاقة مع الأصدقاء الامريكان، بل توثقت بهم العلاقة أكثر...
وتمضي السنين ، تزوجتني ، أنجبنا إبنا واربع صبايا ، وانشغلنا بتربيتهم وتعليمهم... لكن الحلم برومانسيته، كان لا يزال يداعب مخيلة شريكة الحياة ... وخلال هذه الفترة استقبل بيتنا ولعدة مرات أصدقاءها الامريكان ، أحر استقبال، ومكث قسم منهم ، معنا لعدة أيام .
حصلنا سوية على "الفيزا"، لكن وباء الكورونا داهمنا .... يا للحظ !!!!
وجاء اليوم الموعود ، حين قررت ابنتنا الكبرى ، أن نرافققها في رحلة لها الى اميريكا والمكوث عند صديقة شريكة العمر ( التي كانت وما زالت فردا من عائلتنا )،وتحقيق حلم امها منذ عقود مضت ...
وبعد سفرة طويلة جدا ، لم أكن أتوقع بأنني وشريكة العمرـ قادران على تحملها،( وخصوصا أنا المدخن المدمن)، هبطت طائرتنا في مطار سان فرانسسكو ،صبيحة يوم جمعة ، وكُنا قد سافرنا خمسة عشر ساعة ونيف... لنتعرف وعلى جلودنا عن فارق التوقيت "الخيالي" ، إذ سافرنا في الواحدة صباحا من يوم الجمعة، من مطار اللد ، لنصل سان فرانسسكو وبعد سفر طويل جدا، في الساعة السادسة من صبيحة يوم الجمعة نفسه ... بالمختصر وكأننا سافرنا خمس ساعات فقط ,,,!!!
وجدنا في انتظارنا رجلا يحمل لافتة كُتبت عليها اسماؤنا، وكان هو الذي سيوصلنا الى بيت الصديقة والتي قامت بإستئجار النقلية عبر "الأوبر"، وكان مهاجرا ومن أصول أفغانية...تعرفنا عليه وتبادلنا الحديث بالإنجليزية طبعا، وقادني حب استطلاعي لسؤاله عن انتمائه العرقي ، هل هو بشتوني؟ ليتضح بأنه من أصول طاجيكية ...
أكتب هذا ، لأن ما أعجبني في امريكا ولفت انتباهي، هو هذا التنوع الإثني الكبير، ومن كل القوميات ، العرقيات والألوان... ولا يعني إعجابي بالتنوع الإثني، أنني أقول بأن الجميع يحظون بنفس الفرص في الحياة ، أو بأن أبناء وبنات العرقيات المختلفة والمتنوعة يحظون بنفس الفرص... إذ يُلاحظ السائح أو الزائر بأن غالبية من يُقدمون له الخدمات، في المطاعم والمقاهي ( أي النُدل والنادلات)، هم من ذوي البشرة السمراء، بل ومن الامريكان الجنوبيين (اللاتينو- اميريكان)... وسود البشرة، والقليل من البيض..
إضافة الى العاملين في الزراعة، وأكاد أجزم بأن أغلب العاملات في الزراعة ، هن من المكسيكيات...!! إذ شاهدنا مزارع ضخمة وهائلة تجتمع فيها العاملات لجني الثمار، وذلك أثناء تنقلنا بين المدن في منطقة سان فرانسسكو ..
وبعد أن وصلنا الى بيت الصديقة ، واسترحنا قليلا، وتناولنا فطورا ، شربنا القهوة العربية التي احضرتها شريكة العمر ،معنا ، قمتُ بالتواصل عبر تطبيق " واتس أب" مع العزيز والزميل في موقع الحوار المتمدن، الأخ نضال الربضي ، سائلا إياه عن عنوانه في امريكا... ليتضح بانه يبعد عن مكان اقامتنا سبع ساعات سفر في الطائرة ... لقد أردت أن أُفاجئه ... لكن لم اتمكن من زيارته ....
كانت مستضيفتنا " الينور"، واسمها بالعربي " عاليا" وبالعبري " إلي" ،وهذه الاسماء حصلت عليها اثناء مكوثها في اسرائيل .. قد خططت برنامج إقامتنا بالتفصيل ، ماذا سنفعل، أي الأماكن نزور، بالمُختصر برنامج سياحي متكامل ، وكانت قد حجزت ودفعت سلفا عن كل شيء...
كانت إقامتنا في مدينة بيركلي ، وهي مدينة جميلة وهادئة ، تشتهر كما هو معلوم بجامعتها الشهيرة على المستوى العالمي ، والتي تُعتبر الجامعة الوحيدة في الولايات المتحدة ، جامعة عامة (حسب أقوال عاليا)، أي بملكية الدولة!!! وكل الجامعات هي جامعات خاصة ، كما هي العادة في كل شيء في امريكا..
يدرس في جامعة بيركلي ما يزيد على الثلاثين ألف طالب، زرناها وتجولنا بالسيارة بين كلياتها المتعددة ، وكان اعجابنا كبيرا بالجامعة ، بمبانيها الجميلة والتنوع في كلياتها ، وجمهور طلابها..
وسأكرس الجزء الثاني من المقال للتحدث عن انطباعاتي ومعايشاتي أثناء اسبوعين من إقامتنا في بيركلي وفي اسيلومار..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران