الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلدى ..والأمريكانى

مجدى سامى زكى

2022 / 10 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


وجدت فى صفحة الصديق
Nagui Awad
هذا المقال الذى أعجبى جدا بل بهرنى ( كأنه يقلب الموازين رأسا على عقب ) فلم أستطع أن أقاوم الرغبة فى أن أنقله لحضراتكم . دار بخلدى أشياء وذكريات كثيرة.
مثلا قد يوجد فى داخلك أى فى أعماق نفسك كنوز - تماما مثل المعادن المدفونة فى الصحراء - وأنت لا تدرى.
تذكرت اشهر فيلم " ذهب مع الريح " - جرت حوادثه أيام الحرب الأهلية فى أمريكا -.البطلة كانت متزوجه من كلارك جابل الذى كان مفتونا بها ولكنها كانت تحب رجلا متزوج لم يكن يبادلها نفس العاطفة.لم ييأس كلارك جابل فى كسب قلب زوجته حتى سقطت أبنتهما من حصان وماتت فحزن والدها بشدة وقرر الرحيل عندئذ البطلة ادركت ان الشمس الساطعة كانت أمامها وبجورها بل على فراشها وهى مشغولة بأنسان آخر لا يعيرها أدنى أهتمام..حاولت أن تستعيد زوجها - أقوى جزء فى الفيلم مؤثر جدا - ولكنه حزم حقائبه و..ذهب مع الريح.
فيا صديقى ( صديقتى ) لا تكف ( لا تكفى ) عن التعبير عن مشاعر الحب والحنان لرفيقة (رفيق ) حياتك بمناسبة وبدون مناسبة.
شكرا للحوار المتمدن وللصديق ناجى.
أليكم المقال مع تحياتى القلبية.
--------------------------------------------------


زمان .. وأنا في الإعدادية ....
كنت أنا وكام واحد صاحبي متعودين نزوغ في الفسحة وننط من على سور المدرسة لسبب وجيه جدًا ! ..
وهو إن جنب المدرسة كان فيه فرن عيش بلدي وجنبه راجل بيقلي طعمية سخنة مقرمشة ..
كنا نروح نشتري رغيفين، ونحط فيهم أربع أقراص طعمية ونرش عليهم رشة ملح وفلفل وكمون من طبق كان حاطه الراجل بتاع الطعمية على ترابيزة جنب الطاسة ..
بعد كام سنة كده ظهر للوجود مطعم اسمه ومبي !!
وقتها كنا منبهرين جدًا بالهمبرجر والجو الامريكاني والاختراع الجديد علينا اللي اسمه الكاتشب !!
ثم توالت الاختراعات ..
كنتاكي .. بيتزا هت .. هارديز .. كوك دور .. وماكدونالدز
كنا في البداية بنعتبر الأماكن دي بتاعت ولاد الذوات !
وكنا بنقعد نحوش أسبوع والا اتنين علشان نخرج نروح مكان منهم وبعدين نقعد بقى نحكي للعيال التجربة الفريدة دي وكأننا رواد فضاء لسه راجعين من رحلة استكشافية لأطراف المجرة
ونقعد بقى نحكيلهم عن طعم الكاتشب المسكر ولسعة المسطردة والا إزاي اننا بندفع الأول وناخد أكلنا على صينية .. شغل امريكاني بقى !!
بعد سنين ..
اكتشفنا إن المطاعم دي أصلًا في أمريكا مطاعم شعبية!! ...
وإن الفاست فود ده حاجه مضروبة .. لا هو الشياكة ولا بتاعت ولاد الذوات خالص ده بتاع الغلابة اللي ميقدروش على تمن المطاعم اللي بجد !!
وطلع انبهارنا ده كله مجرد عبط من شوية عيال
بمناسبة العيال بقى ..
اللي هما أصحابي يعني ..زملاء المدرسة والشغل والحياة
لما كبرت .. أكتشفت إن كتير اوي منهم مكانوش يختلفوا عن الفاست فود والشغل الامريكاني ده !!
في أول معرفتك بيهم تنبهر .. وتشوفهم ولاد أصول .. ولاد ذوات
لغاية ما يجي موقف ورا التاني .. وتبدأ تفهم .. إنهم كانوا فاست فود في حياتك ... أو چانك فود ولا مؤاخذه!
وكل ما تكبر يبدأ انبهارك يقل اكتر واكتر
وتبدأ تعرف الناس على حقيقتها وتعرف تقيّم وتقدر تغربل وتلغي من حياتك كل اللي ميستاهلش يفضل فيها ..
وتبدأ دايرة الأصحاب والزملاء الفاست فود دي تقل من حياتك
وتدور على الصاحب البلدي .. مش الخواجه !
لغاية ما يجي يوم
تلاقي نفسك راجع لوحدك لفرن العيش البلدي وقرصين الطعمية السخنة ورشة الملح والكمون !!
وتلاقيهم في الحقيقة كانوا أطعم بكتير اوي من الهمبرجر والكاتشب
بس أنت اللي مكنتش عارف تستطعم ولا عارف تقدر قيمتهم
أنت اللي كنت مبهور بشوية أونطة !
حتفهم بعد سنين طويلة إن سخونية العيش والطعمية كانوا دفا وعزوة وثوب على مقاسك ولايق عليك
وإن رشة الملح والكمون دي كانت محبة ومجدعة وأصل طيب
بس أنت اللي كنت عامل فيها خواجه ..
ولابس البرنيطة ع الجلابية!
حتفهم أخيرًا إن حلاوتهم من البداية إنهم كانوا
بلدي ... مش امريكاني!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات