الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوداني .. خيار فرصتهم الأخيرة؟

حيدر نواف المسعودي

2022 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


واخيرا اصبح للعراقيين حكومة بعد مخاض عسير جاء بعد مرور سنة على الانتخابات المبكرة التي كانت احدى انجازات ثورة تشرين التي أسقطت حكومة عبد المهدي نتيجة تراكمات سنوات من حكم وسطوة احزاب وقوى وميليشيات الفساد والفشل الذي لازال مستشريا ويستفحل اكثر فأكثر .
وبعد ازمة سياسية حادة كادت تودي بالبلد الى هاوية الصراع والاقتتال الداخلي وبعد وصول الفرقاء السياسيين الى حالة الهستيريا التي افقدتهم اتزانهم وفضحت ماكان قد بقي مستورا من عوراتهم التي كانوا يسترونها بمحاولات الكذب والخداع والضحك على العقول من ان هناك مؤامرة على الحكم الشيعي وهناك من يحاولون العودة الى المربع الاول وانها مؤامرة صهيونية وسلب الشيعة حقهم واستحقاقهم كل ذلك من اجل الابقاء على المحاصصة المقيتة والاستمرار في تقاسم الكعكة والمغانم كما هو معتاد منذ ان جاءت امريكا بهذه الطغمة الفاسدة الى حكم العراق منذ ٢٠٠٣ ..
ان هذه الحكومة وما رافق تشكيلها من منهج واليات هو تكريس واصرار على الابقاء على المحاصصة المقيتة وتحد وقح وسافر لتطلعات وطموحات العراقيين في تحقيق تغيير واصلاح حقيقي بل هو استهانة كبيرة وتقليل من اهمية وقيمة تضحيات ودماء وشهداء ثورة تشرين التي كان احد أهدافها واولوياتها التغيير الجذري لهذا النظام واصلاح العملية السياسية والاسس التي قامت عليها وفي طليعتها التخلص من نظام المحاصصة المقيت .
واقل مايمكن قوله عن هذه الحكومة انها حكومة ضعيفة هزيلة هشة ومخيبة للأمال تم اعادة تدوير عددا من اعضاءها اضافة إلى افتقار بعض وزراءها الى الاختصاص والخبرة والكفاءة بل إن بعضهم يقودون وينتمون الى فصائل مسلحة اضافة إلى أن رئيس هذه الحكومة هو رجل ضعيف اصرت قوى واحزاب السلطة على المجيء به رغم انه كان ولازال مرفوض جماهيريا منذ ايام ثورة تشرين بسبب انه ابن حزب الدعوة بل هناك من يعتبره ربيب  و الوجه الآخر للمالكي وذراعه الأيمن وهذا مايبدد تساؤلات الكثيرين حول اصرار الإطار التنسيقي على ترشيح السوداني لهذا المنصب رغم ان ترشيحه  كان مرفوض من التيار وادى الاصرار عليه الى تعميق الفجوة والشرخ بين الإطار والتيار وزاد من حدة الخلاف بينهما واضعف فرص الحوار والتقارب والتفاهم بينهما اضافة إلى أن اصرار المالكي على ترشيح السوداني أدى إلى خلافات كبيرة وعميقة بين قوى الإطار نفسه كادت ان تؤدي الى  تمزيقه وتفريق قواه ...
لقد وصف الكثير من السياسيين من داخل الطبقة السياسية الحاكمة نفسها  حكومة السوداني انها ربما ستكون ( اخر حكومة  يشهدها هذا النظام السياسي القائم او انها ستكون بداية النهاية لهذا النظام ) بسبب ضعفها واعادة تدوير وزراءها وافتقارها الى اختيار ذوي الاختصاص والخبرة والكفاءة لاشغال المناصب.
ان نجاح قوى الإطار في فرض مرشحها السوداني وتمرير تشكيلته الهزيلة الضعيفة هو نجاح لخطط الإطار في :
١. ان يكون السوداني رجل هذه القوى الضعيف والسهل القياد لتمرير وانجاح خططهم وتأمين وحماية مصالحهم وتحقيق مايصبون اليه من مناصب ومنافع ومكاسب خصوصا وانه رجلهم المخلص الذي اثبت نجاحا في الطاعة وخدمة مصالحهم منذ ٢٠٠٤ عندما تسنم اول مسؤلياته قائمقام في مدينة العمارة ليستمر في التدرج في المناصب نتيجة اخلاصه وانقياده لحزب الدعوة الذي كان ظهيرا وداعما للسوداني حتى ايصاله الى منصب رئيس الوزراء لانه الأكثر اخلاصا وطاعة وخدمة لهذا الحزب وحلفاءه والمؤكد انه لولا هذا الدعم والمساندة لما تمكن السوداني من البقاء في مناصبه كل هذه السنوات ولما استطاع الوصول الى ماوصل اليه اليوم .
٢. ان قوى الإطار تعتبر السوداني رجل الفرصة الأخيرة بالنسبة لها او هو فرصة الوقت بدل الضائع الاخيرة .. فهذه القوى باتت تعلم اكثر من غيرها انها لن تعود إلى سابق ما كانت عليه من قوة وسلطة وسطوة وانها اليوم في اضعف حالاتها وأسوأ احوالها وانها لن تستطيع الحصول مجددا على ماكانت تناله سابقا من مناصب ومنافع ومكاسب لذلك فهي تحاول الان لملمة شتاتها ووضع يدها والاستيلاء على ماتبقى في البلد من اموال ومكاسب قبل فوات الوقت لاسيما ان العراق يمر في فترة ازدهار ونمو اقتصادي غير مسبوق حتى وصلت مستويات النمو الى  ٩.٤% خلال العام الحالي اضافة إلى تحقيق مايقارب المئة مليار دولار احتياطي نقدي و احتياطي من الذهب يقدر ب ١٣٠طن وبما قيمته ٧ مليار دولار .
كل ذلك يفتح شهية هذه القوى للبقاء اطول  فترة ممكنة في الحكم والسلطة للحصول على المزيد من الاموال والمنافع  وقد تفعل كل مافي قدرتها من اجل عدم خسارة او افلات الحكم حتى ان اضطرها ذلك للتضحية بالعراق كله واشعال الفتنة والصراع كي لاتخسر كل هذه المليارات والمكاسب مع حاجتها لرجل كالسوداني يؤمن لها تحقيق كل ما تصبو اليه ويكون اداتها وذراعها ويوفر الغطاء والحماية وتمكينها واطلاق يدها ومد اذرعها في كل مؤسسات ومفاصل الدولة والحكم لتحقيق مآربها .. وعلى اعتبار كل ماتقدم فان بعض المراقبين اسمى حكومة السوداني هذه ب ( حكومة المكاتب الاقتصادية للاحزاب) .
ومهما يكن فان حكومة السوداني التي جاءت بها قوى الإطار التنسيقي وهي نفسها التي جاءت بحكومة عادل عبد المهدي من قبل .. وبرغم ذلك فانها لم تستطيع حماية عادل عبد المهدي وحكومته من السقوط ولن تستطيع كذلك حماية السوداني وحكومته من السقوط اذا ما استمر نفس الفساد والفشل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور