الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبر . المغرب يتجهز لاستقبال لقاء مغربي ، اسرائيلي ، امريكي ، وعربي بمدينة الداخلة ، تحت عنوان - صحراء النقب 2 - ، بعد اجتماع لقاء - صحراء النقب 1 - بجنوب فلسطين المحتلة . ما هي نسبية صحة الخبر ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2022 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


ودائما فان الاخبار عن قضايا المغرب ، تأتي من الصحافة الأجنبية ، خاصة الإسرائيلية ، والفرنسية ، والاسبانية ، والأمريكية ..
كالمعتاد ومن دون تدقيق ، وتحقيق ، وضبط للخبر ولصحته ، تداولت المواقع الالكترونية المغربية ، والعديد من المواقع الصحافية العربية ، والأجنبية ، وبما فيها الناطقة بالعربية ، خبرا انتشر في الساحة الإعلامية كالهشيم في النار .
الخبر يبشر بان النظام المغربي ، بصدد التحضير والتجهيز لتنظيم لقاء يضم الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل ، وبعض الدول العربية كمصر ، والامارات العربية المتحدة ، والاردن ، والبحرين ، في شهر يناير القادم 2023 بمدينة الداخلية ، تحت عنوان " صحراء النقب 2 ، كاستمرار لصحراء " النقب 1 " الذي تم تنظيمه بالأراضي الفلسطينية المحتلة هذا العام في شهر مارس الماضي ، وحضره النظام المغربي بوزير الخارجية ناصر بوريطة ، الذي لم يفوت الفرصة تمر دون ان يتقدم بطلب للدول الحاضرة ، بأن يكون اللقاء القادم للدول المجتمعة بالنقب الفلسطينية ، بمدينة الداخلة بالصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو ، والمعنون ب " صحراء النقب 2 " .
ما يهمنا نحن كمحللين للمعطيات المتوفرة ، من خلال هذا الصخب الإعلامي المنفلت ، ومن دون ضوابط . هل الخبر صحيح ؟ وانْ كان صحيحا مع بعض التحفظات التي تفرض نفسها على بعض الدول كأمريكا وحتى إسرائيل ، ما هي نسبية صحته ؟
بالرجوع الى المواقع الصحافية العربية ، والأجنبية ، وخاصة الصادرة منها بالعربية ، سنجد انها مواقع كبرى ومؤثرة في القراء ، وفي صناعة الرأي العام ، ك " الحرة " ، و " رأي اليوم " ، و " القدس " ، وفرنسا 24 ، وروسيا اليوم .. الخ .. لكنها وهي تزف الخبر كحدث قادم وصحيح في يناير القادم ، لم تكلف نفسها عناء التأكد واليقين من صحة الخبر من عدمه ، ونشرته كحقيقة أصبحت مسلمة ولا ينقصها غير حلول موعد انعقادها .
قد نتفهم ترويج المواقع الإخبارية المغربية للخبر دون التأكد من صحته ، لان المقصود بالترويج لخبر من هذا المستوى ، وعشية انعقاد مؤتمر القمة العربية الفاشل حتى قبل انعقاده ، هو النظام الجزائري الداخل في حرب إعلامية ضروس مع النظام المغربي ، سيما وهم يعرفون التأثير الذي سيتركه الخبر في نفسية حكام الجزائر ، الذين يتصارعون مع النظام المغربي نزاع الصحراء .
لكن انْ يتم الترويج لهكذا خبر من مواقع صحافية اجنبية ، واجنبية ناطقة بالعربية ، ومن دون التأكد والجزم من مصداقية صحة الخبر ، يبقى خروجا شادا عن القاعدة التي تشترط الصحة ، والمصداقية ، والتدقيق ، والتحقق من الخبر قبل نشره ، لان بالتصرف بخلاف القاعدة واصلها الاخلاق ، فان سياسة بناء الرأي العام تكون مغلوطة ، وتعاكس ما تنطق به الحقيقة التي ستصدم ضحاياها الحقيقيين والمفترضين .
وبالرجوع الى خبر انعقاد لقاء صحراء " النقب 2 " بمدينة الداخلة بالأراضي المتنازع عليها ، بعد لقاء صحراء " النقب 1 " بفلسطين المحتلة ، نتساءل عن المصدر التي استقى منه الخبر هؤلاء ، من مواقع صحافية الكترونية مغربية ، ومواقع صحافية اجنبية ، ومواقع صحافية اجنبية ناطقة بالعربية . لنجد ان مصدر الخبر إسرائيلي ، هو الفضائية الإسرائيلية " إسرائيل 24 " " I24 news " .
فهل كل ما يتصل بالقضايا الاستراتيجية المغربية ، وقضايا وامراض النظام السلطاني ، المخزني ، البوليسي العلوي ، مصدره ، ويأتي من إسرائيل ؟
وهنا نتساءل . عنْ منْ هي الجهة المسربة لإخبار الشأن العام المغربي ، اذا كانت تلك الاخبار افتراضا صحيحة ؟
أليس مستشار سلطان الحسن الثاني ، ومستشار السلطان محمد السادس اليهودي André Azoulay ؟
لكن بالرجوع الى الفضائية الإسرائيلية " I24 News " التي سربت خبر اجتماع صحراء " النقب 2 " بمدينة الداخلة في يناير القادم ، سنجد ان الفضائية الإسرائيلية ، ليست هي من يقف وراء مصدر الخبر ، بل سنجد ان الفضائية الإسرائيلية تحللت من كونها مصدر الخبر ، حين تركت مصدره مجهولا ، وربطته ونسبته لما قالت " مصادر مغربية مطلعة " ، ومن دون ان تعري عن هذه المصادر لتعطي لخبرها المصداقية المفقودة . ونحن نعلم ان العديد من الجرائد ، والصحافة ، والمواقع ، حين تريد الترويج لخبر غير صحيح ، لخلط الأوراق ، ولبعثرة المشهد ، والاختباء من الفضيحة عند ظهورها ، تستعمل بعض العبارات كالتي استعملتها القناة الفضائية الإسرائيلية من قبيل " مصادر مطلعة " ، " مصادر موثوقة " ، " مصادر نافدة " ، " شاهد عيان " ، " دوائر القرار " ... الخ ، للتسويق لشيء غير موجود ، وفرضه بالتالي كإمر موجود في ذهنية القارء غير النبيه ، وليس في الواقع الناطق بما فيه .
أنْ تجرأ القناة الإسرائيلية بالترويج لخبر غير مؤكد ، وتتنصل من مسؤوليتها في ترويجه ، وتختفي وراء " مصدر مطلع " ، " مصادر نافدة " ، " مصادر مقربة " ...الخ ، ليس بالأمر البريء ، بل هو تسريب مقصود قد يكون مدفوع الاجر من جهة مغربية ما ، أو أن يكون الاجراء بادرة إسرائيلية ، للرفع من سومة النظام المغربي في خضم الحرب التي تدور مع النظام الجزائري ، الذي اصبح ترابه في دائرة العناية الخاصة للدولة الصهيونية . ومن ثم وعشية انعقاد مؤتمر القمة العربية الذي فشل قبل انعقاده بسبب الغياب ، وبسبب المقاطعة اذا نفدها النظام السلطاني المخزني المغربي .. من سومة الحلف الذي يضم النظام المغربي ، مع الولايات المتحدة الامريكية ، والدولة الإسرائيلية التي اخرج النظام المغربي تطبيعه معها الى العلن ، وابرم معها اتفاقيات عسكرية بين الجيش الصهيوني وجيش السلطان العلوي ، وبين الأجهزة البوليسية ، بين وزارة الداخلية Le ministère de l’intérieure ، والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني DGST ، والمديرية العامة للأمن الوطني DGSN ، و الإدارة العامة للدراسات والمستندات DGED وبين الأجهزة البوليسية الصهيونية من أمان ، الموساد ، والشباك ... الخ .. فرمْيُ خبر انعقاد لقاء تحت اسم صحراء " النقب 2 " بمدينة الداخلة المتنازع عليها ، مع جبهة البوليساريو والنظام الجزائري ، ليس بالأمر العادي والسهل . بل هو خبرٌ عبارة عن بالون اختبار لرد النظام الجزائري ، ولنرفزته وهو الذي يكابد ويجاهد ، لإنجاح مؤتمر قمة عربية فاشل ، لاستثمار نتائجه في حربه ضد النظام المغربي إذا حضر المؤتمر .. ومن ثم تكون الدولة الصهيونية المتحالفة بسبب مصالحها الضيقة مع النظام المغربي ، قد سددت خدمة للنظام المغربي ، رغم ان خبر انعقاد لقاء صحراء " النقب 2 " غير صحيح على الاطلاق ..
فهل أمريكيا التي رمت في الرف باعتراف Trump الناقص ، والمقلب بمغربية الصحراء ، وتأكيدها على المشروعية ، وعلى الأمم المتحدة ، وضغطت عند تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة بملف نزاع الصحراء الغربية ، وترفض اجراء مناوراتها العسكرية التي تجري فوق التراب المغربي ، فوق أراضي الصحراء المتنازع عليها ، ستضرب كل هذا الإرث عرض الحائط ، وتقبل الحضور بمدينة الداخلة التي لا تعترف الإدارة الامريكية بمغربيتها ؟ .
وما دام انّ الإدارة الامريكية ، والأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، يركزون على الأمم المتحدة ، وعلى المشروعية الدولية المبنية على الاستفتاء ، فالخطورة انّ هؤلاء جميعا يعتبرون قضية الصحراء ، قضية تصفية استعمار حله يكون عن طريق الأمم المتحدة ..
ان هذه المواقف تفنّد وتدحض خبر حضور الولايات المتحدة الامريكية الى مدينة الداخلة المتنازع عليها ، وحتى إسرائيل الدولة المطبعة مع النظام المغربي ، لا تعترف كدولة وكحكومة بمغربية الصحراء ، وتتدرع هي كذلك بالأمم المتحدة . فهل اعتراف وزير داخلية الكيان ، كاف لتأكيد والاقرار بمغربية الصحراء ؟ والسؤال . ماذا منع ويمنع إسرائيل كدولة وكحكومة ، من اصدار قرار صريح تعترف فيه بمغربية الصحراء ، لو كانت بالفعل مع مغربيتها ، ولا تتلاعب بالنظام المغربي بعد انْ تورط في التوقيع معها على اتفاقيات عسكرية وبوليسية ، لن تكون في اصلها غير ضد القدس ، وضد فلسطين ، وضد القضايا القومية العربية ، وضد الوطنية المغربية التي ترفض إسرائيل كنظام الابارتايد L’apartheid العنصري والقاتل ..
ان المشكل في هذا الخبر الرائج ، انْ لا احد من الموزعين والمروجين ، تحمل مسؤولية ترويجه ونشره ، واكتفى الجميع بالإحالة على مصدر " I24 news " التي تحللت هي بدورها منه عندما أسندت
مصدره الى مجهول افتراضي مثلته في " مصادر مغربية مطلعة " ، لكن دون تعرية من هي المصادر . ونحن من جانبنا لنفرض جدلا انه يوجد " مصدر مغربي مطلع " ، فان عجز الفضائية الإسرائيلية عن تسمية وتعرية الشخص المجهول الافتراضي ، وهو غير موجود مثل ان الخبر غير صحيح ، لن يكون غير André Azoulay مستشار السلطان محمد السادس ، لا رباك النظام الجزائري ، وتدويخه ، وجعله في ارتباك بين السهر على عقد مؤتمر عربي فشل حتى قبل انعقاده ، بسبب غياب الملوك والرؤساء ، وبسبب مقاطعة النظام السلطاني المغربي إنْ حصلت ، وأكيد ستحصل لا نها فرصة مواتية لن تتكرر مرة أخرى . فالخبر يدخل في الحرب المشتعلة بين أجهزة مخابرات الدولتين لإتلاف أوراق الخصم ، وبعثرة اجنداته ، وارباك مخططاته .
ان دعوة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للمجتمعين في جنوب فلسطين المحتلة ، اجتماع صحراء " النقب 1 " ، " نأمل أن نلتقي في صحراء أخرى بالروح نفسها " ، وهو يقصد مدينة الداخلة تحت عنوان صحراء " النقب 2 " ، لن تحصل ابدا .. للاعتبارات والأسباب التي شرحنا أعلاه .. ويبقى الخبر يدخل في حرب الاشاعة والاشاعة المضادة لجعل العدو يضيع الطريق ، ويتيه في الادغال ، وحتى تكون مخططاته مجرد ضرب اخماس في اسداس ..
والسؤال . اين القنصلية الامريكية بمدينة الداخلة ؟ وأين الخمس مليار دولار التي وعد بها Trump النظام المغربي بعد اشهار التطبيع مع الدولة العبرية ؟
اكيد انّ ما يؤلم النظام المغربي وآلمه كثيرا ، ليس عدم فتح القنصلية الامريكية ، بل انّ ما آلمه كثيرا هو تبخر الخمس مليار دولار في مهب الريح ، وهو المعروف بعشقه وحبه للدولار واليورو حد الهيام ، وبشكل Boulimique .
يجب انتظار النتائج التي سيسفر عنها اجتماع مجلس الامن هذا الشهر بخصوص نزاع الصحراء الغربية . فالدورة الحالية ستكون اخطر دورة بالنسبة للنظام المغربي ، لأنه فقد دعم ومساندة احد ( اصدقاءه ) التقليدين هي فرنسا بمجلس الامن . الآن النظام المغربي سيجد نفسه وحيدا كاليتيم ، ومن دون معيل معاون . فماذا اذا قرر مجلس الامن توسيع صلاحيات La Minurso لتشمل حقوق الانسان . من هي الدولة المالكة لسلاح الفيتو داخل مجلس الامن ، ستقف حائلا دون استصدار قرار في الامر وبإجماع دول الفيتو ؟
واذا صدر قرار مجلس الامن بالتنصيص والتشديد على توسيع صلاحيات La Minurso ، سيكون مجلس الامن قد وضع يديه على مسطرة تنظيم الاستفتاء ، والتي لن تتجاوز السنتين القادمتين ، وربما اقل عند حصول فراغ في الحكم ، وسيكون قد أجرأ لهذا المسار بتسهيل تعميق الصراع بالأقاليم المتنازع عليها ، باسم حقوق الانسان المراقبة امميا فوق الأرض ، ويصبح الصحراويون متحللين باسم قرارا مجلس الامن ، من القيود البوليسية المفروضة عليهم باسم النظام العام ، ويصبح مجرد التهديد بمنع الممارسات التي تحث على الاستفتاء وتدعو الى تقرير المصير الذي اصبح في المتناول ، خرقا لحقوق الانسان ، بغطاء قرار مجلس الامن الذي وسع من صلاحيات La Minurso ، التي ستصبح محل النظام المغربي ، تراقب ممارسات حقوق الانسان بالأراضي المتنازع عليها . أي انشاء مراقب عام باسم الأمم المتحدة ، لمراقبة حقوق الانسان ..
فعند صدور قرار لمجلس الامن يقضي وينص على توسيع صلاحيات La Minurso ، سيصبح من حق الصحراويين بالأقاليم الصحراوية رفع اعلام الجمهورية الصحراوية ، وسيصبح من حقهم رفع شعارات الاستفتاء وتقرير المصير ، كما يصبح من حقهم تنظيم الندوات واللقاءات الدولية حول الصحراء ، وسيصبح من حقهم تنظيم المسيرات ، والوقفات بجميع مدن الصحراء ... والنظام المغربي الذي فرط في العنصر الصحراوي كما فرط في العنصر المغربي ، وانكب على جمع ثروتهما بشكل فضحته كبريات وسائل الاعلام الدولية ، وهدد الرئيس الفرنسي Emanuel Macron بفضحه ، لن يكون في مقدوره التصرف ضد قرار مجلس الامن المنتظر ، وسيصبح مكبلا بدريعة فرض العقوبات التصاعدية والمختلفة .
فالقرار المنتظر في هذا الشهر لمجلس الامن ، سابق عن شهر يناير الذي حدد فيه مجهول افتراضيا ، تنظيم لقاء صحراء " النقب 2 " الذي لن ينعقد ابدا بالأقاليم المتنازع عليها ..
على نفسها جنت براقيش ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى