الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 19
مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث
(Moayad Alabed)
2022 / 10 / 26
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
The nuclear armament race and the humanitarian catastrophe 19
عندما يسحب المخطِط السياسي خططه الى الامام دون تدبّر بما سيحدث سيكون كارثة. لذلك لا يمكن ان تقول ان هؤلاء كلهم حمقى، ابدا فمن هذا التطور والمماحكات والصراعات تظهر عقول متوازنة وعاقلة تستطيع ان تتحمل لانقاذ الناس من هذه الكوارث. فالتأثير عند بعضهم من السلاح التكتيكي الى السلاح الاستراتيجي ينتقل ما بين هذا وذاك. فمثلاً ينتقل ما بين روسيا وحلف الناتو حتى يصل الامر الى ضرب العاصمة كييف باسلحة تمهيدية لشيء لم يعرف حتى الان. ورغم اننا لا نريد الحروب ولا نريد ان يتضرر اي مدني من هذه الحروب لكن من الناحية العسكرية كلما اشتدّت العمليات بهذا الاتجاه اعتقد اننا نبتعد عن الاشتباك النووي بشكل واضح. رغم بعض التحركات من قبل حلف الناتو وتجارب متعددة بهذا الاتجاه، منها على شكل محاكاة لحرب نووية ومنها ما يتعلق بضربات تخمينية لاهداف بالاسلحة النووية الاستراتيجية. فمناورات بالقرب من ساحة الحرب تعني الكثير. ويعني التغيير في التخطيط والتقنيات العسكرية الجديدة التي تدخل الى الجيش او الى جيوش الناتو والتي اغلبها اصبح علنيا، تعني الكثير والتي يتّفق مع ما يخطط له البنتاغون.
تأريخ نيوتروني!
نكمل ما بدأناه في الحلقة السابقة:
لقد بدأت الولايات المتحدة الامريكية في تخصيص ميزانية خاصّة للاسلحة النيوترونية اي لتصنيع الاسلحة الحربية التي تحمل الرأس النووي القادر على إجراء التفاعل الذي يستخدم النيوترونات في التفاعل وكذلك التفاعل الذي ينتج النيوترونات التي تتفاعل مع مادة الهدف لتدميره بجعله مصدرا مشعا بذاته. ففي عام 1977 علم السيناتور مارك هاتفيلد ان احد مسؤولي
ERDA ،
علم أن بند الميزانية للرؤوس الحربية النووية لانس كان لبناء رؤوس حربية نيوترونية. حيث عرض لذلك هاتفيلد تعديلاً على مشروع قانون ميزانية الأشغال العامة في البنتاغون، ثم أمام لجنة المخصصات العسكرية بمجلس الشيوخ، لحذف الأموال من مشروع القانون لإنتاج الرؤوس الحربية النووية لانس)، كما ورد في المصدر الذي عنون موضوع السلاح النيوتروني. ونلاحظ أن الاندفاع كان من قبل الرئيس الامريكي آنذاك بالعمل حول تطوير وتسليح البنتاغون بالسلاح النيوتروني وتخصيص الاموال اللازمة لذلك.
حيث حثّ الرئيس كارتر الكونغرس الامريكي على تخصيص الاموال اللازمة دون انتظار قرار التخصيص. حيث ارسل الرئيس كارتر رسالة الى الكونغرس مفادها ان توفير الاموال لانتاج مثل هذا الرؤوس الحربية وغيرها من الجديدة يخدم المصلحة الوطنية. وبعدها وافق مجلس الشيوخ على القرار بتشريع القانون الذي يخص انتاج السلاح النيوتروني. وقد كان الاندفاع لانتاج المزيد من الرؤوس الحربية الاشعاعية التي تقوم بتدمير اهداف العدو بقدرات عالية ومنها الرؤوس النووية التقليدية المختلفة. وقد انتجت بالفعل تلك القذائف التي تحملها قذائف مدفع هاوتزر عيار 155 ملم والتي طوّرت بشكل كبير لهذا الغرض. وليس غريبا مثل هذه التوجهات التي تتسابق فيها الادارة الامريكية مع الدول الاخرى في السباق المحموم لانتاج تلك الاسلحة التدميرية الشاملة والتي ربما تبقي اثرها لمئات او آلاف السنين (كما هو الاستخدام في العديد من الاسلحة الاشعاعية التي قصفت يوغوسلافيا والعراق ناهيك عن التجارب المستمرة في اماكن منها علنية ومنها سريّة).
لقد تم انتاج الرأس الحربي لانس النموذج 3 من النوع دبليو 70، الذي كان وزنه كيلو طن واحد وله نفس الفعالية للراس الحربي الانشطاري الذي يبلغ وزنه 10 كيلو طن. وقد استخدم هذا الرأس بما ينتجه من اشعاعات لتدمير الدبابات بينما كانت المدرعات لها القابلية على مقاومة الانفجار والتأثيرات الحرارية الاشعاعية. ولو تطرقنا الى تفاصيل مثل هذا السلاح او غيره سنخرج بنتيجة ان كل المصنّعين يرغبون في التدمير الاعلى لاهداف غالبا ما تكون وسط المدن! وإلّا ما الغاية من ضرب هدف لا يستحق تدميره اكثر من نصف طن او اقل من المتفجّرات التقليدية. فمثلا هذا السلاح المشار اليه هنا وهو الصاروخ لانس المشار اليه أنفاً.
السلاح النووي القذر
لقد تحدثنا عن القنبلة القذرة في حلقة سابقة، ولكن للاهمية نضيف بعض المعلومات حول هذا السلاح الضارّ بشكل كبير. القنبلة القذرة هي سلاح اشعاعي نووي يجمع ما بين المتفجّر التقليدي والمواد او النظائر المشعّة والتي في الغالب تكون متنوّعة ومختلفة حسب شروط مهمة منها الهدف والمساحة التي يراد لها ان ينتشر فيها الاشعاع. حيث يكون الانتشار الاشعاعي لمساحات واسعة لتدمير اكبر كمية من البشر قتلا او اصابة اصابات مختلفة لاعاقة العمل في المستقبل من قبل هؤلاء المصابين حينما ينتشر العديد من الامراض بسبب الاصابات المتعددة. ويلحق بالناس امراض غالبا ما تكون مزمنة ان بقي المصابون على قيد الحياة لسنوات معيّنة. اي ان الاشعاع سيصيب البشر اولا ثم يقوم بتلويث المنطقة بحيث لا يمكن التعامل مع اكثر المواد التي تعرضت لهذا الاشعاع. علاوة على ما يترك السلاح القذر هلعاً وخوفاً شديدين في صفوف القوات المسلحة المصابة والاكثر ما بين المدنيين. ومن خطورة الضربات بالقنابل القذرة او السلاح النووي القذر هو انتقال الاشعاع الى مناطق ترتفع فيها درجات الحرارة مما يؤدي الى حدوث الحرائق في بعضها خاصة حينما تضرب المصانع الكيميائية او المختبرات التجريبية التي تؤدي اصابتها او تدميرها الى نشر القتل بسبب التاثيرات القادمة.
لو قارنا ما بين القنبلة القذرة والسلاح النووي الانشطاري نقول ان الثاني يحدث انفجارا اقوى بملايين المرّات من انفجار القنبلة القذرة. لكنّ السلاح القذر لا يستهان به ابداً إلّا لغرض المقارنة مع سابقه. والاختلاف سيكون بالمساحات التي تتعرض للقصف، ففي السلاح النووي الانشطاري تتوسّع الغيمة الاشعاعية الى مسافات ومساحات بعيدة تصل الى مئات الكيلومترات المربعة. بينما القنبلة القذرة يمكن ان تنتشر لبضع كيلومترات مربّعة بعيدا عن مكان الانفجار. وللاسف ما زال العديد من الجيوش والاتفاقيات لا تعد القنبلة القذرة من اسلحة الدمار الشامل لكنها يطلق عليها باسلحة التخريب الشامل حيث التلوث والقلق هما الهدفان الرئيسان الناتجان عن استخدام مثل هذا السلاح. بينما نلاحظ ان مساحات واسعة من الاراضي الزراعية والمدن سيتعرض الى مثل هذه التأثيرات التي تؤدي بالطبيعة الى التدمير والتخريب معاً.
يعتمد مدى الاصابة للهدف من خلال السلاح النووي القذر الى عدّة عوامل منها مثلاً: نوع المتفجّر وكمية ونوعية المادة المشعّة المستخدمة والتي يراد انتشارها الى مساحات اوسع واعمق، بالاضافة الى عامل وسيلة الانتشار والظروف الجوية التي ترافق الضربة وارتفاع الضربة وبعدها عن سطح الارض او سطح الهدف الذي يراد تدميره. ويجب ان نشير الى ان معرفة نوع الاشعاع من الامور المهمة الواجب التعامل معها كي تتم عملية المعالجة السريعة والتدابير الوقائية لحين اتخاذ الاجراءات الاخرى. لان الاشعاع حينما ينتقل من مكان الى مكان اخر سيضعف وتضعف شدّته او تركيزه. وتتم معرفة الاشعاع بعد الضربة من خلال الاجهزة الخاصة بالكشف عن نوع الاشعاع، تلك الاجهزة التي يمكن للعاملين حملها ونقلها بسرعة للقيام بعملية الكشف والتحقق من نوع الاشعاع. فتقوم الوحدات العاملة في الطوارئ على تحديد كمية الاشعاع التي يمتصها الجسم ونوع الاشعاع ان كان من نوع الفا او بيتا او غاما او غير ذلك. علاوة على تحديد المسافة عن الكثافة البشرية التي تتعرض مناطقها للضربة. والقيام بالكشف المباشر والسريع للحالات الطارئة ان كانت تستحق النقل الى اماكن آمنة واتخاذ الاجراءات اللازمة، فمن الاشعة ما يصيب الجلد فوراً لتظهر العلامات ومنها ما يتم استنشاقها فتحتاج الى الكشف عن الرئتين ومدى الاصابة او ما يمكن ان تبتلع من خلال الجهاز الهضمي فيحتاج الى الكشوفات الخاصة بها. وهناك عامل الزمن الذي يلعب دورا مهما في التعامل مع الاشعاع حينما تنفجر القنبلة لحين انتشار الغيوم الاشعاعية اي الزمن من فترة الانفجار الى الانتشار والوصول الى الناس المصابين. حيث كلما زاد الزمن وزادت كمية الجرعة الاشعاعية فان خطر الاصابة يكون اكبر واكثر تعقيداً.
في الواقع الاوكراني والمساحات التي تتشابك فيها القوات فان الوضع قابل الى تفجير من هذا النوع من الاسلحة القذرة. لذلك لاحظنا السعي الروسي للاتصال مع عدد من وزراء دفاع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا للتنبيه الى ان الاستخبارات الروسية ترى ان هناك استعدادا اوكرانيا لضرب مثل هذا السلاح النووي القذر لاتهام روسيا بذلك وتحشيد عدد من الدول ضد روسيا. لذلك نلاحظ الضغط الميداني في بعض الخطط بقضم مستمر لبعض المناطق وانهاك مستمر للقوات الاوكرانية لتقويض او محاولة تقويض استخدام السلاح من هذا النوع حيث لا تحشيدات للقوات الروسية في مكان ما إلّا اذا اخذنا بنظر الاعتبار العمل على التأثير على الرأي العام ولو باستخدامه على ارض غير ذلك الهدف المنشود منه التأثير الجماعي على قوات ما. فضربة لقنبلة واحدة على مكان ما يمكن ان تصل غيمة اشعاعية من نتاج هذه الضربة الى ارتفاعات قد تتحرك فيها الغيمة الاشعاعية الى حدود عدد من الدول منها مثلاً: رومانيا،بلغاريا،سلوفاكيا،تشيكيا،بولندا،مولدوفا، علاوة على روسيا وبيلوروس، هذا إن لم تكن قوة الرياح واسعة بحيث تنقل الغيمة الى مسافات ابعد رغم قلة تركيز الاشعاع كلما ابتعدنا عن مركز الهدف. لكن هناك مشكلة كبيرة هي فيما يتعلق بالحبوب التي تصدر الى الكثير من دول العالم والتي ستتضرر بالتأكيد بكميات كبيرة من الاشعاع وبالتالي لا يمكن ان تصدر الى الدول الاخرى فتتسبب المجاعة ربما لسنوات. لذلك يأتي التنبيه الروسي الى الدول المعنية بالمساعدات العسكرية لاوكرانيا وللنظام النازي في كييف. وفي حالة تعرّض السكان المدنيين لكمية من الاشعاع من خلال الغبار المشع فسيؤدي ذلك الى اصابات هائلة بامراض السرطان بعد ان يكون الاشعاع قد وصل الى مناطق الجسم عن طريق الاستنشاق او بلع الجسيمات الناتجة من الغبار المشع او مع اكل بعض المواد الغذائية التي ستتلوث بهذا الاشعاع متعدد النظائر المشعّة. ولا ننسى ما يتركه الاشعاع من تأثير حينما تصل الغيمة الاشعاعية التي قدّرها القادة الميدانيون بارتفاع يصل الى عشرات الكيلومترات او اكثر.
هناك وحدات اوكرانية تعمل على الدفع في اطلاق مثل السلاح النووي القذر المذكور، حيث يمكن ان تقوم هذه الوحدات على خلط بعض المواد الكيميائية مع السلاح المذكور بحيث تزيد من اطلاق كمية هائلة من الحرارة المشبّعة بالمواد الكيميائية اضافة الى ما يشتمله السلاح المذكور على المواد الاشعاعية فتتولد الصدمات الهوائية وتشكيل جبهات ضغط من الهواء الذي سيحوي الاشعاع والمواد الكيميائية معاً، بحيث تحطّم كذلك الاشياء في مساراتها. ناهيك عن الغازات المتولدة من التسرب الاشعاعي النووي الناتجة من شدّة الانفجار والتي ستسبب الكثير من الحرائق للناس وللحيوانات والتلوث في البيئة عموماً. ولو كانت القنبلة من النوع الشديد فستولد قوة اكبر وتبتعد التاثيرات الى مسافات اكبر واعمق. فحينما تقذف القنبلة على الهدف تنبعث كرة هائلة من النار والوميض الذي يأخذ بالابصار كي يحدث الانتقال لهذه المؤثرات الى الخارج من موقع الانفجار او نقطة الصفر التي تمثل نقطة التصادم مع سطح الارض. وتنتج هذه العملية حرارة من عدد من الدرجات منها الاولى والثانية بحيث يمكن ان تنقل كميات من الاجسام المصابة الى عدّة كيلومترات من مكان الاصابة. بالاضافة الى ما يؤدي من حريق في محطات الكهرباء وانظمتها المتعددة والوقود ومحطات الغاز بسبب شدة الانفجار وموجات الصدمات المتعددة التي تصاحب عملية الانفجار. لذلك لا يمكن لي ان اصنّف السلاح النووي القذر على انه ليس سلاحا مؤثرا بل بالعكس فهو سلاح مؤثّر وتدميري وتخريبي اذا ما ضرب هدفا من الاهداف المهمة المذكورة آنفاً. فالغيمة الاشعاعية التي تتكون من بعض او كثير من النظائر المشعة التي تحتويها القنبلة القذرة فهي ذات اعمار نصفية قد تصل الى عشرات او مئات من السنين اي ان تاثيرها يستمر لهذه الفترة الطويلة، واذا تواجد في المكان اي الهدف من المواد التي يمكن ان تتاثر بهذا الاشعاع بحيث تتحول الى مصدر مشع خاصة اذا وضعت بعض النظائر التي تنتج النيوترونات فيكون عندها التاثير كبيرا ومؤثراً. رغم ان العديد من الوكالات الاعلامية تذكر الى عدم التاثير في هذا النوع من السلاح كما في القنابل النووية فانني اقول ان التاثير كبير والتدمير كبير وان لم يكن مثل التاثير الذي يحدث في القنبلة النووية الانشطارية. فلا ننسى اذا ما انفجرت هذه القنبلة في مسافات عالية فان التاثير سينتقل الى مسافات بعيدة ويكون تاثيرها على المناطق الرخوة في الحماية فيكون نسبة الاصابات عالية كما في المناطق الموجودة في شرق اوكرانيا حاليا والتي انضمت الى روسيا الاتحادية. فاغلبها مناطق واسعة وصناعية وزراعية وفيها من السكان والتمويل الاقتصادي مما يجعلها قابلة لنقل التاثير الى مسافات بعيدة. فاذا ما تفجّرت القنبلة او اكثر من قنبلة على ارتفاع كما ذلك الارتفاع الذي كان فوق هدف اليابان ابان الحرب العالمية الثانية اي ما بين 458 الى 610 متر فسيكون التاثير بالنسب التي يحتويها السلاح القذر كبيراً. ولا ننسى اذا ما زيد في قوّة التفجير بحيث يصيب الهدف بقوة فسيكون العصف اشدّ ومن هذه الارتفاعات بالتاكيد سيكون الانتشار اوسع والتاثير اشدّ. واذا ما استخدم فيها بعض الخلائط كما ذكرت انفا فسيكون اكثر تلويثا للبيئة وللناس والجو الخارجي، ومن هذه الخلائط مثلا والتي تعد ضمن السلاح النووي القذر، ما ينتج طاقة كهرومغناطيسية لتدمير شبكات الاتصال وغير ذلك، واذا ما وجد المحتوى الجرثومي او الاحيائي ضمن السلاح النووي معاً فستكون كارثة بكل معنى الكلمة.
ففي احدى التجارب الامريكية تم قصف هدف بسلاح يعدّ نوويا وضمن القنابل القذرة حيث احتوى هذا السلاح على المواد الكيميائية مع البلوتونيوم في كتلة واحدة تحت الحرجة وفق تصميم خاص لاصابة هدف ما بمواصفات معينة. ولا استبعد ما استخدم من سلاح من هذا النوع في بعض الاهداف اثناء تدمير العراق في العام 1991 بل وحتى في العام 2003. اقول لا استبعد ولا دليل ماديا عندي لاكتب عنه! حيث تضغط المواد في كتلة حرجة يتم اسقاطها عن طريق متفجر كيميائي حيث يدفع الانفجار مادة القنبلة الى داخل المادة الخليط فيكون الانتشار اشعاعيا كيميائيا معاً، ولو لاحظنا بعض التاثيرات على السكان في البصرة والناصرية وبعض مناطق بغداد وما جرى من كشف على بعض الاعراض تستنتج ان التاثير ربما يكون خليطاً.
اما فيما يخص الاشعة الحرارية التي تنطلق من الانفجار يكفي ان نتصور انها 35 بالمئة من اجمالي الطاقة الناتجة من هذا الانفجار على شكل حرارة وضوء يسببان حروقا في الجلد واصابات كبيرة في العين الى مسافات بعيدة تقدر بعدّة كيلومترات. وفي حالة المناطق على مساحة اوكرانيا او المناطق التي انضمت الى روسيا فهي غنية بالنباتات وبالتالي قابلة للاشتعال لمسافات بعيدة وان كانت في فصل الخريف الحالي، اذا ما توقعنا عدّة حرائق جماعية لمناطق متعددة يطلق عليها بالعاصفة النارية مما تؤدي إلى توليد عمود حمل واحد من الغازات الساخنة المرتفعة التي تمتص الهواء النقي من المحيط. وبالتالي يمكن للعاصفة النارية المذكورة ان تستهلك كل شيء قابل للاحتراق تقريبًا. حيث يمكن اجراء مقارنة لتقريب المعنى: ففي حرائق هيروشيما كانت مختلفة تماماً عن تلك الموجودة في ناغازاكي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاختلافات في التضاريس حيث خلفت العاصفة النارية التي اندلعت فوق مستوى التضاريس في هيروشيما 11.4 كيلومترًا مربعًا أضرارًا جسيمة تقترب من أربعة أضعاف المنطقة المحترقة في التضاريس الجبلية في ناغازاكي. ولا تقل لي هذه في حالة القنبلة النووية وليس بالقنبلة القذرة اقول لك، ذكرت الكثير من هذا السلاح كي تستطيع ان تحكم او تتصور كيف سيكون ناتج تفجيرها.
ولنا عودة إن شاء الله
د. مؤيد الحسيني العابد
Moayad Alabed
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. روسيا وإيران.. هل تنفذان استراتيجية جديدة بعد انسحاب الجيش ا
.. مقاتلو المعارضة السورية من داخل مبنى محافظة حماة
.. ما التكتيكات العسكرية التي تستخدمتها فصائل المقاومة في غزة ض
.. صحفي سوري مرافق لقوات المعارضة يوثق لحظة نجاته من كمين لقوات
.. مصادر العربية: قصف إسرائيلي لنقاط بالشريط الحدودي في القصير