الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشرين/اللاحزب الكوني اللاكيانوي العراقي؟/2

عبدالامير الركابي

2022 / 10 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تنتمي لاثورة تشرين 2019 الى العالم المحجوب المطوي وتعبيراته الثلاثة،كما معروفة بحسب نظرة الارضويين لها: ثورة العشرين من القرن الماضي، وثورة تموز، والثالثة الحالية، مع فارق ان الاخيرة ناطقة، وستكون كذلك مقارنه بالاولى والثانيه اللتين لم تبلغا المطلوب على هذا الصعيد، وكانت هبة العشرين اللااضوية الاولى قد واجهت كمانع في حينه سطوة نموذج الدولة الحداثية الغربي، بينما واجهت ثورة تموز1958 التفكرية الغربية الحديثة وصيغتها الحزبية الايديلوجية النقلية الطاغية في حينه، ماقد منعهما وقتها من النطقية التي لم تكن اشتراطاتها قد توفرت بعد.
وقتها كان اللاحزب اللاكيانوي والكوني الذي هو ضرورة لاارضوية، مستحيلا، ماقد كرس حالا تقليديا من غلبة الارضوية والاحادية المستمرة على مدى تاريخ الازدواجية العراقية، ذلك مع العلم ان حالة الغلبة المنوه عنها، كانت في ذروتها واعلى اشتراطاتها ابان صعود الغرب الحديث وغلبة مفهوم الثورة ومتعلقاتها الاساسية، ومنها الحزب مع مايتصل بها من موضوعات "حركات التحرر الوطني"، ماجعل من المستحيل على اللاارضوية وقتها التعبير عن ذاتها، او تحاشي الالحاقية التي سلطت عليها باسم " التورة الوطنيه التحررية العامة" بالنسبه لثورة العشرين، و"الثورة الوطنيه البرجوازية"، بما خص ثورة تموز 1958 وهما نمطا المصادرة التي لحقت بالحدثين الكبيرين وطمستا طبيعتهما.
اليوم مع اللاثورة الثالثة الكبرى، تغيرت المعطيات على المستويين، العالمي وبالدرجة الاولى الذاتي العراقي، وقد حلت علائم "فك الازدواج" تحت طائلة حالة "العيش على حافة الفناء" الثانية، مع مايقابلها من انقضاء حضور وفعالية الظاهرة الغربية الحديثة بصيغتيها البرجوازية والاشتراكية الالية، ومعهما انقضاء زمن " الثورة" الاحادية، فلا احد اليوم يتحدث في اي مكان عن "الثورة" او يامل بها، برغم التردي الشامل على مستوى المعمورة، بينما تحول شعار الاصلاح باعتباره وسيلة تخديرية اجهاضية، الى مقصد عام وسط التردي والفساد الشامل.
ليس الحاصل طبعا اليوم، وماقد آلت اليه مسارات النهضوية التوهمية الغربية الاوربية، مسالة عابرة او هي من باب التازمات القابله للتجاوز كما مايزال المعتقد بوجه الاجمال، فالتاريخ وحال البشرية والمجتمعات دخل بالاحرى "زمن التحولية"، بانقضاء امد وتاريخ صلاحية الارضوية التي ظلت غالبه على مر تاريخ المجتمعات، وبلغت ذروة تجليها واعلاها مع الالة والانقلاب البرجوازي الغربي، حيث الموضع الاعلى والارفع دينامية ضمن صنفه و نمطه المجتمعي.
الزمنان الايل للانتهاء، والذاهب للتبلور لن يتبادلا الموقع فجاة، ومع ثقل ماهو فاصل بينهما نمطا ونوعا، من البديهي ان تنهض وسط تعاقبهما وتفصل لحظة من الانتقالية الانقلابة الحدثية والادراكية، ومالم يكن قد حدث للهبتين اللاارضويتين، غير الناطقتين السالفتين، مرشح للحصول اليوم، مع امتزاج الصفتين والخاصيتين، اللانطقية منهما، والنطقيةمعا، وكما حدث لهبة العشرين و14 تموز، يحدث حتى اللحظة كمقدمه للاثورة تشرين، التي ماتزال خرساء، يستغل خرسها لكي تقتل ويجهز عليها، لكن لاثورة 2019 التي هي استهلال تحولي، تبدا لكي تتكامل، فيكون اولها حدثي، ثم ادراكي وعيا، اوله التعرف على الخصوصية والصفه النافية للثورة ونوعها الاحادي الارضوي، الذي انقضى زمنه.
فالحاصل هنا منذ 1919 هو انتقالية تحولية انقلابيه، نوعيه مجتمعية عطمى، ظلت منتظرة على مدى الاف السنين، اول مايميزها انها ليست تغييرية داخل نمطها كما حال مايعرف وعرف من " ثورات" ارضوية، فالنمطية اللارضوية مكتمله كينونة بذاتها، لاتحتاج، وهي غير مبنية على اساس النقص والمؤقتية الذاهبة الى الانقضاء، انما هي حالة حضور يعقب الارضوية، مع انتهاء زمنها الطويل التفاعلي الذاهب الى الوقوف عند نقطة يصير انبثاق اللاارضوية عندها حتمية وضرورة، حامية ضد الاختلال الاعظم، واحتمالية الفناء.
ومثل هذا الانتقال الاكبر غير المالوف، من غير الممكن تحققه من دون وثبة عقلية كبرى من نوعه، تحضر ليس مشاريع المستقبل، بل الحاضر الضرورة المؤجل والباقي ممنوعا لاسباب قصورية عقلية، ومادية، وهو مايعني ان اللاثورة لها بيانها، الذي هو من بين كل صفاتها المخالفة للاارضوية، العنصر الوحيد القابل للمطابقة نوعا وان من بعيد مع نظرية "الثورة" الارضوية، وهو مايؤكد بهذه المناسبه مقولة "لاحركة ثورية بدون نظرية ثورية"، انما بصيغة اخرى تقول "لاتحولية لاارضوية بدون رؤية لاارضوية هي ليست نظرية" فالمنظور اللاارضوي هو نوع كمال وتحقق، واللاارضوية لاتكون ماهي، الامع ماهي منطوية عليه من مفهوم للوجود والعالم لاارضوي .
لنات على ماسبق بمثال شائع بقدر ماهو مطموس لااحد لم يعشه بكل نفس من انفاسه، هو الابراهيمه التي هي اللاارضوية بصيغتها الاولى ماقبل التحققية، المتلائمه مع اشتراطات غلبة الارضوية الطويله، فهي ليست نظرية كما الحال المفترض انه مماثل ارضويا، بل هي هي اللاارضوية النبوية الكتاب الاول، بقراءاته الثلاث كما يعرف ارضويا، ليحال الى خارج الارض والمجتمعات، فيحال الى السماوات التي هي موضع ارضوي له نوع مجتمعي مطابق، بصيغىة اخرى غير الارضوية الغالبه، وهكذا تكون المجتمعات على عكس ماهو معتقد قصورا، ليست واحدة، بل مزدوجة جميعها، وهي اما مزدوجة ازدواجا كما حال ارض مابين النهرين، او مزدوجة احاديا بالاختراق اللاارضوي الاول الابراهيمي، كما حال عموم المجتمعات الارضوية تستمد في الثانيه اختراقيتها من الكائن البشري المزدوج كينونة هو نفسه، عقل/ جسدويا، والذي من المستحيل استمراره وحياته بدون ازدواج مفهومي يكسر الجسدوية، مع اشكال تجل من هذا القبيل على مستويات، من الرؤية الكبرى النبوية وقراءاتها، الى الفنون والابداع، مع الاختصاص، فلانبوية خارج الشرق المتوسطي بمعنى ان المجتمعات الارضوية لاتنتج رؤية توحيدية اولى، وتطبيقة في الملحقات اللاارضويةالمقاربة للاصل والمنطلق، بما هو الموضع الذي لايمكن ان ينتج الاالرؤية الختام، العليّة السببية مع منتهى الارضوية كما هو حاصل من هنا فصاعدا.
اذن فنحن على موعد ليس ببعيد من اكتمال تشرين اللاثورة، بعدما اعلنت عن ذاتها، بانتظار اكتمال ملامحها، قبل ان تعود الى المزيد من اشكال الاعلانيه التكاملية، حيث الفعل والرؤية متلازمان ومتكاملان تشكلا، وهو ممالايعرفه البشر، ولا الفوه، او تعرفوا على ايقاعه، ونوع تجليه من قبل.
بانتظار الخطوة الكبرى، او الهبه الثانيه اللازمه" قران العراق".
ووقتها ندرك ان الزمن الارضوي، ومعه ثورته كمفهوم ونموذج، والحزب والكيانوية، قد انقضى زمنها ضمن افصاحية كونيه ظلت على مدى عمر المجتمعات مطوية محجوبه، وقد صارت لزوما معاشا وراهنا انطلاقا من ارض الازدواج والتحولية اللاارضوية ارض المبتأ والبدئية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لمحة عن حياة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي


.. بالخريطة.. تعرف على طبيعة المنطقة الجغرافية التي سقطت فيها ط




.. شاهد صور مباشرة من الطائرة التركية المسيرة -أكنجي- والتي تشا


.. محاكاة محتملة لسقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في م




.. أبرز حوادث الطائرات التي قضى فيها رؤساء دول وشخصيات سياسية و