الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد تزوير الانتخابات فى المكسيك: اليسار يعلن تشكيل -حكومة ظل-

خالد الفيشاوي

2006 / 10 / 4
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لم يضع حكم المحكمة الانتخابية الفيدرالية فى المكسيك حدا للأزمة السياسية الناجمة عن الصراع الدائر بين أكبر مرشحين للرئاسة، وادعاء كل منهما بالفوز منذ 2 يوليو الماضي.
ورغم إعلان المحكمة الفيدرالية أن"فيليب كالدورين"مرشح حزب العمل القومى"اليمينى"فاز فى الانتخابات بفارق 240 ألف صوت عن أقرب منافسيه، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، المرشح اليسارى عن الحزب الثورى الديمقراطى فى بلد يبلغ تعداده 100 مليون، رغم هذا الحكم الصادر فى 5 سبتمبر الماضى، لم تهدأ البلاد، وثار أنصار المرشح اليسارى"أوبرادور"ضد الحكم، واحتلوا شوارع العاصمة مكسيكوسيتي.
ورغم قرار المحكمة بأن الانتخابات نزيهة، وأن التجاوزات التى تمت لم توثر على نتائجها النهائية.. إلا أن الرأى العام يرى أن ثلث الأصوات ذهبت عنوة إلى الرئيس اليمينى فى تزوير فاضح.
وردا على قرار المحكمة، عقد اليساريون ومرشحهم أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، مؤتمرا حاشدا فى ميدان"زوكالا"الرئيسى فى العاصمة المكسيكية، وأعلنوا تشكيل"حكومة ظل".. وأصبح فى حكم المؤكد أن الانتخابات المزورة أسفرت عن تصعيد الصراع السياسى فى المكسيك، وأن الرئيس اليمينى قد لا يستكمل مدة رئاسته"السنوات الست"كاملة فى القصر الجمهوري.
من بين أبرز مؤيدى"لوبيز أوبرادور"، أكبر مصدرى القهوة"بدرو بيريز"الذى صرح"للاسوشيتدبرس"فى مظاهرات 15 سبتمبر الماضى، بأن"إعلان حكومة الظل مهم لمن يدافعون عن الديمقراطية ويريدون للمكسيك التغيير للأفضل".
صدق "السفير" وكذب "الرئيس"
وتمتد المعارضة إلى داخل المؤسسات السياسية الحاكمة، حيث تتوالى تصريحات المحافظين ضد نتائج الانتخابات التى يعتبرونها مزورة.
كما أكد"بورفيريوليدو"، السفير السابق لدى الأمم المتحدة، أن الرئيس المكسيكى"الذى استنفد فترات رئاسته"التقى سرا بأعضاء المحكمة الفيدرالية للانتخابات، وضغط عليهم ليحكموا لصالح"كالديرون"حتى لا تقع البلاد فى كارثة.. ورغم تكذيب القصر الجمهورى لهذا الاتهام، ونفى أى لقاء للرئيس مع أعضاء المحكمة، إلا أن أعضاء المحكمة أنفسهم أكدوا صدق"السفير"وكذب"الرئيس".
وبينما يحتل اليساريون شوارع العاصمة والمدن الكبرى فى المكسيك، يعجز الرئيس"كالديرون"، المشكوك فى صحة انتخابه، عن مواجهة غضب الشارع، فخلال زيارته"لمورليا"، عاصمة ولاية"ميتشوكان"المكسيكية، طارده المتظاهرون، ومنعوه من إلقاء أية خطابات خلال الزيارة.
الأزمة الاجتماعية
الرئيس القادم"كالدورين"، والرئيس السابق"فوكس"كلاهما ينتمى لحزب العمل القومى اليمينى، وأدت سياسات الحزب إلى تردى مستويات معيشة الطبقات الفقيرة والوسطى فى المكسيك، والقضاء على برامج الرعاية الاجتماعية، والمضى قدما فى تنفيذ البرامج التى تفرضها المؤسسات المالية الكبرى كالبنك الدولى وصندوق النقد الدولى، وهناك تسعة ملايين مكسيكى يعملون فى الولايات المتحدة، إلا أن القوانين الأمريكية الجديدة للحد من استقبال المهاجرين عموما والمكسيكيين على وجه خاص، تزيد من حدة انتشار البطالة والفقر.
كما يعانى القطاع الزراعى فى المكسيك من اعتماده على السوق الأمريكى الشمالى، والعجز عن التمكن من تصدير منتجاتهم نتيجة لرخص المنتجات الزراعية المدعومة من الحكومة الأمريكية،و هو الأمر الذى يهدد 15 مليون عامل ومنتج زراعى متوسط وصغير فى المكسيك، يهجرون مزارعهم وينضمون للعاطلين فى المدن.
فى هذا الإطار، تشهد المكسيك منذ سنوات صراعات اجتماعية وسياسية حادة، منها إضراب المعلمين فى ولاية"أوكساكا"، الذى واجهته الحكومة المحلية بالقمع واغتيال بعض قادته فى يونيو الماضي.
حدود اليسار
هذا بينما يقدم"لوبيز أوبرادوز"، اليسارى"على نحو ما يصفه الإعلام"وعودا للطبقات الوسطى والفقيرة بمواجهة هذه الظروف، ويحتل نظرة أبعد فى داخل النخبة الرأسمالية المكسيكية، التى ترى ضرورة التنمية والحد من الاستقطاب الاجتماعى للحفاظ على استقرار النظام.. حتى لا تتزايد حدة النضالات الشعبية، وتهدد النظام برمته.
حتى ولو كانت وعود"لوبيز أوبرادوز"، بعيدة المنال، فإن اندفاع الشعب المكسيكى خلفها، يلقى بالشك فى إمكانية جلوس الرئيس"فيليب"على كرسى الرئاسة، ست سنوات كاملة.

29 سبتمبر 2006.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : شهادة طبيب • فرانس 24 / FRANCE 24


.. -يوروفيجن- في قلب التجاذبات حول غزة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الذكاء الاصطناعي يفتح جولة جديدة في الحرب التجارية بين بكين


.. إسرائيل نفذت عمليات عسكرية في كل قطاع غزة من الشمال وصولا إل




.. عرض عسكري في موسكو بمناسبة الذكرى الـ79 للانتصار على ألمانيا