الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمي لن أقول كما قال غاندي.

العلاوية مصطفى

2022 / 10 / 28
سيرة ذاتية


أمي لن أقول كما قال غاندي ،بحيث يقول الزعيم الهندي غاندي في_كتاب_أديان_الهند_الكبرى أمي البقرة افضل من أمي الحقيقية من عدة وجوه ، فالأم الحقيقية ترضعنا مدة عام أو عامين وتتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا ، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائماً ، ولا تتطلب منا شيئاً مقابل ذلك سوى الطعام العادي . وعندما تمرض الأم الحقيقية تكلفنا نفقات باهضة ، وأما أمنا البقرة فلا نخسر لها شيئاً ذا بال ، وعندما تموت الأم الحقيقية تتكلف جنازتها مبالغ طائلة ، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حية، لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون ،أنا لا أقول هذا لأقلل من قيمة الأم ، ولكن لأبين السبب الذي دعاني لعبادة البقرة ، إن ملايين الهنود يتجهون للبقرة بالعبادة والإجلال وأنا أعد نفسي واحداً من هؤلاء الملايين.أمي لن أقول كما قال غاندي: بأن أمي أرضعتني عاما أو عامين وبأن البقرة ترضعني العمر كله, فأنت ارضعتني الصدق والأمانة والمحبة والنور والضياء والأخلاق الكريمة والسخرية من الأيام , اما كنت تمتلكين ثديا اخر ياأمي ترضعينني به المكر والنفاق والخداع والظلام والكراهية والاخلاق الذميمة, لقد اكلتنا الذئاب ياأمي بالليل والنهار وماكنت ادري لعلني ادري لقد اكلتني لحما ورمتني عظما , لقد كسروا عظامي وسلخوا الجلد عن اللحم ومصوا الدم, اه امي على من سأعلق اخطائي؟ الايام تسخر مني ياأمي والناس يتغامزون علي .فعلى من ساخبئ دموعي لقد غدرتني الذئاب ولم انتبه حتى وجدت سيوفهم قد اخترقتني, لاأستطيع المقاومة بل حتى المواجهة لقد كبرت يا أمي و الشعر الأسود اصبح بلون الثلج ونضج الجلد قبل ان ينضج التين و الرمان حتى البريق الذي في عيوننا قد ذهب لمعانه فكل معنى من معاني الحياة قد انتهى,وأنا أشعرُالآن بنهايتي .هل سأبقى منحنيا ام سأحاول الوقوف ؟ أمي لاتلومينني سألود بالفرار إلى الصحراء البعيدة، وأسكن إلى غيمها السراب فمنظر الجمال خير عندي من منظر الخنازير في زمن طغى فيه الطمع والجشع والجوع والبطش والجهل, فلا تمحي اسمي من ذاكرة الزمان ,دع الزمان ينتظرني على الباب , اشكو لك امي والشكوى لله الواحد الاحد لحظة ضعفي وقلة حيلتي أن تخبري اخواني واخواتي كم بلغ سعري اليوم في السوق السوداء تحت جنح الظلام على حائط الذئاب, لاتياسي امي سأنام هذا المساء على يد ابني الذي كلما اقتربتُ منه واقترب مني أشعرُ بحزنٍ عميق , لست حتى ابا في المستوى ياامي لقد مكرت بي الذئاب وحيكت وحبكت لي الدسائس فكل شيء كان ممكنا مادامت ترتدي قبعة الاخفاء وتستبدل جلودها بجلود الحرباء. لكن برضاك امي وبصبري سأنتصر مهما طال الزمن يستحيل ان يتغلب علينا المساخيط والخبثاء والمنافقين بمكرهم وخداعهم. فلا بد ان ينتصر الحق على الباطل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف