الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتدى الصدر...هدوء ما بعد العاصفة؟

محمد حمد

2022 / 10 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


يتوقّع الكثير من المحلّلين والخبراء والمتابعين للشان العراقي. بما فيهم الناس البسطاء. ان مقتدى الصدر الغائب طوعيا سوف يخرج شاهراً على الحكومة الجديدة سيف المليونية البتّار. ويصرخ في وجه الجميع " ارى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها". لكن هذا الامر في رايي المتواضع محفوف بالمخاطر عليه وعلى تياره لاسباب كثيرة. منها ان الصدر استغلّ فترة ما كان يسمّى بالانسداد السياسي وضعف حكومة الكاظمي السابقة. كما استغلّّ دعم حلفاء الامس. بارزاني والحلبوسي. فراح يصول ويجول وبغرّد بعظمة لسانه او عبر وزيره الشخصي السرّي (فضح الله سرّه) إن كان لديه سرّ يخفيه.
ان مقتدى الصدر يعي جيدا ان وضع ما قبل الانسداد السياسي يختلف كثيرا عما بعده. وان المواطنين البسطاء وجلهم من اتباعه سئموا وتعبوا من الركض واللهاث خلف رجل يعيّر آراءه ومواففه السياسية كما يغيّر جلبابه وعمامته كل يوم. ويتحالف مع من كانوا في الامس القريب خصوما لا يطيقهم.
والرجل. اي مقتدى الصدر.شان جميع ساسة العراق الذين جاؤوا بعد الغزو والاحتلال الامريكية الايراني
عام ٢٠٠٣ لا تجري في عروقه دماء ديمقراطية من اي نوع لون كانت. فهو قاسي متجبّر...شرس اللسان والنظرات والحركات. وحدّي في أحكامه وسلوكه ويمارس العمل السياسي على أساس الثار والانتقام والهيمنة. ويتميّز بسمات استبدادية يمكن أن تصنع منه في نهابة المطاف دكتاتورا صغيرا. وبالمقابل لديه قدرة مسنمدّة من ارثه العائلي. كما لو كانت ماركة تجارية مسجّلة. على تحريض وتهييج وجرّ الشارع الفقير من أتباعه إلى ألاتجاه الذي يريد. فإذا قال لهم اقتحموا الخضراء اقتحموها. وإذا قال لهم لا تخرجوا من بيوتكم. لزموا بيوتهم في انتظار أوامر جديدة. يضاف إلى ذلك قدرته الهائلة على توظيف الدين وال بيت الرسول محمد تحديدا. في كل خطواته وتصرفاته. فالضحك على ذقون البسطاء والفقراء. وما أكثرهم في هذا الزمن الرديء. اصبح منهجا وسلوكا شائعا في عراق اليوم. فضلا عن ذلك أن معظم تصرفاته وتغريداته حول الخصوم نابعة من حقد شخصي وكراهية ليست لها علاقة حقيقية بالسياسة وبالمصلحة العامة. فبالنسبة له لا توجد منقطة وسطى يمكن الالتقاء فيها والعمل سوية مع الآخرين لاصلاح ذات البين. لقد سعى بكل السبل. وأغلبها غير مشروعة. إلى الحصول والاستحواذ على كل شيء بغية إقصاء خصومه السياسيين خارخ المشهد اليومي. وحاول استخدام شعار محاربة الفساد والإصلاح رغم ان تياره الصدري كان. حتى اشهر قليلة مضت. من المشاركين والمساهمين والداعمين لجميع الحكومات السابقة. والغاضّيين النظر عن عمليات الفساد والسرقات ونهب المال العام.
والفساد با سماحة الصدر لم يحصل في السنة الأخيرة فقط. بل من اول يوم سلطتكم اقدار امريكا على حاضر ومستقبل العراقيين المغلوبين على أمرهم.
بالتأكيد أن صمت مقتدى الصدر وعزلته "المؤقتة" يثيران الشك والارتياب. فالرجل ليس من النوع المتسامح أو المعتدل عاطفيا أو سياسيا. قد يأتي اليه وحي من من نوع ما ويقرا في راسه آيات شيطانية تثير فيه شهوة التمرّد والعربدة من جديد.
لا شك ان الافول المؤقت لنجم مقتدى الصدر عن سماء العراق الملبّدة دائما بغيوم التناقضات. لا يعني
ان الرجل قال في نفسه " ساوي الى جبل يعصمني من الماء" ومن الاعيب المنطقة الخضراء . لكن عودته ان عاد فعلا ستكون اقلّّ بريقا وجاذبية من السابق. فالصدر ارتكب خطأ جسيما عندما سحب بحركة من اصبعه (المقدس !) جميع نوابه من البرلمان. وقد انسحبوا صاغرين طاىعين مطأطيء الرؤوس. مع انهم انتخبوا من قبل الشعب العراقي.
واليوم...وبعد تشكيل حكومة جديدة يقودها محمد شياع السوداني برعاية ومباركة خصومه الالداء. المالكي والعامري والخزعلي زاىدا حلفائه المناففين السابقين برازاني والحلبوسي. لا يمكن لمقتى الصدر ان يقف حجر عثرة في طريق الجميع. ومن غير المستبعد ان اشتدّت الامور وتعقّدت كثيرا وبالغ في غليانه وهيجانه ان نراه. اي مفتدى الصدر."على آلة حدباء محمولُ". كما عوّدتنا ديمقراطية الملل والنحل والطواىف في عراق ما بعد الاحتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في