الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القليل من صبرها

علوان حسين

2022 / 10 / 30
الادب والفن


ماذا كان يحدث لو أنها منحت القليل من صبرها ؟ كنت أريد أن أشاركها حزنها . ولو إستطعت أخذه عنها أحمله فوق ظهري كما تحملت الشقاء في أوقات ٍ سالفة . كنت أريد أن أستبدل حزنها مسرة ً وبهجة ً . لم يغوني وجهها الحلو , الحزن أشد إغراء ً من الزهور حين ينساب برقة الدمع من عينين يشع فيهما الكحل كالليل في مرآة القمر . الحزن على وجه ٍ جميل ٍ يسرق القلب حتى يكاد ينخلع معه , ينفرط كحبات الدمع . هو القلب ليس سوى بركة ٍ من دموع . كنت أود أن نسافر معا ً هي وأنا في مركبة تقودنا نحو النجوم . قطار يأخذنا معه إلى مدن يختلط فيها الحلم بالواقع والحقيقة بالخيال ولا نعود نحن كما كنا من قبل . هي إبتعدت كذلك أنا فعلت . أخذت معها النهر وتركت لي حرية السباحة في نهر ٍ من كلمات . أخذت حقيقتها ولم تترك لي غير صورتها تلمع كالسراب في ذاكرة الصحراء . يقسو علي َّ طيفها حين أجلس قرب النبع ومعي صوتها . لا ذكرى لي معها سوى هذا الهواء المقطّر من صوتها .
كم تبدو المواعيد بهيجة ً إلى قلب العاشق ؟ لا مواعيد لي معها ولو سرية ً كأني كنت أتطفل على قلبها ! الجرح في القلب أم هي القصيدة ترينا الحب على شكل طفل ٍ تهفو له الأفئدة ؟ الكلمات تخترع لشاعرها امرأة ً تولد من قصيدة . كأن السراب سال وأغرى الحنين ليشق الطريق إلى الذاكرة . كأنما الأحلام تتسرب خائفة ً منا أو علينا لم نجد سوى الذكريات مشفقة ً بنا . نسيت مكاني ومكانتي منها وتكلمت مع صورتها بلغة ٍ ضبابية ٍ لم يفهمها سوانا هي وأنا . ليت البنفسج وهو يسرق رقته من جمالها وتلك الهشاشة في صوتها يقتسم معي الذكرى بها . غامض كالبنفسج حبها . وكالبنفسج لا يمكث طويلا ً لكنه يجلس مبجلا ً كصخرة ٍ في طريق ٍ بين الحياة والموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا


.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا




.. دوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ال


.. أرملة جورج سيدهم تتبرع بقميصه في مسرحية المتزوجون بمزاد خيري




.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة