الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلب صغير

محمد طالبي
(Mohamed Talbi)

2022 / 10 / 28
الادب والفن


تركت الام ابنها الصغير، ينزوي في غرفته، احست ان الما كبيرا يعتصره، احال وجهه من البياض الى السواد.مرتساعة كاملة بعد ولوجه غرفته، غريزة الامومة تحركت،طرقت باب غرفة ابنها الصغير،فتحت الباب كعادتها ,كان صغيرها يصلي.
-ماذا تفعل يا بني؟
-صليت صلاة احتمال لؤم الثعالب ومكر الدئاب وطهر الملائكة.
- اعي جيدا ان صلتك بالله وثيقة، وثقتك بالواحد الاحد كبيرة وصلواتك مختلفة عن صلواتنا. اعلم ذلك جيدا.ذاك اختيارك و احترمه. الآن و حالا اخبرني ما بك؟
- لا اريد ان اشغلك باوجاعي الصغيرة،فانت عانيت كثيرا،قاومت على كل الواجهات,
- لن تستطيع مراوغتي يا بني.افرغت ما في جعبتك.هذا امر,
انفرجت اساريره،ابتسم في وجهها احمرت و جنتاه،ضحكت حتى ظهرت غمازتيها،احس انها،فكت الشفرة.
-تخاصمتي معاها؟
مطأطئ الراس،لا يجرأ على النظر في عينيها.بحركة من راسه اكد لها استنتاجها.
-اسمع يا بني:تلك الفتاة التي اتيت بها الى منزلي،وقدمتها لي على انها صديقتك،لاشك انها فتاة طيبة و اخلاقها عالية،فعين و قلب الام لا يخطآن.هي فتاة رائعة،وجميلة ايضا.اترك امرها للقدر،ان كانت من نصيبك ستعود اليك لامحالة،لا تبحث عنها،لا تسعى وراءها.اتركها تقرر ما تراه مناسبا لها .لا تزعجها أبدا لا تحاول الانتقام منها.وحدرك من اللجوء الى الاتستعرض امامها .لا تحاول استغلال صديقاتك الاخريات كي تغيضها,فانا اعرف حيلك كلها.
على وقع كلمات امه الاخيرة،انفجرا ضاحكين, بلهجة آمرة توجت بكلامها لابنها الصغير:
-هات ما عندك و الا اشبعتك"قريصا" على فخديك.
باس على راس امه،وضع راسه على فخدها،شرعت في المسح على راسه،اغمض عينيه ثم قال
-أمي الحبيبة لم أكن يوما ضعيفا،و لم يحدث أناصغرت اكتافي في اي موقف كما تعلمين,تحديت كل الصعاب و انتصرت.
-أجل بني اعلم ذلك،
- تلك الفتاة عندها أتذكرها أشعر وكأن العشب ينبث بين اصابعي.. اشعر انه من أعلى راسي، يتعرش شجر البلوط ليعاند السماء. على جبهتي تبنث الازهار و الرياحين.. كما تنبت بعض الورود بين مفاصل الصخر,عنداتذكرها احن الى بحار المياه المالحة في عينيها,كانت فاتنة.
-كانت؟كيف؟ الم تعد فاتنة؟ذكرني باسمها؟
-لا أريد ان اتذكر اسمها يا أمي حتى لا يفيض فمي بعصير التين و الرمان, لا اريد ان اتذكرها حتى لا يبزغ فجر الحب من مقلتي.
- آح.. يا وليدي هادي قادات ليك الضربة.جات فيك ضربة قاسحة.
-نعم امي ولدك جاب الربحة..كنا نلعب سويا مع صغار العصافير و الفراشات في تاغبالوت نوحليمة،كنا نحلم بركوب سجادة بيضاء تحملنا مع الريح نحو مملكة صغار الملائكة،كنا نريد ان نحيا بعيدا عن خارطة مدينة محاصرة بعيون الحاقدين و المتربصين ..
-نمشيو نخطبوها؟
انفجرت الام والابن ضاحكين، ضحكا حتى دمعت عيناهما.. نهض جلس القرفصاء،نظر الى وجه امه البشوش.باس مرة اخرى على راسها..كانت الوحيدة التي تستطيع فك كربته بكلمة و احدة فقط..دخل الابن البكر فجأة على وقع قهقهات الام و الابن الصغير,ابتسم في وجه اخيه ،نظر مباشرة في عينيه ثم سأله:
-سالا الفيلم؟
الام رمقت المتكلم بنظرة،حازمة و صارمة، نظرة جعلت ابنها الاكبر يسكت عن الكلام وعن المزاح.نظرة كانت بالف كلمة.للابن الاصغر نهض من حجر امه،توجه مباشرة الى الحنفية المتبتة في وسط المنزل،وشرع في غسل وجهه،ثم احنى راسه و ترك الماء ينزل على رأسه،و كانه يحاول اطفاء حريق اشتغل داخل رأسه بعد سماع كلام اخيه,صوت نزول المياه على راس الصغير،،تركته لا يسمع صوت امه وهي توبخ ابنها البكر على مزاحه السخيف.
-تا مالك خضر؟الدري مقسح و انت زايد كاضحك عليه؟
اغلق صنبور الماء،اعتدل،وقف امه واخزه ينظران اليه،كان شعره المجعد،و المبلل ينزل حتى اكتافه،كانه أحد افراد فرقة"ناس الغيوان" الدائعة الصوت،
-تبار ك الله على العربي باطمة.
الاخ الاكبر في محاولة لانتزاع الابتسامة من اخيه،كان حب و احترام كبيرين يسود بين الاخوين,
- غير خودوني لله غير خودوني،انا ماصابر علي جرا انا ما صابر.صفايح بن يدين حداد انا ما صابر.
على وقع كلمات ابنها الاصغر، الصدر الحنون هرعت نحوه بسرعة ،ضمته الى صدرها، صمت عن الكلام،نزل المطر غزيرا من عينيه زاد قميصه بللا على بلل ماء الحنفية .لم يقوى على المقاومة،انهار ين يديها.
ساعدته على الوصول الى غرفته،القى بنفسه على السرير.بقيت جالسة بالقرب منه،تواسيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع