الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال

ماهين شيخاني
( كاتب و مهتم بالشأن السياسي )

2022 / 10 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


( الاستفتاء ...ولا يصح إلا الصحيح ).
سأبدأ مقالتي بكلمات الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري : ( سينهض من صميم اليأس جيلٌ مريـدُ البـأسِ جبـارٌ عنيد يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريد ).
الاستفتاء حسب تعريفه هز : سُؤال أو أَكثر يُوجّه إلى عدد من النَّاس للإجابة عنه لمعرفة رأْيهم في أَمْر مُعيّن.
اما مفهومه الاصطلاحي :
يقصد بالاستفتاء الشعبي اصطلاحاً الرجوع الى الشعب لأخذ رأيه بالموافقة أو الرفض في أي موضوع عام كان يكون موضوعاً قانونياً او دستورياً او سياسياً بصفته صاحب السيادة(7).. من التعريف اعلاه يتضح ان موضوع الاستفتاء الشعبي يتسع ليشمل كل موضوع عام دون اعتبار لطبيعة الموضوع فقد يكون مشروع قانون سواء أكان قانوناً عادياً أم دستورياً وقد يكون مجرد قرار سياسي صادر من سلطة من سلطات الدولة فهو يشمل كل عمل من اعمال السلطة التنفيذية والتشريعية ، كما ان الاستفتاء هو الطريقة التي تتجلى فيها ممارسة الشعب لسيادته بنفسه لكونه في حقيقة الامر اهم مظهر من مظاهر الديمقراطية شبه المباشرة .ومن المهم الاشارة الى انه ليس المقصود بالشعب هنا الشعب بمعناه الاجتماعي وانما الشعب بمعناه السياسي الذي يشمل جميع المواطنين الذين يتمتعون بالحقوق السياسية ممن تدرج أسماؤهم في جداول الانتخابات النيابية وتتوافر فيهم شروط الناخب التنظيمية التي تنسجم مع مبدأ الاقتراع العام(8). الذي تأخذ به معظم دساتير العالم الحديث بدلاً من الاقتراع المقيد ، لذلك فان الاستفتاء العام هو السائد ألان في معظم الدول التي تطبق نظام الاستفتاء الشعبي لكونه يدل على ( الأداة الديمقراطية شبه المباشرة التي تدعى بموجبها هيئة الناخبين الى التعبير عن رأيها وإرادتها تجاه تدبير اتخذته السلطة عن طريق تصويت شعبي على الموضوع المستفتى عليه).وكلمة الاستفتاء في اللغة الإنكليزية والفرنسية يطلق عليها مصطلح (Referendum)
اما الاستفتاء الخاص بتقرير المصير وهو عبارة عن الاستفتاء الذي يتم من خلاله أخذ رأي الشعب بشأن الاستقلال عن دولة ما أو الاتحاد معها، ومن الأمثلة على هذا النوع من الاستفتاءات ما جرى في النمسا بعد الحرب العالمية عندما تم استفتاء الشعب بمسألة ضم البلاد إلى ألمانيا.
بهذا الصدد , لابد ان نتذكر حيث اقترب مناسبة مميزة على قلوب ملايين الشعب الكوردي ألا وهي الذكرى الخامسة للاستفتاء 25- 9 - 2017, ذاك اليوم التاريخي العظيم، الذي هزَّ أركان الدول الاقليمية رعباً ....؟!!
لا شك أن هذا اليوم كان يرنوا إليه كل الشعب الكوردي ليس في إقليم كوردستان العراق وحده ، بل كل كوردي في الأجزاء الأربعة وفي الشتات ، هو يوم تاريخي بامتياز ، عبر عن طموحات وامنيات وتضحيات الشهداء الأبرار والمقاتلين ( البشمركة ) الأحرار ، عبر عن ما يؤمن به فكر ووجدان كل كوردي .
وكانت رسالة ووثيقة قوية لجميع الأمم والمنظمات الأممية والحقوقية ، بأن هناك شعب يرنوا ويتطلع إلى العيش بسلام على أرضه ، وهذا حقهم الطبيعي ( حسب قانون الامم المتحدة ومنظمة حقوق الانسان ) وبأن الاستفتاء مطلب شعبي بكافة شرائحه ، والإقبال في يوم الاستفتاء و النتائج التي وصل إليها الشعب الكوردي بنسبة كبيرة ، بل عالية 93% ، رغم الضغوطات الإقليمية والدولية و بعض الأحزاب الداخلية ، لكن الإستفتاء تكلل بالنجاح ، رغم أنف الأعداء والمتربصين ، ونعتبر هذه المشاركة الشعبية الهائلة ( ثروتنا وقوتنا ) هي رسالة واضحة وصريحة ومطلب محق .
هي ليست ذكرى فقط ، او مرور عابر كيوم عادي من تاريخ شعبنا ، بل هي بطاقة الائتمان لضمان حقوقنا ومن حقنا إخراجها في وجه من لا يريد لنا النجاح في مسعانا ، من يريد الإخفاق ويقف حجرة عثرة في نضالنا ، من يتنصل من المادة 140 ومن حق تقرير مصير أمتنا . نعم ، هي (بطاقة ائتمان ) بكل تأكيد سيكون مفعولها مستقبلاً لمصلحة شعبنا وقضيتنا ، رغم كل المحاولات لإجهاضها وتهديد الدول الاقليمية وحتى الدول التي كانت تعتبر انها صديقة الشعب الكوردي وبالأخص أمريكا للضغط على قرار السيد الرئيس مسعود البارزاني ( المخضرم ) والسياسي البارع وهذا ما يعترف به الأعداء والخصوم قبل الأصدقاء ، كان قراره جريء و ذكي وصائب لمستقبلنا وضامن لحقوقنا .
لقد تشرفت بزيارة إقليم كوردستان وانبهرت ببنائها واهتمام وجهود الحكومة بان تضاهي وتنافس كبريات المدن الشرق أوسطية وربما بعض الدول الاوروبية ، لن أبالغ بانها كانت أجمل المناطق وقد وعد السيد الرئيس مسعود البارزاني بأن العاصمة هولير ستكون دبي الثانية ووفى بوعده ، مع قيادته الحكيمة وأعني قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني - العراق ، حيث حقق إقليم كوردستان قفزات نوعية باتجاه التقدم والازدهار مثلما تحدث المئات من الصحفيين والاعلاميين ، فعندما تتطابق الأقوال مع الأفعال ستكون النتيجة حتماً مذهلة , وسيكون التطور سباق مع الزمن وهذا ما نراه وهذا ما يقوله الآخرون عن إنجازات الإقليم متمنين ان يقدم مسؤوليهم ينجز ربع ما ينجزه اقليم كوردستان ، كما لا ننسى حسد المتربصين ( أعداء ) الكورد بسقوط الإقليم ، ولكن الرهان حتماً خاسر، فالإقليم أثبت جدارته وأصبح رقماً لا يستهان به في المعادلات الدولية .
في الختام : ليت الكورد في سوريا يستفادوا من خبرة الاقليم , للأسف سأتحدث وبحرقة وبكل شفافية ، ربما أكون سوداوياً في نظر البعض، أحزابنا الكوردية في الجزء الغربي من كوردستان , مشتت ومتفرق ودون المستوى ولم نصل بوعينا إلى خطورة مستقبلنا ، لم نعمل للمستقبل وليس لدينا مشروع أو توجه للاستفادة من تجربة الإقليم ، كانت هناك محاولة تهديد ربما لم تصل إلى مسامع النظام من قبل الإدارة بخصوص الإستفتاء ، لكن الجهة الثانية وأقصد الأنكسة والأحزاب الخارجة عن المحورين ليس هناك رؤية واضحة و هدف واضح لضمان حقوقنا ومستقبلنا ، ربما في حال توصل الحوار الكوردي- الكوردي إلى نتيجة متفائلة قد يكون آنذاك الاستفادة من تجربة إقليم كوردستان .
* ماهين شيخاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا